صناعة الأوانى والمنتجات الخزفية والفخارية، من أكثر الحرف التقليدية التى تميزت بها مصر عبر العصور، وتحولت بمرور الزمن، إلى فن، يمارسه مئات العمال المصريين المدربين، الذين يتوارثون هذه المهنة، جيلا وراء جيل، حتى صارت سحرا يحتاج لأنامل فنان، تقوم بتحويل الطين إلى أشكال فنية مبهرة، لولا أن هذه المهنة العريقة، صارت، فى الآونة الأخيرة، تواجه خطر الانقراض. فى البداية، أخذت قرية «الفخارين» بمصر القديمة، فى التكون، وممارسة عملها، منذ الفتح الإسلامي، وذلك بقدوم عمرو بن العاص، رضى الله عنه، إلى مصر، حتى أصبحت هذه المهنة نادرة جدا، بالرغم من تميز مصر بهذه الصناعة، عن غيرها من البلدان، حتى كنا نورد الفخار إلى الدول الأوروبية. رئيس الفخارين يقول أحمد زكى، رئيس جمعية «الفخارين»: «بدأنا فى تطوير هذه المهنة، فى محاولة لإنقاذها، من خلال مشروع قائم على تطوير منظومة حريق الوقود المستخدم، حتى لا يوثر على البيئة». ويضيف أنه تم تطوير منظومة الحريق قبل بداية المشروع منذ التسعينيات بمعرفة كلية الهندسة بجامعة القاهرة عن طريق تحويل الحريق إلى غاز أو سولار. ويوضح أن المشروع بدأ فى عام 2005 عن طريق منحة من وزارة التعاون الدولى لتطوير صناعة الفواخير على أن يتم تسلمه فى عام 2006، عن طريق محافظة القاهرة، بالإضافة إلى تطوير منظومة الحريق إلى استعمال الغاز بدلا من الخشب أو السولار، وذلك للمحافظة على البيئة. ويشير إلى أنه كان من المقرر افتتاح المشروع فى عام 2007، إلا أنه حتى الآن لم يتم الانتهاء من تسليم كامل مرافقه من غاز وكهرباء ومياه، بينما تضم قرية الفواخير 152 مبنى قائما دون مرافق. قرية «الفواخير» فى هذا السياق، يقول الحاج حسين سيد حسن: «هذه القرية تضم أكثر من خمسة آلاف فنى وعامل، يتمثل مصدر رزقهم فى هذه الصناعة، ويواجهون كثيرا من الصعوبات، مما أدى إلى هروب العمالة من هذه الحرفة، وينعكس على سوق صناعة الفخار بمصر، ويؤدى إلى غزو الفخار الصينى لمصر، بعد أن كانت تحتل المركز الأول فى صناعة الفخار». من جهته، يأمل الفنان نبيل حسني، أن تعود صناعة الفخار والخزف فى مصر إلى ما كانت عليه، مشددا على أنها قادرة على أن توفر جزءا من العملة الصعبة للاقتصاد المصري، وكذلك يمكنها أن تتيح فرص عمل للشباب. ويختتم حواره بالقول: «نرجو من محافظة القاهرة سرعة استكمال وتوصيل المرافق لقرية الفخاريين؛ لكى ننهض بهذه الصناعة»، وفق قوله.