يستحق الفيلسوف الفرنسي المسلم رينيه جارودي أن نطلق عليه لقب المسلم الصالح لما أسداه للإسلام وأهله من جهد وإنصاف, وسط دعوات الغرب واتهاماته بأنه دين للإرهاب والعدوان, فالرجل آمن بالله ورسوله والدعوة بعد بحث طويل ومقارنة بين الأديان فوجده سمحا حضاريا يتجاوب مع الديمقراطية والتقدم, وعاش هذا الفيلسوف الذي توفي في13 من مثل هذا الشهر عن عمر يناهز98 عاما, مدافعا بقوة عن هذا الدين. يقول الدكتور عبدالوهاب المسيري في كتابه: جارودي.. الأساطير الزائفة وانتصار الإسلام: إن انبهار جارودي الحقيقي بالحضارة الإسلامية, إنما تبدأ ملاحظته في التوحيد الذي يمتد في مظاهر الإبداع الإنساني في تناسق يوحد بين العلم والإيمان, وهذا ما يفتقده من يدرس الحضارة الغربية المعاصرة ذاكرا في كتابه الإسلام في الغرب كيف أن الفتح الإسلامي للأندلس لم يكن غزوا بقدر ما كان تحولا ثقافيا عظيما, وهذا ما استعدي الغرب علي الفيلسوف الفرنسي. ولد جارودي في17 يوليو1913 عن أبوين ملحدين واندمج في الحياة الشيوعية من خلال تدريسه الفلسفة ثم انتخب بالبرلمان في عام1945 وحصل علي الدكتوراه من السوربون عن النظرية المادية في المعرفة, ودكتوراه أخري من جامعة موسكو عن الحرية ثم انضم للحزب الشيوعي الفرنسي, إلا أن قراءته لمختلف الأديان واحتكاكه بالمسلمين خاصة في الجزائر وما قرأه وشاهده, أقنعه بإشهار إسلامه في2 يوليو1982 بالمركز الإسلامي بجنيف وحدثت في تلك الفترة مذبحة صابرا وشاتيلا التي اقترفتها إسرائيل بلبنان فأدانها بشدة وأخذ علي عاتقه دراسة وكشف الجرائم الإسرائيلية بالدلائل والادعاءات عن أرض الميعاد بأنها تزييف للدين اليهودي والتاريخ معا, وكان رد فعل المنظمات اليهودية عنيفا بعد أن أثبت أن حرق ملايين اليهود ب الهلوكوست غير حقيقي, وإنما لابتزاز العالم وتغطية جرائمهم في فلسطين. ألف جارودي نحو25 كتابا عن الإسلام وتاريخه ومستقبله ومنها وعود الإسلام, والإسلام دين المستقبل, والمسجد مرآة الإسلام, والإسلام وأثره في الغرب, وفلسطين مهد الحضارات وبين في مؤلفاته كيف أن الغرب كان مجرما في ارتكاب جرائم ضد العالم الإسلامي, وأنصف جارودي الإسلام في كتابه الإسلام دين المستقبل فيقول: أظهر الإسلام شمولية كبري في استيعابه سائر الشعوب ذات الديانات المتعددة, وكان أكثر الأديان شمولية في استقباله الناس الذين يؤمنون بالتوحيد منفتحا علي ثقافاتهم وحضاراتهم, وأتاح تعايش هذه الحضارات, فأعطي زخما قويا للإيمان الجديد وفي تقبل الثقافات الكبري بالشرق والغرب. نال جارودي جائزة الملك فيصل في عام1985 عن خدمة الإسلام عن كتابيه وعود الإسلام, والإسلام يسكن مستقبلنا, كما حصل علي الدكتوراه الفخرية من جامعة قونية بتركيا في عام.1995