الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
بعد زيادة البنزين والسولار، محافظ المنوفية يعلن تعريفة الركوب الجديدة للتاكسي والتوكتوك
إعلام عبرى: حماس أبلغت الوسطاء بوجود جثث إسرائيليين على عمق 7 طوابق وقرب قنابل غير منفجرة
استقبال زيلينسكى فى الولايات المتحدة دون مراسم
فى مقابلة قديمة .. لماذا هاجم صهر ترامب "الصهيونى " محمود عباس بعبارات "مهينة" !
نجوم الجونة وشوشوا الودع على الريد كاربت وقالوا أسرار ومفاجآت.. فيديو
فى ذكراه.. منير مراد الموسيقار المنسى من وزارة الثقافة والغائب عن حفلات ومهرجانات الأوبرا
فلسطين.. الاحتلال يدمر سيارة مواطن خلال اقتحام حي المخفية في نابلس
إعلان الكشوف المبدئية لمرشحي انتخابات مجلس النواب 2025 بسوهاج "مستند"
انتفاضة بيراميدز تتحدى البركان المغربي.. من يفوز بالسوبر الإفريقي غدًا؟
أسماء المرشحين على مقاعد الفردي بدوائر محافظة الشرقية لانتخابات مجلس النواب 2025
فنزويلا تطالب مجلس الأمن بموقف حازم تجاه الضربات الأمريكية وانتهاك سيادتها
المخرج أكرم محمود البزاوي يعلن وفاة الفنان «أشرف بوزيشن»
عماد النحاس وجهازه المعاون يصل إلى بغداد لقيادة فريق الزوراء العراقي
الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن أسماء المرشحين على النظام الفردي بانتخابات مجلس النواب
انطلاق البطولة المصرية المفتوحة للهواة وسط حضور دولي واسع يضم أكثر من 100 لاعب| فيديو وصور
الحفني: تعزيز السلامة الجوية أولوية تستهدف التشغيل الآمن وفق متطلبات الإيكاو
«مش صديقي.. وبقول اللي حسيته».. رد مثير من كريم نيدفيد بشأن هجومه على رمضان صبحي
القبض على المتهمين بارتداء ملابس فاضحة وارتكاب أفعال خادشة للحياء
إسرائيل ال3.. أسعار البنزين الأعلى تكلفة في العالم (قائمة ب10 دول)
فاروق جعفر يتغزل في نجم الزمالك.. ويؤكد: «قدراته الفنية كبيرة»
ستاد المحور: الكوكي يدرس الدفع ب صلاح محسن في التشكيل الأساسي أمام الاتحاد الليبي وموقف الشامي
سعر الأسمنت اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 فى الشرقية
طقس حار نهارًا وشبورة صباحية خفيفة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس الجمعة 17 أكتوبر 2025
«زي النهارده».. وفاة شيخ الأزهر الدكتور عبدالحليم محمود 17 أكتوبر 1978
عاجل- أمن المقاومة يحذر من الشائعات حول مصير أبو عبيدة وسط اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة
سعر الدولار اليوم الجمعة 17102025 بمحافظة الشرقية
اختبر ذكاءك ب10 ألغاز مع الحل.. هل تقدر تجاوب على الكل؟
عاجل - حريق أمام المتحف المصري الكبير قبل افتتاحه
أطعمة طبيعية تساعد على خفض الكوليسترول في 3 أشهر
حيلة لتنظيف الفوط والحفاظ على رائحتها دائمًا منعشة
لو عايز تركز أكتر.. 5 أطعمة هتساعدك بدل القهوة
أسماء المترشحين بنظام الفردي عن دوائر بمحافظة الغربية لانتخابات النواب
حبس متهم بقتل شقيقه فى قنا
الصحف المصرية: إسرائيل تماطل فى فتح معبر رفح
روسيا توسع أسواق نفطها وتستهدف إنتاج 510 ملايين طن
أوقاف الفيوم تعقد فعاليات البرنامج التثقيفي للطفل لغرس القيم الإيمانية والوطنية.. صور
جوتيريش يدعو للعودة إلى النظام الدستورى وسيادة القانون فى مدغشقر
رفضت إصلاح التلفيات وقبول العوض.. القصة الكاملة لحادث تصادم سيارة هالة صدقي
بحضور رئيس مجلس الوزراء.. وزير الشؤون النيابية يشهد ختام أسبوع القاهرة الثامن للمياه
«أفضل لاعب في مصر بمركزه».. فاروق جعفر يتغزل ب نجم الأهلي
أسعار الخضار والفاكهة في أسواق أسوان اليوم الجمعة
حماس: إعادة جثث الرهائن من غزة قد يستغرق وقتًا بسبب دفنها في أنفاق
ترامب: لقاء مرتقب مع بوتين في المجر لبحث حرب أوكرانيا
الحفني يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين سلطة الطيران المدني وإدارة الحوادث
4 أبراج «مبيخافوش من المواجهة».. صرحاء يفضلون التعامل مع المشكلات ويقدّرون الشفافية
تركي آل الشيخ: «بدأنا الحلم في 2016.. واليوم نحصد ثمار رؤية 2030»
فضل يوم الجمعة وأعماله المستحبة للمسلمين وعظمة هذا اليوم
فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ووقتها المستحب
أدعية يوم الجمعة المستحبة للمتوفى والمهموم والأبناء
الداخلية تكشف ملابسات واقعة فيديو «التوك توك» بملابس خادشة للحياء
السيطرة على حريق سيارة ملاكي بميدان الرماية في الهرم
السيطرة على حريق داخل مخزن لقطع غيار السيارات بميت حلفا
تفاصيل لا يعرفها كثيرون.. علاقة فرشاة الأسنان بنزلات البرد
استبعاد هيثم الحريري من انتخابات البرلمان بالإسكندرية وتحرك عاجل من المرشح
سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية الجمعة 17 أكتوبر 2025
الرعاية الصحية: المواطن يدفع 480 جنيه ونتحمل تكلفة عملياته حتى لو مليون جنيه
هل يجوز المزاح بلفظ «أنت طالق» مع الزوجة؟.. أمين الفتوى يجيب
هل الصلوات الخمس تحفظ الإنسان من الحسد؟.. أمين الفتوى يوضح
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
عام على رحيل السياسى صاحب المقام الرفيع
د. بطرس غالى .. الوجه الآخر لهرم الدبلوماسية
مصطفى سامى
نشر في
الأهرام اليومي
يوم 03 - 03 - 2017
هناك شخصيات فى تاريخ مصر غابت واختفت من المسرح، لكننا لم نشعر بغيابها فقد عاشت اعمالها وانجازاتها وما تركته للأجيال التى جاءت بعدها.د. بطرس غالى بأعماله وخدماته لوطنه، يعد واحد امن هؤلاء المصريين الذين نذكرهم دائما.
كان تكريم مصر للدكتور غالى حكومة وشعبا، بعد رحيله يعبر بصدق عن مدى تقديرنا واعترافنا بفضله وأعماله.
كتابات كثيرة عبرت عن أحزان أصحابها لرحيل د. غالى تناولت حياته وانجازاته السياسية والدبلوماسية وكتاباته وافكاره. لم أشارك فى تكريمه لأننى كنت خارج مصر، وأنتظرت عودتى إلى القاهرة بعد ستة أسابيع ولأن أى كتابة من المفروض أن تكون إضافة، فاننى أعتقد أن هذه الحكايات عن د. غالى تكشف الوجه الآخر من شخصيته، وتعبر إلى حد كبير لماذا حقق كل هذا النجاح حتى بلغ قمة الهرم السياسى والدبلوماسى.
...............................................................
د. غالى كان بالغ الاعتداد بنفسه، ورغم دبلوماسيته لا يلين على الإطلاق أمام قناعاته ومبادئه، ولا يقبل المساومة والحلول الوسط، لقد صنع مجده بنفسه وسطر صفحات مضيئة ومشرفة منذ أن كان طالبا بكلية الحقوق كان الأول على دفعته، ولم يعتمد فى حياته على نفوذ وثراء عائلته، ثقافته وأستاذيته ودبلوماسيته قادته إلى أعلى المناصب التى كانت تجرى وراءه.
أستاذنا الراحل وخلال رحلته التى امتدت بمقاييس العمر فى مصر، وحصوله على أعلى الدرجات فى السلم الوظيفى كان يعتز ويفخر فقط بلقب الأستاذ الجامعى أو »الخوجة« - على حسب قوله - كان متعدد الثقافات والمواهب، مصريا حميما أخلص لوطنه ودافع بكل ما لديه من امكانيات فى الحوار والتفاوض عن حقوق مصر.
عملت ثلاث سنوات مع د. غالى فى مجلة السياسة الدولية سكرتيرا للتحرير ثم تركتها إلى مجلة »الطليعة« التى أصدرها »الأهرام« فى عام 1965 ورأس تحريرها المناضل الكبير لطفى الخولى، وكانت بالفعل طليعة المثقفين اليساريين فى مصر. وقد توقف صدورها فى ابريل 1978 بعد شهرين من الانتفاضة الشعبية إحتجاجا على رفع أسعار بعض السلع والتى أطلق عليها الرئيس أنور السادات »انتفاضة الحرامية.
لكن علاقتى بالدكتور غالى استمرت، ولم تنقطع.
تابعت خلال عملى بالدور السادس بمبنى الأهرام مقر مجلتى السياسة الدولية والطليعة المتجاورتين الحوارات والمناوشات والمعارك السياسية بين د. غالى ولطفى الخولى رحمهما الله وكنت دائما على الحياد احتراما للدكتور غالى، وكان مثالا فى احترام الرأى الآخر، وفى دماثة الخلق لم أسمع منهما صراخا أو تجريحا وأو اتهامات متبادلة بالخيانة ولا لفظا نابيا.
تعلمت من خلال عملى مع د. غالى فى السياسة الدولية أنه لا مساومة فى الخطأ، فالعمل يجب أن يكون كاملا، كان بالغ الدقة يراجع كل سطر بالمجلة، ويكشف الاخطاء بعين الأستاذ والباحث الجاد، ويطلب فى حزم ألا تتكرر.
تجاوزت محاضرات د. غالى ودروسه جامعة القاهرة إلى أرقى جامعات العالم، وخلال عملى مراسلا للأهرام فى باريس فى أول الثماينيات قمت بزيارة لجامعة السوربون لأجد ملصقات تغطى كلية العلوم السياسية تعلن عن محاضرة الدكتور غالى عن الشرق الأوسط.
مصر. الأقرب لإفريقيا
العلاقات المصرية مع إفريقيا شهدت أفضل عصرها خلال قيادة د. غالى الدبلوماسية المصرية، فكان يرى دائما أن مصر هى الأقرب لإفريقيا والأكثر انتماءا لظروف القارة وتحدياتها. وكان د. غالى صديقا لعدد من زعماء القارة ورؤسائها، وقد كانت مجلة السياسة الدولية التى رأس الدكتور غالى تحريرها حتى تولى منصبه أمينا عاما للأمم
المتحدة
، إحدى الأدوات التى استخدامها لتحقيق أهدافه فى دعم علاقات مصر بإفريقيا، وبعد أن تولى منصبه فى المنظمة الدولية بنيويورك بعدة شهور، قام بزيارة لكندا وعندما قلت له أن الدبلوماسية المصرية فقدت واحدا من كبار قادتها، أبتسم وقال لى إنه عندما التقى بالرؤساء والقادة الأفارقة الذين حضروا اجتماع الجمعية العامة للأمم
المتحدة
، أبدوا أسفهم لغيابه عن مصر، فقد شهدت العلاقات المصرية الإفريقية أفضل عصورها خلال سنوات عمله مع الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر والسادات، كان د. غالى يؤمن بالشباب ودوره فى التنمية والنهوض بالبلاد، وكانت قضية التعليم فى جميع مراحله تشغل جانبا كبيرا من اهتماماته كان من المشجعين على هجرة الشباب طلبا للعلم، حتى يتعرفوا على كيف يفكر الآخرون، فانفتاحه وثقافته الموسوعية تجاوزت كل الحدود السياسية والثقافية، لكن د. غالى كان فى كل زيارة لكندا، يطلب أن يلتقى مع شباب المهاجرين المصريين، وكان يؤكد أهمية الارتباط بمصر الوطن الأم، وتقديم كل مساندة لها، ورد الجميل للوطن الذى تعلموا فى مدارسه وجامعاته، فالإنسان بلا جذور مثل النبات الذى تتطاير أوراقه وتذبل أمام أي عواصف.
ديون كندا
أتذكر د. غالى فى مؤتمر دول الفرانكوفونيه فى أواخر الثماينيات بمدينة كييبك عاصمة إقليم كيبيك الفرنسى فى كندا عندما قدمت له الصحفى »ميشيل فاسيتل« محرر الأخبار الخارجية فى جريدة »لابريس« الصحفية الفرنسية الأولى فى شمال أمريكا ومن بين الاسئلة التى وجهها الصحفى الكندى للدكتور غالى: »قدمت كندا لمصر مساعدات كثيرة فى السنوات الأخيرة، فمتى سترد مصر هذه الديون؟ وارتفع صوت د . غالى محتدا على السؤال، وقال بلغته الفرنسية: ديون إيه التى تتحدث عنها، كندا هي المدينة لمصر، الستة آلاف مهاجر مصرى الحاصلون على الدكتوراة، والذين تعلموا فى مدارس وجامعات مصر وتستثمرهم كندا الآن لقد انفقت الخزانة المصرية على تعليمهم ملايين الدولارات، وواصل د. غالى كلامه: هل تعلم أن مدينة مونتريال فقط يعمل بها ألف طبيب مصرى، وأن الطبيب الاخصائى يكلف خزانة أى دولة بين 120 150ألف دولار... وهل تعلم أن هناك أكثر من مائة أستاذ فى كليات الهندسة بجامعات كندا من خريجى الجامعات المصرية، مصر هى التى أنفقت على تعليمهم وتدريبهم لتستثمرهم كندا »على الجاهز« من هو الدائن إذن ومن هو المدين؟
كان د. غالى وزير الدولة للشئون الخارجية رئيسا لوفد مصر فى مؤتمر الفرانكوفونيه، وكنت قد دعوت أربعين أستاذا جامعيا معظمهم من كليات الهندسة للقاء د غالى فى أحد الفنادق بمونتريال بعد انتهاء المؤتمر، وكان من بين الحاضرين أربعة عمداء مصريين بكليات الهندسة طلب د. غالى من الأستاذة المهاجرين المشاركة فى المشروعات الصناعية، ونقل علمهم وخبراتهم للجامعات والمعاهد المصرية، وتبادل الأبحاث والأفكار مع زملائهم فى مصر، ووعدهم بتذليل كل العقبات عند حضورهم إلى مصر.
الصفحة الأولى
فى إحدى زياراته لأوتاوا التقى مع وزير خارجية كندا، وسألت د. غالى الذى كان من المفترض أن يلتقى فى اليوم التالى مع رئيس الوزراء جان كريتيان: هل معك رسالة من الرئيس مبارك لرئيس وزراء كندا؟ وكان رد د. غالى: ليست معى أي رسائل، لكن إذا كنت تريد أن ينشر الخبر فى الصفحة الأولى، يمكنك أن تكتب أننى أحمل رسالة شفهية من الرئيس المصرى، كان د. غالى بحاسته الصحفية والسياسية يعلم ما أصاب الصحافة المصرية من أمراض خلال سنوات حكم حسنى مبارك، فقد كان الخبر لا ينشر فى الصحفة الأولى إلا إذا كان مرتبطا باسم حسنى مبارك أو زوجته.
قبل أن يتولى عمله بأيام أمينا عاما للأمم
المتحدة
، وجه المجلس العالمى للمياه الدعوة للدكتور غالى لحضور مؤتمر عن أبحاث المياه وندرتها فى الشرق الأوسط وإفريقيا وكان المؤتمر قد تقرر أن ينعقد بعد ستة أشهر بجامعة »واترلو« باقليم أونناريو طالبنى د. غالى بمتابعة المؤتمر والاهتمام بتغطيته للأهرام خاصة وأنه كان من دعا إلى إنعقاد هذا المؤتمر بهدف التحذير من خطورة التصحر فى السنوات القادمة وندرة فى المياه فى الشرق الأوسط ابتداء من عام 2017 .
انعقد المؤتمر بعد ستة أشهر فى جامعة واترلو، وكان يرأس جميع أقسام كلية الهندسة بها أساتذة مصريون، وتابعت الآراء والمناقشات والأبحاث التى طرحت فى المؤتمر، وذكر رئيس المؤتمر فى كلمة الافتتاح فضل د. بطرس غالى فى انعقاد المؤتمر، وأنه بعث برسالة اعتذار عن عدم الحضور بسبب مشاغله فى الأمم
المتحدة
، بعد ثلاثة أيام عدت إلى مونتريال، وعلمت من الصحف بعد 24ساعة أن الأمين العام للأمم
المتحدة
سيقوم بزيارة قصيرة للمدينة بدعوة من »مدام سوفية« الحاكم العام لكندا فى ذلك الوقت، وكانت ترتبط بعلاقة صداقة مع د. غالى اتصلت تليفونيا بالفندق الذى يقيم به د. غالى بعد ساعات من وصوله، وجاء رده سكرتيرته حاسما: د. غالى لن يلتقى فى هذه الزيارة التى لن تتجاوز 24ساعة بأى صحفى عدت لأطلب من السكرتيرة أن تبلغه بأننى اتصلت به.
بعد خمس دقائق كان د. غالى يتحدث معى فى التليفون وطلب منى الحضور للقائه بالفندق الذى لم يكن يبعد عن منزلى أكثر من خمس دقائق سيرا على الأقدام وأحضرت معى جميع أوراق البحث التى عرضت فى مؤتمر المياه، وطلبت منى السكرتيرة ألا يزيد اللقاء على 15دقيقة لأن د. غالى مرتبط بموعد هام، لكن زيارتى للدكتور غالى استمرت 40دقيقة قاطعتنا السكرتيرة خلالها مرتين تذكر د. غالى بالموعد الهام، كان حديثنا عن مؤتمر المياه ما واجهه فى الأمم
المتحدة
من مشكلات وقضايا شائكة، وعن إسرائيل وإفريقيا ومصر دخلت السكرتيرة للمرة الثالثة لتبلغ د. غالى أن »برايان مولرونى« رئيس وزراء كندا وصل وينتظره فى الغرفة المجاورة بالفندق، واستأذنته للخروج لكنه أصر أن يودعنى ورافقنى فى البهو الطويل، الذى يمتد لأكثر من مائة متر إلى المصعد ورفض أن ينصرف حتى هبط المصعد.
الجامعة والبحث الأكاديمى
أتذكر د. غالى فى أوائل الثمانينيات والذى يعرف قدر الجامعة وحقوق الأستاذ والطالب ويرفض الوساطة، كنت أودع د. غالى وزير الدولة للشئون الخارجية فى مطار شارل ديجول بباريس فى طريق عودته إلى القاهرة، وكان يتواجد فى قاعة كبار الزوار الأستاذ محفوظ الأنصارى مراسل وكالة الشرق الأوسط بباريس ود. ممدوح البلتاجى رئيس المكتب الإعلامى بالسفارة ودبلوماسى شاب علمت أنه حصل على إجازة من وزارة الخارجية للحصول على الدكتوراة من جامعة باريس، ويعمل موظفا محليا بالمكتب الإعلامى.
طلب د. البلتاجى من د. غالى مد الإجازة الدراسية لهذا الشاب لمدة عام آخر خاصة أنه انهى ثلاثة أرباع رسالته وتدخل قنصلنا العام فى باريس يكرر ما طلبه البلتاجى من الوزير، رفض د. غالى كل الوساطات والرجاءات، وأبلغ الحاضرين أن د.أسامة الباز مدير مكتب الرئيس للمعلومات والذى لديه نفوذ كبير داخل وزارة الخارجية توسط لهذا الشاب لمد الإجازة لكنه رفض قال د. غالى أن الطالب الذى لا يستطيع أن ينتهى من دراسته فى أربع سنوات لا يستحق أن يكون باحثا ولن يحصل على الدكتوراة حتى لو امتدت مدة إجازته.
وأضاف:» لقد حضرت إلى باريس للحصول على دكتوراة الدولة وانهيت دراستى بعد عامين تزوجت خلالهما ثم ودعنا وتركنا ليستقل الطائرة.
بعد سنوات من هذه الواقعة كنت أتحدث مع صديق دبلوماسى بوزارة الخارجية عن هذا الشاب، وعلمت من الصديق أنه يرتبط بعلاقة نسب مع د. غالى، وأنه رفض أيضا وساطات من بعض أفراد أسرته.
عرفت د. غالى أكثر من أربعين عاما، لم أراه يوما إلا بالملابس الرسمية حتى داخل اجتماعاته ولقاءاته بالفندق، سألته فى إحدى هذه اللقاءات: أريد أن أراك بدون ربطة عنق، خاصة وأننى لست غريبا عنك... بقميص وبنطلون مثل كل أبناء العالم.
وضحك لملاحظتى وقال: الملابس تعبر عن صاحبها.
لم أجد د. غالى حزينا طوال لقاءاتى معه سوى مرة واحدة، بعد عامين تقريبا من توقيع اتفاقية كامب دافيد، وشكى من بعض المثقفين والكتاب الذين اتهموه فى وطنيته وبالتفريط فى حق مصر فى مباحثات كامب دافيد، وأشاروا بالهمز واللمز إلى جده رئيس وزراء مصر فى أوائل القرن الماضى بطرس غالى الذى اغتاله طالب الصيدلة إبراهيم الوردانى لم يكن د. غالى فى حاجة إلى أن يدافع عن وطنيته لأن كل من يعرفونه يعلمون مدى إخلاصه وحبه لهذا الوطن، وأنه أثار كراهية غضب مناحم بيجين خلال مباحثات كامب دافيد باصراره الحصول على كل حقوق مصر.
المهم أن من وجهوا هذه الاتهامات إلى د. غالى راجعوا أنفسهم بعد سنوات وحاولوا إصلاح الخطأ الفادح.
الجامعة الأمريكية!
كلمة أخيرة ليست عتابا ولا نقدا، فالدكتور غالى فى تقديرى فوق كل عتاب وكل نقد، لكننى قرأت خبرا أرجو أن يكون كاذبا أو مجرد اشاعة يقول: أوصى الدكتور غالى بمكتبته بعد وفاته للجامعة الأمريكية.. وإذا كان الخبر صحيحا، فمن الطبيعى أن أتساءل: ألم تكن جامعة القاهرة التى قضى بها د. غالى أكثر من نصف سنوات عمره طالبا وأستاذا جامعيا هى الأولى بهذه الكنوز من الوثائق والمراجع والكتب؟.
فالدكتور بطرس غالى خدم الدولة المصرية أكثر من 70 سنة استاذا وكاتبا ووزيرا للدولة للشئون الخارجية وأمينا عاما للأمم
المتحدة
والمؤكد أن ما تركه من تقارير ومعاهدات وكتابات من حق الدولة المصرية فقد يرى البعض أن هذه الأوراق لا لزوم لها لكنها تساوى الكثير من وجهة نظر الباحثين والخبراء وحمايتها وضمان وصولها للأجيال القادمة فى مصر واجب على أجهزة الدولة.
وإلى أن تأتنى إجابة مازلت أصر على أن كليتى الحقوق والاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة هما الاحق بهذه الكنوز العلمية من كل جامعات العالم، والجامعة الأمريكية لديها وسائلها وأدواتها فى الحصول على ماضيه، تقوم خاصة بعد قرار تعيين السفير الأمريكى السابق رئيسا للجامعة والمعروف بعلاقاته الوطيدة بأجهزة الأمن الأمريكية، والذى أعلن فور تعيينه بأن »الجامعة الأمريكية سوف يكون لها دور خلال خطتها حتى عام 2019 والذي سوف يسهم فى التغيير السياسى والاجتماعى والاقتصادى فى مصر..!»
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
بالصور.. سفراء وزارة الخارجية ينعون فقيد الدبلوماسية «بطرس غالي»
ذكريات
«مايسترو» إدارة الأزمات الدولية
يوميات الأخبار
قصتي مع «بطرس غالي»
يوميات الأخبار
قصتي مع «بطرس غالي»
عمرو موسى: بطرس غالى كان مفاوضا صلبا وشعرت بالخسارة يوم فقدانه
أبلغ عن إشهار غير لائق