"الجنس مش قلة أدب".. فكما عودتنا الموروثات الثقافية ألا نتحدث في أشياء كهذه.. لأنها فعلاً تعتبر قلة أدب، لكنها في الحقيقة توعية لابد منها وغائبة عن المجتمع.. وربما هي سبب الكثير من المشاكل والأمراض المجتمعية التي تلازمنا ولابد من التخلص منها! لذلك الأزهر والكنيسة قررا مؤخراً أن تقدمان دروساً جنسية وأسرية للمقبلين على الزواج.. فالأرثوذوكسية (تلزم) المخطوبين بدورات المشورة لإتمام الزفاف. والمعنيين بفكرة التأهيل للحياة الزوجية وحماية الأسرة من الطلاق، لابد من توعيتهم من خلال دروس جنسية.. فالأزهر والكنيسة يقدمان دروساً من أجل توعية الأسرة المصرية، خاصة قبل الزواج.. والدروس هي دورات تدريبية إلزامية عن جسد المرأة والصحة الإنجابية وغشاء البكارة.. للمقبلين على الزواج لدعم الأسر المصرية في مكافحة انتشار الطلاق والحد من معدلاته في البلاد. ويقول القائمون على الدورات، إن تلك الدروس "جنسية ونفسية تكَّمِّل نقائص المعرفة". دروس جنسية ونفسية تكَّمل نقائص المعرفة عكفت الكنيسة القبطية على تقديمها منذ سنوات بعد أن حاصرتها مشكلة الطلاق منذ العام 2008 حين منع البابا شنودة الطلاق إلا لعلة الزنا فتفتق ذهن القائمين على المؤسسة الدينية إلى الوقاية قبل الاضطرار للعلاج، حتى أن الكنيسة جعلت دورات المشورة الأسرية كما يطلق عليها شرطًا لإتمام الزيجات التي ستتم منذ يوليو 2017، كذلك فإن المؤسسة الأزهرية ووزارة الأوقاف لم تكن بعيدة عن ذلك، فعملت هي الأخرى على تقديم دروس مشابهة في المساجد للقادمين إلى عش الزوجية بإرادتهم. وقامت المؤسسة الأزهرية ووزارة الأوقاف بتقديم دروس مشابهة في المساجد للمقبلين على الزواج، ولكن بإرادتهم. "ادبحلها القطة"، و"إن غلبك بالمال أغلبيه بالعيال"، تراث كبير من الأمثال الشعبية التي عاش عليها المصريون سنوات طويلة باعتبارها نصائح صالحة لبدء حياة زوجية سعيدة، ورغم أنها جزء من الموروث الشعبي المصري، فإن كثيراً منها يفتقر إلى أبسط قواعد العلم أو المنطق، كذلك فإن غياب دروس التربية الجنسية التي تقدَّم في المدارس، يجعل دخول الزوج أو الزوجة إلى الحياة الجديدة أشبه بمغامرة محفوفة بالعديد من المخاطر، أهمها غياب المعرفة العلمية والنفسية اللازمة للشراكة الأسرية. وبعد أيام ينطلق البرنامج الرابع للمقبلين على الزواج في دار الإفتاء المصرية حيث بدأ العمل بتلك الدورات منذ العام 2014، بعدما لاحظت دار الإفتاء كثرة الأسئلة عن الطلاق التي تجاوزت 3200 فتوى شهرية مثلما يقول الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية وهو ما دفع الإفتاء إلى تنظيم تلك البرامج التأهيلية. يقول أحد المشرفين على البرنامج، إن دار الإفتاء تتوقع من المتدرب في نهاية البرنامج أن يكون قادراً على إدراك الحقوق والواجبات الشرعية المشتركة بين الزوجين، وفهم طبيعة كل طرف من الناحية النفسية والاجتماعية، و الإلمام بالمهارات والخبرات اللازمة للحياة الزوجية، التعامل مع المشكلات المسببة لفشل الزواج. وعن بعض موضوعات البرنامج، فهي تنقسم بين شرعية واجتماعية ونفسية وطبية وإرشادات عن الصحة الإنجابية، فبالنسبة للأحكام الشرعية يتم الحديث عن أسس اختيار الزوج والزوجة، والخطبة، وعقد الزواج، وآثار عقد الزواج، وتنظيم الإنجاب. وبالنسبة للإرشاد النفسي والاجتماعي، فيتم الحديث حول تهيئة الزوجين للحياة الزوجية، وتدريب الزوجين على حل الإشكالات الزوجية، وتدريبهم أيضاً على التعامل مع ضغوط الحياة الزوجية. أما بالنسبة للإرشاد الطبي والصحة الإنجابية، موضوعاته عبارة عن نصائح عامة للمقبلين على الزواج، وبيان الاضطرابات التي تحدث بعد الزواج، و نصائح متعلقة بالإنجاب وسبل تنظيمه، كما يخصص جزء خاص لديكور المنزل ليساعد على حسن العشرة. وحالياً يدرس الأزهر تطبيق تجربة الكنيسة في جعلها إلزامية للمقبلين على الزواج. من قلبي: نشكر الأزهر والكنيسة على هذه البادرة المهمة لتوعية الأسر المصرية، كما نتمنى للتجربة النجاح، ونناشد بضرورة جعلها إلزامية من أجل الوصول إلى مجتمع صحي ونفسي واجتماعي سوي، بدلاً من المصائب التي تقع بسبب غياب الوعي والتوعية! من كل قلبي: #تحيا_الأزهر #تحيا_الكنيسة #تحيا_مصر. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن;