شعب مصر بمسلميه ومسيحييه يشرب من إناء واحد هو النيل، ويأكل على مائدة واحدة هى الوادي، ويعبد إلها واحدا، وقد وقف سدا منيعا أمام كل الطامعين من الرومان والصليبيين والعثمانيين والمغول والمماليك والفرنسيين والإنجليز والإسرائيليين، وهذه الأرض الطيبة دافعت عن الأديان جميعا، فعلمتنا أمرين لا ينفصلان (العقيدة والسماحة)، فلا عقيدة لإنسان ليس له سماحة، والأديان جميعا هى عقائد راسخة تقوم على السماحة، فاستطاع المصريون الولاء للوطن والعقيدة وهم فى رباط ليوم الدين، وتؤكد ذلك زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الكاتدرائية المرقسية، والتى أظهرت وحدة الشعب المصرى وتماسكه وقد وعد وأوفى بوعوده حيث تم ترميم جميع الكنائس فى المواعيد المحددة، كما أسهم فى بناء مسجد وكنيسة فى العاصمة الجديدة من ماله الخاص.ومن منطلق أن المساجد والكنائس دور مقدسة للعبادة، قام بعض الأقباط ببناء المساجد وبعض المسلمين ببناء الكنائس، نذكر منها على سبيل المثال: دير سانت كاترين فى سيناء (حتى عام 545م) بداخله مسجد بنى فى العصر الفاطمى عام 1103م، وأشارت الوثائق إلى قيام الرهبان بترميم المسجد وتقديم ما يحتاجه من وقود وطعام للمؤذن. فى بنى سويف قام مسيحى ببناء مسجد لايزال يحمل اسم من بناه (عوض عريان). فى أبوتيج تبرع محمد همام بك بأرض تم بناء مطرانية أبوتيج عليها. فى طنطا قام مرقص بك يوسف ببناء مسجد فى بلدة جناح (1865م). فى المنيا أنشأ قلينى باشا مسجدا ضخما وإلى جواره كنيسة رمزا للوحدة الوطنية. عاشت مصر أرضا وشعبا وجيشا ورئيسا إلى الأبد!. د.رفعت يونان عضو الجمعية التاريخية واتحاد المؤرخين العرب