كتبت:ياسمين أسامة فرج المحاماة هي مهنة الدفاع عن الحق ونصرة المظلوم وقد خرج من عباءة هذه المهنة العديد من رؤساء وزعماء العالم من عشاق القانون ومحترفي فن الجدل والكلام. وما أشبه المحامي برجل السياسة المحنك, فكلاهما لبق الحديث, عاشق للمناورة. وماهر في إيجاد الحجج لتحقيق أفضل مكاسب ممكنة في ساحة مليئة بالمنافسة والقوي المضادة. وعندما ننظر إلي السير الذاتية لعدد من أشهر رؤساء العالم نجد أنهم بدأوا حياتهم بالعمل في المحاماة التي فتحت لهم بعد ذلك باب العمل السياسي إلي أن اعتلوا كرسي الرئاسه أو تربعوا علي قلوب الملايين كما في حالة الزعيم الهندي غاندي. أوباما وكلينتون.. من مكتب المحاماة إلي المكتب البيضاوي يقول كتاب رؤساء أمريكا المحامين للكاتب الامريكي نورمان جروس إن25 رئيسا من رؤساء الولاياتالمتحدة كانوا يشتغلون بالمحاماة, من بينهم جون آدامز وتوماس جيفرسون و إبراهام لينكولن و فرانكلين روزفلت و ريتشارد نيكسون وأخيرا بيل كلينتون و باراك أوباما.ولعل العمل بالمحاماة هو سبب الكاريزما الطاغية التي أشتهر بها كلينتون وأوباما, فهما يتمتعان بلباقة شديدة في الخطاب السياسي, بالإضافة إلي روح الشباب الحماسية التي دفعتهما مبكرا إلي مجال السياسة حتي وصلا إلي البيت الابيض في الاربعينيات من عمرهما ليصبحا من أصغر الرؤساء في تاريخ الولاياتالمتحدة. تخرج بيل كلينتون من كلية الحقوق بجامعة ييل الأمريكية عام1973, وكان قد حصل قبل ذلك علي بكالوريوس في العلاقات الخارجية من جامعة جورج تاون عام1968, كما درس الفلسفة والاقتصاد والسياسة لمدة عامين في جامعة أوكسفورد ولكنه لم يحصل علي درجة علمية منها.وعقب تخرجه من جامعة ييل, عمل كلينتون استاذا للقانون بجامعة اركانسو, ثم انتخب عام1976 لمنصب المدعي العام لولاية أركانسو مسقط رأسه. وفي عام1982 انتخب كلينتون حاكما لأركانوس وظل في منصبه لمدة عشر سنوات حتي خاض انتخابات الرئاسة عام1992 أمام جورج بوش الأب واستطاع أن ينتزع كرسي الرئاسه من بوش الاب بفارق كبير في الاصوات.أما باراك أوباما, فقد حصل علي بكالوريوس في العلوم السياسة من جامعة كولومبيا بنيويورك عام1983, ثم التحق بكلية الحقوق في جامعة هارفارد الشهيرة عام1988 وتم اختياره رئيسا لتحرير مجلة هارفارد القانونية التي يصدرها طلبة القانون بالجامعة ليصبح أوباما أول رئيس تحرير أسود لتلك المجلة حتي تخرج من الجامعة عام.1991 وعمل أوباما بتدريس القانون الدستوري بجامعة شيكاغو لمدة12 عاما من1992 إلي2004, كما اشتغل خلال تلك الفترة أيضا في العديد من المكاتب القانونية.وأصبح أوباما سيناتور في مجلس الشيوخ الامريكي عن ولاية إلينوي عام2005 وحتي عام2008 عندما قرر خوض الانتخابات الرئاسية ونجح في الفوز علي منافسه الجمهوري جون ماكين إلي أن نصب رئيسا في يناير.2009 غاندي.. محامي الفقراء والمهمشين درس الزعيم الهندي الشهير موهنداس كرمشاند غاندي أو مهاتما غاندي كما يلقبه الشعب الهندي- القانون في جامعة لندن, و بعد تخرجه عام1890 سافر للعمل بالمحاماة لصالح احدي الشركات الهندية في جنوب أفريقيا التي كانت مستعمرة انجليزية في ذلك الوقت, وهناك اتخذ غاندي طريق الدفاع عن حقوق العمال والفلاحين الهنود والمستضعفين من الجاليات الاخري حتي انه تخلي عن موكليه الاغنياء, وقد اتخذ غاندي من القانون سلاحا في مواجهة السلطة البيضاء العنصرية في جنوب أفريقيا حيث قاد كفاحا قانونيا وسلميا من أجل التصدي للعديد من القوانيين العنصرية ضد الهنود التي كانت تصدرها السلطات البريطانية آنذاك.وفي عام1915 عاد غاندي الي الهند حيث بدأ رحلته النضالية ضد الظلم الاجتماعي و الاستعمار الانجليزي في بلاده. ومن بين الرؤساء أيضا الذين بدأوا حياتهم العملية في مجال القانون هو الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي درس القانون والعلوم السياسية في ثلاث جامعات هي دمشق و جامعة القاهرة وجامعة موسكو, وبدأ نشاطه السياسي من سوريا, ثم انتقل إلي العمل مديرا لشئون الأفراد في إدارة الخدمة المدنية في قطر ومن هناك قام بتنظيم مجموعات فلسطينية واتصل بحركة التحرير الوطني الفلسطيني( فتح) التي كانت وليدة آنذاك.