كتب : بروس باكيرمان ترجمة : هاشم عبد الحميد مع افتتاح الكونجرس الجديد في الخامس من يناير الماضي تم الأخذ في الاعتبار نظام الضوابط والتوازنات في الولاياتالمتحدة، يبدو أننا سندخل في فترة من الركود فيما يخص المبادرات من جانب أوباما والتي ستتسبب في مواجهات شرسة مع المعارضة الجمهورية، فقد عفا الزمن علي نظام الدولة المقسمة وبدلا من حدوث أزمة في الحكم بين الكونجرس والرئيس يجب علي الجانبين العمل معا في جانب واحد من أجل فرض إرداته. في المنافسة بين الجانبين يتمتع الرئيس بمميزات كبيرة، فعندما استولي الجمهوريون علي الكونجرس في عام 1994 حاول نيوت جينجريتش زعيم الجمهوريين سحق كلينتون عن طريق وضع العراقيل المادية وحرمانه منها وهو ما أدي إلي تراجع شعبية الجمهوريين ورفع من أسهم إدارة كلينتون التي كانت تعاني من التراجع وهو ما أدي إلي فوز كلينتون بفترة رئاسية أخري، هذه التجربة قد تدفع الجمهوريين إلي التخلي عن هذا السلاح ولجوء لجان الجمهوريين البرلمانية إلي البحث عن فضائح حقيقية تتسبب في حرج سياسي لإدارة أوباما. في المقابل يملك الرئيس ترسانة هائلة من التدابير تلفت النظر مثل اتخاذ إجراءات عسكرية ضد تنظيم القاعدة في بلدان أخري وتجنب أي هجوم يستهدف البلاد وإتخاذ تدابير وحلول جذرية لحالات طوارئ في حال وقوع أي حدث، يمكن للرئيس أيضا أن يتخذ تدابير أحادية الجانب لتغيير السياسة الداخلية فهو لديه سلطة مركزية بنحو متزايد مع فريق من المساعدين في البيت الأبيض حيث اتسع نطاق صلاحيات هؤلاء المستشارين بشكل كبير في الأونة الأخيرة. وكان الرئيس السابق رونالد ريجان هو أول من بادر باستخدام تلك الصلاحيات وأخذ العديد من الخطوات دون إذن الكونجرس وأصدر أوامر رئاسية منحت فريقه في البيت الأبيض القدرة علي أخذ المبادرات داخل الوزارات المختلفة وبعده فعل بيل كلينتون نفس الأمر حيث تمتع موظفو البيت الأبيض نقض علي مقترحات العديد من الوزراء. أنتقدت هيلاري كلينتون الديمقراطيين عندما خسروا انتخابات الكونجرس في عام 1994 وهنا بدأوا في الاستفادة من تلك القوي الكبيرة علي هيلاري هذه الشخصية التي تعلن عن مبادرات أمام الصحافة وسط ضجة كبيرة عن دورها التنظيمي. قد تبدو كراسي الكونجرس مريحة ولكن هذا التغيير قد يولد العديد من المخاطر الجديدة، ففي إطار محاولته المستمرة للهيمنة علي مقر منافسيه في الكونجرس يمكن للبيت الأبيض إصدار مراسيم تتجاوز الحدود التي يصدرها الكونجرس وهو ما أكد إمكانية حدوثه القاضية بالمحكمة العليا إيلينا كاجان أستاذة القانون في جامعة هارفارد وهو ما قد يولد بالتالي الميل لعدم إحترام القانون. الانتخابات الأخيرة لم تدمر أوباما وقوته السياسية ولكن الفارق الوحيد الذي حققته هو تغيير أساليب تعزيز الجهود التي سوف يتم الاعتماد عليها لإصدار القرارات التنفيذية من جانب واحد دون الآخر، كما مهدت الأحادية التي أنتهجها كلينتون لعملية "إزدراء للقوانين" خلال عهد بوش فإن مبادرات أوباما الراديكالية التي ستكون غير مسبوقة قد تؤثر علي مدي شرعية القرارات التنفيذية أما الشيء الأهم للجمهوريين فهي قدرتهم علي استغلال هذا الوضع لمنع إعادة إنتخاب أوباما في 2012 . أنا شخصيا أشك في ذلك فالجمهوريون في حاجة لإثبات مصداقية المرشحة سارة بالين والتي لم تظهر شيئا للرأي العام يذكر وسياساتها تعتبر سيئة للغاية وحتي إذا كنت مخطئا فإن علينا ألا نبالغ الآن بتوقع نتائج كارثية وننتظر استخدام الرئيس لصلاحياته خلال الفترة القادمة.