أسابيع قليلة ويتحدد مصير رئيس الوزراء الإسرائيلى بينامين نيتانياهو إما الاستمرار فى منصبه وإما تقديم استقالته وتقديمه للمحاكمة إذا ما قدمت لائحة اتهام ضده بعد خضوعه طوال الفترة الماضية لسلسلة تحقيقات من جانب الشرطة فى قضايا فساد مالى والحصول على هدايا بالمخالفة للقانون ومنذ عدة أيام دعا وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان رئيس الوزراء نيتانياهو إلى عدم تقديم استقالته حتى فى حالة تقديم النيابة العامة لائحة اتهام ضده فى التهم المنسوبة إليه ، وقال ليبرمان فى تصريح للقناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى إن استقالة رئيس الوزراء ستمثل أزمة لن نستطيع الخروج منها ، وأضاف أنه يدعوه إلى عدم تقديم استقالته وان يستمر فى منصبه وان يدافع عن نفسه أمام القضاء فى التهم الموجهة إليه . يذكر انه لا يمكن تقديم لائحة اتهام من النيابة ضد نيتانياهو أى إحالته للقضاء إلا بعد موافقة المدعى العام للحكومة أفيخاى ميندلبيت ويكون حينئذ مطالباً من قبل افيخاى بتقديم استقالته وان كان البعض يؤكد ان تلك المطالبة غير ملزمة وتجرى الشرطة الإسرائيلية، منذ عدة أسابيع تحقيقات مع نيتانياهو بشبهات تورطه فى قضايا فساد . ومن المتوقع أن تنتهى الحقيقات مع نيتانياهو فى القضية المعروفة إعلاميا بالملف 1000 خلال عدة أسابيع بعدها تقدم ضده لائحة الاتهام من جانب النيابة ويتعلق الملف 1000 بتلقي نيتانياهو وعائلته هدايا من السيجار الكوبى والخمور وغيرها، من رجال أعمال. ولعل أهم الشهود فى قضايا فساد نيتانياهو هو صاحب شركة توريد أغذية وتنظيم حفلات خاصة لكبار المسؤلين فى إسرائيل تسمى «بصل وتين» والمملوكة لعائلة ليفى التى قامت من قبل بتنظيم حفلات لرئيس الوزراء الراحل اسحق رابين وزوجته ليئة والرئيس الاسرائيلى الراحل عيزرا وايزمان ولشمعون بيزيز ولغيرهم فهذه الشركة لديها تصريح من الجهات الأمنية بتقديم الطعام فى مناسبات كبار المسؤلين فى إسرائيل وصاحبا الشركة هما الأخوين إيكو وشاى ، فمنذ عدة أشهر تم استدعاء إيكو ليفى إلى وحدة تحقيقات الشرطة « لاهف 433» المختصة بالتحقيق فى قضايا الفساد حيث ادلى بشهادته وكشف انه بمناسبة احتفال نيتانياهو بعيد ميلاده الستين قدم الى شركته طلبا بإعداد طعام ل 25 شخصا فى منزل رئيس الوزراء لحفل يحضره نيتانياهو وزوجته سارة إضافة إلى الرئيس الاسبق بيريز وعدد من الاصدقاء المقربين وزوجاتهم وتم الاتفاق على ان تكلفة الطعام للشخص الواحد 230 شيكل ، وكشف ايكو للمحققين انه في اثناء الاحتفال انتحى به نيتانياهو جانبا وهمس فى اذنه بان شركته ستحصل على 195 شيكلا للشخص وليس 230 حسب الاتفاق متعللا بان الدولة هى من سيدفع ثمن الطعام وان الميزانية لا تسمح وتعجب ايكو من تصرف نيتانياهو فهو يعنى ان الشركة ستقدم خدماتها دون ربح وسر تعجب إيكو ان نيتانياهو يعد من أغنى من تولى منصب رئيس الوزراء فى إسرائيل وهو يحتفل بيوم ميلاده والضيوف من اصدقائه المقربين فماذا سيخسر لو انه حرر شيكا بمبلغ 875 شيكلا وهو الفارق بين تمويل الدولة والسعر الكامل ؟ وإيكو هذا واحد من بين عشرات الشهود الذين طلبت الشرطة منهم الانضمام إلى مجموعة تحطيم الصمت والتحدث دون خوف وهؤلاء هم من يخشى منهم نيتانياهو حقا . ولا يقتصر الأمر على نيتانياهو فقط فزوجته سارة هى الأخرى تحوم حولها الشبهات وكانت سارة قد خضعت للتحقيق في وحدة مكافحة الفساد التابعة للشرطة الإسرائيلية لمدة 12 ساعة في قضية إرتكاب مخالفات مالية في مقر إقامة رئيس الوزراء وذكرت القناة العاشرة بالتلفزيون الاسرائيلى أن زوجة رئيس الوزراء غادرت مقر وحدة التحقيقات فى الواحدة صباحا وقالت الشرطة وفقا لما نقلته القناة الثانية بالتليفزيون الاسرائيلى أنه تم تحويل القضية لمكتب النيابة العامة في القدس، وأن زوجة نيتانياهو خضعت للتحقيق من قبل محققي الشرطة لإستكمال التحقيق بعد ظهور أدلة جديدة وقالت المتحدثة بإسم الشرطة الاسرائيلية ان النيابة العامة في القدس ستبت فى الأمروستتخذ القرار حوله إما توجيه لائحة اتهام ضدها أو إغلاق الملف فسارة متهمة بسلوك غير لائق وبسوء إستخدام أموال الدولة المتعلقة بمقر رئيس الوزراء الرسمي، بما في ذلك الحصول على سلع بحجج واهية وتزوير وثائق وخيانة الأمانة العامة في اثنتين من القضايا يشتبه بإستخدامها أموال الدولة من أجل طلب طعام للإستخدام الشخصي، وفي قضية ثالثة قيامها بإستخدام الأموال العامة لدفع المال لشخص يهتم بوالدها المسن . وندد نيتانياهو بالتحقيق في الوقت الذي واجهت فيه زوجته أسئلة المحققين، وقال إن التهم ضدها لا أساس لها من الصحة وأصدر مكتب نيتانياهو بيانا يؤكد فيه أنه لا يوجد شىء يستوجب التحقيق مع سارة . ويبدو أن الصراع على خلافة نيتانياهو داخل حزب الليكود قد بدأ فهناك عدد من مسؤلى الحزب مستعدون لخوض معارك من اجل خلافة نيتانياهو حال استقالته فى الوقت الذى يحظى فيه نيتانياهو بدعم مسؤلين ورجال أعمال داخل الليكود . وفى حالة رحيل نيتانياهو لن يتم حل الكنيست فجميع الاحزاب لا تريد انتخابات الآن خاصة رئيس المعسكر الصهيونى يتسحاق هيرتزوج والاحزاب الدينية وأيضا داخل الليكود لا يريدون حل الكنيست وإجراء انتخابات فمن سيضمن لهم الحصول على 30 مقعدا مرة أخرى ؟