في مؤشرات على بداية النهاية لتنظيم داعش الإرهابي، أكد جيف ديفيز المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أن هناك عملية فرار جماعي لقيادات وموظفي التنظيم الإرهابي من مدينة الرقة السورية،وذلك في الوقت الذي أشار فيه تقرير بحثي إلى تعرض مؤسسات داعش للاستنزاف المالي مع كل منطقة تخسرها أمام الائتلاف العربي - الكردي المدعوم من قوات التحالف الدولي في سورياوالعراق. وأكد ديفيز في تصريحات للصحافة أن قيادات التنظيم الإرهابي أدركت بالفعل قرب نهايتها في الرقة، وهو ما دفعها إلى الهروب الجماعي، في عملية وصفها المتحدث الأمريكي بأنها «منظمة للغاية»، وذلك في أعقاب الهزائم المتلاحقة التي مني بها الإرهابيون في العراقوسوريا. وشدد المتحدث باسم البنتاجون على أن مهمتهم أوشكت على النجاح وتحقيق الأهداف المرجوة منها، خاصة في ظل نجاح القوات العراقية في تضييق الخناق علي عناصر داعش في الموصل، في حين نجح الائتلاف العربي - الكردي في التقدم وقطع الطريق أمام دخول عناصر داعش إلى الرقة. ولم يكشف ديفيز عن مدى انسحاب عناصر داعش من معاقلهم في سوريا، مكتفيا بالإشارة إلى أنهم يسيطرون حاليا على طريق واحد يمتد من الرقة إلى دير الزور على طول الضفة الشمالية لنهر الفرات. وعلى الرغم من نجاح التحالف الدولي في مهمته لعزل الرقة إلا أنه لم يعلن عن اعتزامه استعادة السيطرة على المدينة. وتزامن إعلان البنتاجون المبشر بقرب تحرير الرقة، مع تقرير نشره المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي ومؤسسة «إي واي» للمحاسبة، يؤكد أن الخلافة المزعومة للإرهابيين تعاني من استنزاف مالي وتجفيف منابع تمويلها. وأكد التقرير تراجع رأسمال التنظيم من 1،9 مليار دولار في منتصف 2014 إلى 870 مليون دولار في 2016. وتستند هذه الإمبراطورية التجارية التي توشك علي الانهيار إلى البنوك وآبار البترول ومخازن السلاح التي استولى عليها إرهابيو داعش خلال الأعوام الماضية. ونقل التقرير عن بيتر نيومان الباحث في جامعة كينجز كوليج بلندن إشارته إلى أن الخطأ الأكبر الذي ارتكبه الجميع منذ بداية ظهور داعش هو النظر إليه باعتباره تنظيما إرهابيا فقط، وتجاهل حقيقة سيطرته على أراض، وهو ما يعني حاجته للإنفاق على بنية تحتية من خدمات صحية وتعليمية وطرق، وهي التزامات لم يقدمها تنظيم القاعدة يوما، وبالتالي، فإن تراجع رأسماله أو اجمالي دخله لا يعني بالضرورة تراجع الخطر، وهذه الخطورة تظهر بوضوح من خلال الاعتداءات الإرهابية في باريس وبروكسل وبرلين، التي اتسمت بانخفاض تكلفتها والتمويل الذاتي لمنفذي التفجيرات، بدون مشاركة مالية من قيادات التنظيم في العراقوسوريا. وفي أنقرة، بحث خلوصي أكار رئيس هيئة الأركان العامة التركية مع نظيره الأمريكي جوزيف دانفورد سبل مكافحة المنظمات الإرهابية في العراقوسوريا، وعلى رأسها تنظيم داعش ومنظمة حزب العمال الكردستاني. وعلى الصعيد الميداني، نجح الجيش السوري في إلحاق خسائر جسيمة بتنظيم «فتح الشام» أو جبهة النصرة سابقا، سواء في الأفراد أو العتاد في ريفي إدلب وحماة . وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «وحدات الجيش السوري قصفت تجمعات ومواقع انتشار مسلحي تنظيم «فتح الشام» في قريتي الهبيط وركايا سجنة بريف إدلب الجنوبي، مما أسفر عن مقتل مسلح على الأقل، وإصابة 13 آخرين، إضافة إلى تدمير سيارتين محملتين بالأسلحة والذخيرة». ودمرت وحدات من الجيش السوري أمس الأول تجمعات لمسلحي فتح الشام في التمانعة والكركات والصياد وطيبة الإمام بريف إدلب وحماة الذي تنتشر فيه مجموعات مسلحة أغلبها مرتزقة أجانب.