منذ عدة أسابيع وبالتحديد فى الحادى والعشرين من ديسمبر الماضى نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية انه تم العثور على أربع حبوب للفول فى موقع أثرى وهو مغارة الواد فى غربى جبل الكرمل بحيفا يقدر عمرها بحوالى 14 ألف عام ، بعدها خرجت وسائل الإعلام العبرية تهلل لهذا الاكتشاف وتؤكد أن مصدر الوجبة الشعبية المصرية ( الفول المدمس) هو إسرائيل وليس مصر ! ورغم ان هناك دولا عديدة تتناول الفول فإنه يظل اختراعا مصريا خالصا وأول من تناوله هم الفراعنة . وعندما سئل باحث إسرائيلى إذا كان الكشف يثبت أن مصدر الفول ليس مصر رفض الإجابة لأنه يعلم كذب إدعاءاتهم . ومثل هذه الادعاءات تتكرر دوما من جانب الدولة العبرية وآخرها كان فى شهر اغسطس من عام 2015 حينما ادعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى « أفيخاى أدرعى « بأن الفلافل هى الطعام الوطنى فى إسرائيل على هامش الاحتفال بما يسمى « يوم الفلافل الدولى « الغريب فى الأمر هو ادعاء الإسرائيليين بانهم هم من اخترع الفلافل. ومعروف تاريخياً ان أقباط مصر هم من اخترع الطعمية أو الفلافل منذ مئات السنين لتناولها فى أثناء الصيام بديلاً عن اللحوم لتأتى إسرائيل اليوم وعمرها لا يتعدى ثمانية وستين عاماً لتنسب هذه الأكلة لنفسها وتشيع فى العالم أجمع أنها أصل الفلافل وهى تحاول بهذا أن تسلبنا أحد أهم الأكلات المصرية الخالصة على الاطلاق والتى أشتهرت فى معظم دول العالم بأنها أكلة مصرية مثلها مثل الفول المدمس. وفى منتصف أغسطس عام 2000 افتتحت احدى الشركات الإسرائيلية الفرع الأول لسلسة مطاعم «فلافل » فى تل أبيب باستثمارات قدرت فى ذلك الوقت على 6 ملايين دولار وبعدها بفترة وجيزة افتتحت أربعة فروع أخرى فى تل أبيب أيضاً وخلال السنوات الماضية ازداد عدد الفروع ليصل إلى ما يزيد عن 60 فرعاً فى كافة أنحاء إسرائيل ولم تكتف بذلك بل قامت بافتتاح فروع أخرى فى عدة دول. وتعتبر الشركة أشهر وأنشط الشركات الإسرائيلية فى مجال الغذاء ويقول مدير الشركة ان امكانيات النجاح كبيرة جداً خاصة ان الارباح تصل إلى أكثر من مليار شيكل سنوياً . يذكر أن هناك 1400 مطعم لبيع الفلافل فى إسرائيل تبيع حوالى 400 ألف وجبة يومياً. وتشير الاحصائيات إلى أن 62 % من الإسرائيليين اعتادوا تناول الطعمية ويتوقع القائمون على أمر الشركة قفزة هائلة فى حجم مبيعات الفلافل خلال السنوات القليلة المقبلة باتباع خطة تشغيل تعتمد على عدد قليل من العمال إضافة إلى انخفاض أسعار الخامات المستخدمة أيضاً انخفاض أسعار استئجار المحلات لأنها صغيرة نسبياً. وهناك عدة عوامل تؤثر أحياناً بالسلب على حجم مبيعات الفلافل فكما يقول مدير أحد المطاعم فإن محال الوجبات السريعة مثل الهامبورجر والبيتزا تؤثر على حجم المبيعات لديهم أو كما يقول « إيلى ليفى « صاحب أحد محال الفلافل فإن هذه الأكلة اكتسبت فى فترة ما سمعة غير طيبة كطعام غير نظيف وغير صحى وملوث أحياناً إضافة إلى الصورة غير السليمة التى انطبعت فى أذهان البعض عن محال بيع الفلافل .. ويقع 52% من محال الفلافل الإسرائيلية فى شوارع رئيسية إضافة إلى 34% فى مراكز تجارية و 14% فى شوارع ضيقة وجانبية .