خبر غريب مريب يقول إن القوات العراقية والميليشيات الحليفة لها يعملون على قطع طرق الإمدادات إلى تنظيم داعش، الذى لا تزال قواته متحصِّنة فى قلب الموصل! والغرابة والريبة فى أن المواقف المُعلَنة للدول العظمى تتفق على وجوب التصدى لداعش! فمن، إذن، يتولى عمليات الإمداد؟ وإذا كان هنالك مارق ضد الإرادات المهيمنة، فكيف يفلت بفعلته من قبضتها الرهيبة؟! احتمالات كثيرة قائمة. منها، أن بعض كبار مسئولى بعض الدول العظمى يكذبون أحيانا، وأن تصريحاتهم قد لا تتطابق مع مواقف دولهم على الأرض. وهو كذب معتاد! ومنها، أن هناك أجهزة داخل الدول العظمى قد تجد لنفسها أحيانا مخارج لتنفيذ خططها التى قد يُفاجأ بها كبار مسئوليهم! وهذه أيضا لها سوابق. وهناك تفسير تاريخى على لسان وزير خارجية قطر، نُشر على موقع «روسيا اليوم»، منقولاً عن وكالة «رويترز»، فى 26 نوفمبر الماضى، قال فيه «إن بلاده ستواصل تسليح المعارضة السورية حتى فى حالة إذا توقف ترامب عن تقديم الدعم لها»! وجاء فى الخبر تفسير ينفى شبهة الشجاعة التى بدا عليها الوزير، بذكر أن قطر تتعاون فى سوريا مع عدد من الدول فى برنامج تشرف عليه المخابرات المركزية الأمريكية! وطبعاً، فإن قواعد العمل متشابهة فى كل من سوريا والعراق. لا يجوز لعاقلين أن يختلفا فى أن حُكّام قطر تابعون بلا تردد لأمريكا، وأنه ليس أمامهم سوى طاعة الأوامر، بل والتطوع أحيانا بالقيام بمهام وفق خطط أمريكا، مما لا تقدر، أو لا تُفضِّل، أمريكا القيام به. وهذا يجعل من قطر مؤشرا حقيقيا على جدية أمريكا فى محاربة الإرهاب، بما سوف تكون عليه سياسة قطر فى التمويل والتسليح، وفى الانحيازات المشهرة على قناة الجزيرة. وهذه مجرد إشارات قليلة فى أحداث مكثفة متلاحقة، تتذبذب فيها بعض المواقف، مثل تركيا، التى يبدو أنها نقلت عطاءها من حلف إلى حلف، فى وقت يستحيل فيه أن تُصفِّى بذات السرعة روابطها السابقة حتى إذا كانت جادة فى التغيير. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب