أجتمع بالقاهرة خلال شهر يناير الحالى 2017 عدد من الرؤساء السابقين بلغ 12 رئيس دولة حالي وسابق، و100 شخصية سياسية وثقافية وفكرية وأكاديمية،من أوروبا وأمريكا اللاتينية والمنطقة العربية، لمناقشة قضية حيوية ومهمة وهى كيفية تحقيق الأمن الديمقراطي في زمن التطرف والعنف ونظمته مكتبة الإسكندرية وحضر المؤتمر رئيس مقدونيا الحالي،والرؤساء السابقين لنيجيريا والصرب وكرواتيا وبلغاريا ولبنان والإكوادور وألبانيا ومولوفا ورومانيا وأوكرانيا ولاتفيا،والأمين العام للإسسكو،ورئيس الصليب الأخضر الدولي، وأكاديميين من اليابان وليبيا وجورجيا ومصر وبريطانيا، ورجال الدين من الأزهر الشريف والكنيسة القبطية . وأهتمت المناقشات التى شارك فيها الرؤساء على نقطة جوهرية وهى ضرورة قيام الدول بالتوازن بين متطلبات الحرية والديمقراطية ومقتضيات الأمن وحماية الدولة الوطنية وعدم التضحية بحقوق وحريات المواطنين الأساسية على حساب الامن اثناء مكافحة الارهاب،لأن الإلتزام بالديمقراطية يجعلنا نتخطى الأزمات الصعبة التى تواجه مجتمعاتنا،كما أن إعمال وسيادة القانون أثناء مواجهة التطرف والعنف يقطع الطريق أمام الجماعات المتطرفة التي تهدد أمن وأستقرار المجتمعات،فسلطة القانون أقوى من سلطة الإرهاب. وحرص الرؤساء على مناقشة صعوبات مواجهة التطرف من خلال وضع خطة للعلاج تشمل تحرك وتعاون الجهات الأمنية والأستخباراتيه على المستوى الدولى فى تبادل المعلومات بشأن الأفراد والجماعات المتطرفه لمواجهة تحركها وانتقالها من دولة لأخرى، وتتبع مصادر تمويلها وحساباتها واموالها المتقولة عبر القارات وتجفيف منابعه. ومحاصرته لمنع وصوله اليها ،وأن يتم هذا التعاون بين الدول على نطاق واسع ويومى . فضلا عن دعوة المجتمع الدولى للحفاظ على مبدأ رئيسى وهو أحترام التنوع الثقافى والمجتمعى فى كل دولة للحفاظ على تماسكها الداخلى أثناء مواجهة التحديات الإرهابية والتنظيمات الدينية المتطرفة التى تمثل تهديدًا خطيرا لها، بعد اختلاف طبيعة العمليات الإرهابية في الماضي عن العمليات الإرهابية في الوقت الراهن ،واستخدام الجماعات الإرهابية وسائل التواصل الاجتماعى والتطور التكنولوجى التى يستخدمها ملايين المواطنين فى تنفيذ هذة الجماعات المتطرفة لجرائمها ونقل الأفكار الهدامة. و أنه باتت توجد ضرورة مهمة على المستوى الأقليمى والدولى لقيام الدول التى تعانى من مشاكل التطرف فى تطوير برامج وأساليب التعليم بها فى المقام الأول ،ومواجهة حقيقية وفعالة لقضية الفقر ،وانخفاض مستوى المعيشة ،والتهميش لفئات عديدة بالمجتمع ، وتحسين البيئة السياسية والثقافية والاجتماعية فى المجتمعات للحد من توافر البيئة الصالحة لنمو الإرهاب وأعمال العنف،والأفعال الإجرامية، والعمل على نشر مفاهيم الحرية والديمقراطية بين الافراد وداخل المجتمعات المحلية والشعوب . فالعالم يحتاج إلى تطوير استراتيجياته لترفع من قدرة المواطنين البسطاء داخل مجتمعاتهم ،وزيادة مستويات النمو والرخاء لنخلق عالم أفضل أثناء مواجهة الإرهاب، لأن أحد الاساليب الضرورية خلال التصدى للإرهاب يشمل مخاطبة العقل والضمير، والاحتياجات الاساسية للأنسان ،ونشر المعرفة والتعليم على المدى المتوسط أو البعيد من خلال طرق نشر المعرفة باستخدام وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي،التى يستخدمها المتطرفون لنشر أفكارهم ، وعلينا ان نستخدمها بقوة فى المرحلة الحالية والقادمة وتنشر من خلالها المعرفة الصحيحة والتفسيرات السليمة للقضايا الدينية. وأهم ماقاله الرئيس أمين الجميل الرئيس اللبناني السابق أن التطرف أصًبح خطرا كبيرا على الأمن الإنساني فالتطرف والعنف والأرهاب ليس أمرا جديدا،لكنه يتزايد بشكل كبير بسبب التطرف الديني،مما أدى إلى عدم الاستقرار في كثير من الدول ،وأن الشعوب العربية عليها أن تتخذ إجراءات مهمة لإيجاد حلول لمواجهة الإرهاب، وأن تركز على وجود برامج شاملة للإصلاح التعليمي وتنمية اقتصادية واجتماعية تساهم فى الاستقرار، ومساءلة للحكومة ،وعدم تركيز السلطات، وان تهتم بدعم التسامح الديني وحرية التعبير الثقافي والديمقراطية والحكم الجيد، فالديمقراطية هي مستقبل منتطقتنا العربية. وحرص الرئيس بيتار ستويانوف رئيس بلغاريا السابق على الأهتمام بفكرة حماية الحقوق الإنسانية وحقوق بعضنا البعض ،ومفهوم الحريات والديمقراطية في إطار مصلحة المجتمع،لكي نتمكن من كبح الأرهاب والشر المنتشر فى العالم، ونصوغ استراتيجية واضحة المعالم لحماية حريات الأفراد،ونواجه الإرهاب بكل كفاءة امنية ونصون الحريات المدنية . وليت مكتبة الأسكندرية تنشر على الرأى العام المصرى والعربى والدولى المناقشات الرائعة للرؤساء وتجارب دولهم فى مواجهة التطرف وأن تطبعها المكتبة طبعة شعبية ،وتستخدم أفضل الوسائل التكنولوجية لتزويد الشباب بها وتقديمها للكتاب والمفكرين والمثقفين لنشرها على نطاق واسع لكى يحسن الاستفادة منها ولاتظل مجرد مناقشات ، بعد أن طلب الرئيس الصربى السابق أن يتم ارسالها لكافة دول العالم لكى يستفيد منها الرؤساء والحكومات ويشعرون بمدى التأييد الدولى اثناء مواجهة التطرف. لمزيد من مقالات عماد حجاب;