قبل 48 ساعة فقط من إجراءات تنصيبه رسميا رئيسا للولايات المتحدة، تسببت تصريحات دونالد ترامب فى صدام موسع بين طرفى الأطلنطى وتشكيل جبهة أوروبية ردا على انتقادات الرئيس الأمريكى المنتخب لسياسات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وسارعت ميركل بالرد على انتقادات ترامب مؤكدة أن الأوروبيين يمتلكون حق تقرير مصيرهم وأنهم قادرين على مكافحة الإرهاب وغيره من التهديدات والأزمات عبر ما وصفته بالقوة الاقتصادية للاتحاد وهياكله الفعالة لصنع القرار. وردا على مايتعلق بمسألة اللاجئيين، التزمت ميركل بالفصل بين قضيتى اللاجئيين والإرهاب، مؤكدة أن" كثير من مواطنى سوريا هربوا ليس من النزاع المسلح فحسب، بل ومن الإرهاب فى بلادهم أيضا." وكان ترامب قد أكد فى سياق لقاء صحفى مشترك نشرته صحيفتا " التايمز" البريطانية و "بيلد" الالمانية أن الاتحاد الأوروبى تحول إلى "قاطرة" لسياسات الحكومة الألمانية وأشار إلى أن ميركل ارتكبت خطأ كارثيا عند سماحها بدخول حوالى مليون لاجىء إلى الأراضى الألمانية خلال عام 2015. وتوقع ترامب فى سياق اللقاء الصحفى ذاته أن تخرج دول أخرى من عضوية الاتحاد الاوروبى على غرار تجربة بريطانيا بسبب الضغوط التى تشكلها مباديء تقاسم عبء اللاجئين. ومن جانبه، أكد الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند أن أوروبا ليست فى حاجة إلى نصائح خارجية لتملى عليها ما يجب أن تفعله، وشدد فى الوقت ذاته على الحرص على مواصلة التعاون عبر الأطلنطى وإن أكد أن ذلك سيتم وفقا لمصالح أوروبا وقيمها.