اصدر الدكتور محمد الخزاعى ترجمة لكتاب «قصيد سجن ردنج» للكاتب أوسكار وايلد، التى كتبها فى العام 1889 وهى قصيدة طويلة يحكى فيها وقع حياة السجن القاسى عليه. وقال الخزاعى خلال الاحتفال بصدور الكتاب أقامه أسرة الأدباء والكتاب بالمنامة، إن الشاعر أسكار فينيجول أوفلاهرتى وايلد المولود فى 16 أكتوبر 1854والمتوفى فى 30 نوفمبر من عام 1900 هو واحد من الشعراء الذين سبقوا عصرهم لما قدمه من نتائج شعرى غزير وإبداع أدبى فريد من نوعه، فقد كان وايلد مؤلفا مسرحيا وروائيا وكاتب مقالة وشاعرا من أصل أنجلو-إيرلندي، وقال إن القصيدة تضم 6 أجزاء، وقرأ مقطعا من القصيدة، يقول وكل قلب بشرى يتحطم، فى الزنزانة أو باحة الحياة، مثل ذلك الصندوق المكسور، المكنوز بعطايا الإله، يملأ بيت المجذوم النجس، برائحة السنبل الطيب الثمين .. وأكد الدكتور الخزاعى على أن الترجمة أصبحت سمة من سمات التواصل الحضارى متخذة منحيين الفردى والجماعى على أساس أن الترجمة كانت لدوافع فردية ذاتية لدى الأشخاص الذين كانوا ينقلون علوم و آداب الآخرين أو جماعية على مستوى المؤسسات التى تعنى بنقل علوم ومعارف الثقافات الأخرى بشكل مخطط و منظم، ومن هنا يمكن أن ننظر إلى الترجمة كوسيلة من وسائل الإتصال بين الحضارات، فالحضارات القديمة كانت تنقل من بعضها كما فعل اليونانيون من الفراعنة أو الفرس من الهنود والعرب من اليونان، بل أن العرب أنفسهم كان لهم دور مهم من خلال نقلهم لأعمال العلماء اليونان، خصوصا تلك المتعلقة بعلوم الطب التى كانوا يحتاجونها. ويشير إلى أن حركة الترجمة نشطت بقيام الدولة العربية وانتشار الإسلام، فكانت البداية بشكل متواضع مع الدولة الأموية، إلا أنه مع الدولة العباسية كان الاهتمام بالترجمة قد اتخذت منحى مهماً من خلال قيام مؤسسات الدولة الرسمية التى تمثلت فى إنشاء دار الحكمة التى كان لها الفضل فى قيام الدولة برعاية الترجمة كنشاط علمى مطلوب ومن ثم تقدير المترجمين، ونظراً لغياب الطباعة والنشر فقد ظلت الأعمال المترجمة على هيئة مخطوطات يتم تداولها على نطاق ضيق من خلال صناعة الورق والنسخ التى صاحبت الترجمة والكتابة. وتطرق الدكتور محمد الخزاعى خلال حديثه إلى العديد من النقاط المسائل المهمة ومنها ما يتعلق بسوء فهم المترجمين لبعض العبارات عند نقلها إلى لغة أخرى، وقدّم أمثلة عما ترجم إلى العربية وأدت إلى تكوين مفاهيم خاطئة عن بعض العبارات وصولا إلى تعدد الترجمات مؤكدا على أنها ضرورة تقتضيها طبيعة أى عصر من العصور و ضرورة إبداعية فى حد ذاتها، كما أنها مسألة تتعلق بإحساس المترجم كمبدع تنحصر مهمته بنقل العمل الفنى إلى لغة أخرى.