شيعت ظهر أمس جنازة شيخ النقاد والمؤرخ السينمائي أحمد الحضري الذي وافته المنية عن عمر يناهز ال90 عاما بأحد المستشفيات التي كان قد نقل إليها منذ فترة عقب إصابته باللوكيميا. جمع الحضري بين العمل بالهندسة المعمارية ونشرالثقافة السينمائية، ففي اثناء بعثته بلندن لدراسة رسم الخرائط الهندسية، اشتري آلة تصوير سينمائي وجهاز للعرض 8مم وانطلق في صناعة الأفلام القصيرة وحصل علي جائزة أحسن فيلم وانضم لجمعية الفيلم بجامعة لندن. وعقب عودته ، أنشأ جمعية مماثلة تحمل الاسم نفسه بالقاهرة لنشر الثقافة السينمائية، وكان من بين أعضائها أحمد بدرخان وصلاح ابوسيف وتوفيق صالح ومصطفي محرم ورأفت الميهي. كان الحضري أول من حصل علي الجائزة الأولي في النقد السينمائي، قد أصدر نشرة سينمائية أسبوعية جمعت اقلام النقاد علي مدي 30 عاما قبل أن تتوقف عام 1994. و لفتت ثقافته السينمائية نظر وزير الثقافة الأسبق د.ثروت عكاشة فأسند له عمادة المعهد العالي للسينما. لم يقتنع الحضري بالدراسة النظرية، فقرر أن ينتج المعهد الأفلام السينمائية القصيرة للطلبة كمشروعات للتخرج ، مما أحدث نقلة كبيرة في الدراسة بالمعهد. أسس الحضري المهرجان القومي للأفلام التسجيلية والقصيرة عام 1970 وشغل منصب مدير المركز الفني للصور المرئية الذي أصبح فيما بعد «مركز الثقافة السينمائية» ورأس المركز القومي للسينما وصندوق دعم السينما والجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما ومهرجان الإسكندرية السينمائي، وأسس نوادي السينما وكان آخرها نادي سينما هليوبوليس ، الذي كان يديره بنفسه حتي قبيل رحيله. شرع منذ أكثر من 30 عاما في كتابة تاريخ السينما في سلسلة صدر منها 4 أجزاء، ولديه فى مكتبته بمنزله مسودة الجزءين الخامس والسادس ينتظران الخروج للنور. لقد كان أحمد الحضرى بحق رائدا للثقافة السينمائية. سيقام العزاء الليلة بمسجد عمر عبدالعزير بهليوبوليس.