بدأت علاقة أحمد الحضري بالسينما قبل سفره للدراسة بالخارج عندما كان يتابع عروض "نادي لوميير" بسينما مترو صباح الجمعة والتي كان يشرف عليها الأب زعراب. وعندماسافر للدراسة في بريطانيا عام 1951 تعرف هناك علي "جمعية السينما" وهي احدي الجمعيات الثقافية المنتشرة في الجامعة وكان الطلبة يناقشون الأفلام بعد مشاهدتها وقد تأثر الحضري كثيرا عندما شاهد ذلك لاننا لم نكن نعرف فكرة وجود ندوات بعد عرض الأفلام لمناقشتها ولذلك بالطبع فائدة عظيمة لتذوق الفيلم ونشر الثقافة السينمائية. وعندما عاد من البعثة عام 1955 تصادف أن تولي الكاتب الكبير يحيي حقي ادارة مصلحة الفنون وأقام "ندوة الفيلم المختار" وانضم اليها الحضري وأصبحت مثل الندوات السينمائية التي كان يحضرها في لندن وساهم في تحرير نشرة أسبوعية للندوة كانت تسمي "عجالة" تحوي بيانات الفيلم المعروض ودراسة عنه وقد فتحت الندوة ذراعيها لتستقبل كل محبي السينما والهواة و كان أبرزهم أحمد الحضري الي جانب أحمد مختار الجمال وأحمد راشد وعبدالرحمن أبوعوف وكاتب هذه السطور وقامت بيننا صداقة وطيدة كان لها الأثر بعد ذلك في تكوين جمعية الفيلم. توقفت ندوة الفيلم المختار عام 1959 بعد نقل يحيي حقي لوظيفة أخري ووقف الحضري مع زملائه يشيعون آخر موقع للثقافة السينمائية لكنه بدأ يفكر في تأسيس "جمعية الفيلم" علي ان تكون بديلة لندوة الفيلم المختار تمارس نفس النشاط بصورة أوسع في مجال العروض ومناقشة الأفلام إلي جانب صنع أفلام الهواة وكان أحمد الحضري قد أخرج في لندن أثناء دراسته فيلم قصير بعنوان "يوم في الحقل" وعام 1966 قام باخراج فيلم "بداية" اشتركت به الجمعية في مهرجان لأفلام الهواة بتونس وعام 1971 يقوم الحضري بتصوير فيلم "حصان الطين" مع محمود عبدالسميع واخراج عطيات الأبنودي وكان الحضري قد أصبح عميدا لمعهد السينما عام 1968 قبل ان يبدأ في تأسيس "نادي سينما القاهرة" عام .1969 وأثناء ادارته لنادي السينما أصدر الحضري "نشرة نادي السينما" والتي تعد من أفضل الاصدارات النقدية السينمائية واهتم الحضري بها كثيرا وأصبحت النموذج المثالي لكتابة الدراسة عن الأفلام وتحليل المشاهد ونموذجا للأسلوب العلمي في نقد السينما. وأصبحت بفضل الحضري المرجع الوحيد المنتظم الذي يصدر باللغة العربية أسبوعيا. ولكن كما هي العادة فان أي عمل ناجح يقف له الأعداء بالمرصاد وهذا ما حدث حتي خرج أحمد الحضري من مجلس ادارة النادي وتوقف نشاطه للأسف عام 1994 وأتمني اليوم أن يعاد طبع نشره نادي السينما حتي نوفرها للباحثين للفحص واظهار قيمتها لاحتوائها علي العديد من الدراسات السينمائية الجادة والتي أتاحت الظهور لأجيال كثيرة من نقاد السينما. انضم أحمد الحضري الي الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما وتولي رئاستها عام 1996 وتولي رئاسة مهرجان الاسكندرية عام 1997 وكالعادة قام البعض بمهاجمة مهرجان الاسكندرية في شخص الحضري ولم يتم حتي الآن تقييم مستوي المهرجان سواء من ناحية الأفلام التي عرضها أو النجوم التي دعاها أو قيمة الندوات التي أقامها. وإلي جانب تلك المواقع التي تولاها مثل ندوة الفيلم المختار وجمعية الفيلم ونادي السينما ومهرجان الاسكندرية فان أحمد الحضري أثري المكتبة السينمائية بالعديد من المقالات والترجمات الدقيقة القيمة كذلك عندما أصبح رئيسا لتحرير سلسلة "أفاق السينما" التي تصدرها هيئة قصور الثقافة والتي قدم من خلالها العديد من الكتب السينمائية المتخصصة بأسعار في متناول القارئ. التحية واجبة لأحمد الحضري في عيد ميلاده واذكر هنا بصفة شخصية رحلة الصداقة التي امتدت سنوات العمر وبدون مبالغة أري انه آخر الرجال المحترمين فقد كان نعم الصديق الصدوق الذي يتسم باخلاق النبلاء وانكار الذات والتواضع الجم وان العمل معه كان متعة لي مازالت في ذاكرتي حتي الآن.