فى صبيحة الأول من يناير تغطى شوارع الإسكندرية ببقايا كسر الزجاجات والأوانى الفخارية مساء 31 ديسمبر كأحد التقاليد السكندرية للاحتفال برأس السنة، إذ يقوم السكندريون بالقائها من الشرفات وأسطح المنازل فى ختام الاحتفال بليلة الكريسماس. إبراهيم عنانى عضو اتحاد المؤرخين العرب يكشف أن الاحتفال برأس السنة تقليد قديم منذ العصر الفرعونى، وظلت الإسكندرية منذ بناها الإسكندر قبلة وملجأ للجاليات الأجنبية المختلفة التى انصهرت فى المجتمع السكندرى ،وقد أخذ السكندريون تلك العادة من الجاليات الأجنبية التى كانت تسكن الإسكندرية حتى ثورة 1952 وكان أبرزها الجالية اليونانية والإيطالية، وكان الأجانب يقيمون احتفالات الكريسماس بالأندية والملاهى الليلية المنتشرة على شاطئ الكورنيش ويرقصون ويغنون ويشربون الخمور، وعندما يفقدون الوعى يلقون الزجاجات الفارغة على أرض الملهى وشارع البحر. منذ ذلك الحين احتفظ بعض السكندريين بهذا النوع من الترفيه فى الاحتفال برأس السنة وظلوا يلقون الزجاجات والقلل الفخارية اعتقادا أن التخلص من الأشياء القديمة وتكسير الزجاج سيخلصهم مما حل بهم من أحزان فى العام الماضى، حتى إن بعض المناطق تقوم بالقاء الأثاث القديم والأطباق تعبيراً عن الفرحة بالعام الجديد. الأديب السكندرى الكبير إبراهيم عبد المجيد أشار إلى أن هذه العادة قد قلت بسبب تأثير بعض الجماعات الاسلامية المتشددة، مع تمركزها فى الأحياء الشعبية، حيث يتم كسر القلل والأطباق. أما الأحياء الغنية فيحتفلون على الكورنيش، وفى الاحتفالات المنزلية يتم تجهيز البالونات للأطفال ليكتب كل فرد من أفراد الأسرة أمانيه على بالونة ثم يقومون بربطها جميعاً وإلقائها من النوافذ.