تطلب الوضع المأساوى فى سوريا ضرورة عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب لبحث تطورات الأوضاع فى سوريا خاصة مدينة حلب، والتداعيات الخطيرة للصراعات المسلحة فى هذه المدينة المنكوبة وغيرها من المدن السورية التى تستوطنها الجماعات المسلحة الإرهابية، مما أثر بشدة على الأوضاع الإنسانية لسكانها. وحسنا.. عقدت الجامعة العربية اجتماعا على مستوى مجلسها الوزارى حيث تم استعراض جهود الجامعة ومساعيها مع مختلف الأطراف المعنية بشأن المجريات فى سوريا، وهو ما أوضحه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط. هذا الوضع المأساوى فى حلب وبقية المدن السورية لم يعد يتطلب مجرد عبارات الاستنكار والإدانة، ولكن يفترض أن يشعر المجتمعان العربى والدولى بأهمية توفير المساعدات لسكان حلب، تلك المدينة التى تشهد أوضاعا صعبة. المطلوب عربيا ودوليا فى الوقت الراهن، ألا يختلف المجتمعون فى اللقاءات على طبيعة المشكلة أو الأزمة ، ولكن ما يجب الاتفاق عليه هو العمل الفورى لتقديم الإغاثة الإنسانية للشعب السوري، وضرورة ألا يخضع العامل الإنسانى لأى مساومة سياسية أو شروط مسبقة، بهدف الحصول على مكتسبات سياسية أو عسكرية. وبينما عقد المجلس الوزارى للجامعة العربية اجتماعا طارئا لبحث الأزمة الإنسانية فى سوريا، تواصل الدول الأعضاء فى مجلس الأمن لقاءاتها لبحث مشروع قرار حول نشر مراقبين فى حلب خاصة بعد موافقة فرنسا مقدمة المشروع للمجلس على التحفظات الروسية..علما بأن الذين يبحثون عن توفير ممرات آمنة يساعدون فى نفس الوقت فى خروج الإرهابيين منها ليستوطنوا فى مكان آخر يمارسون فيه إرهابهم وقتلهم الأبرياء.. وحرى بكل هؤلاء التمسك بالحل السياسي، فهو المخرج الوحيد للأزمة..فما يحدث فى سوريا هو الإرهاب بعينه مما يتطلب التوصل الى حلول فعلية لمحاربة هذا الداء الذى يفتك بالشعوب والأراضى العربية، بكل أشكاله وصوره، بالإضافة إلى ضرورة تضافر الجهود العربية والدولية بلا استثناء لوقف الجرائم التى تمارسها التنظيمات والجماعات الإرهابية خاصة تلك التى تحمل شعارات إسلامية والإسلام منها برئ، لما ترتكبه من جرائم وحشية ضد المدنيين السوريين فى كل أرجاء سوريا. لمزيد من مقالات رأى الاهرام;