عندما ذبح 25 من المصريين الأقباط بسكاكين داعش الإرهابية على السواحل الليبية, وعقب اجتماع مجلس الدفاع الأعلى برئاسة الرئيس السيسى كان من التصريحات المهمة التى نشرتها الصحف على لسانه أنه طالب بأن يستيقظ المصريون من نومهم صبيحة اليوم التالى وقد تحقق شيء ثأرا لهذا الحادث, وبالفعل انطلقت المقاتلات المصرية مع أول ضوء تدك مواقع ارهابية داخل ليبيا وفى السابعة صباحا أذيع بيان القوات المسلحة عن العملية ونتائجها وبعدها بساعات قليلة جدا كان الرئيس السيسى فى الكاتدرائية المرقسية يقدم واجب العزاء للبابا تواضروس ولكل أقباط مصربكل تأكيد,هذا التحرك السريع هوالوجه الأخر لمفهوم العدالة الناجزة الذى حفظ لمصركرامتها وأكد قدرتها على التحرك وحماية أبنائها فى الخارج والداخل, وبنفس فكر وسلوكيات رجال الدولة الذين يقدمون المصالح السياسية العليا على المفاهيم البروتوكولية والبيروقراطية الضيقة جاءت تصرفات الرئيس السيسى فى أعقاب الهجوم على الكنيسة البطرسية, لينزع الغضب والغل من النفوس ويخرج البخارالمكتوم من الصدور باعلانه السريع والحاسم والواثق عن اسم منفذ العملية وتجديده الثقة فى الأجهزة الأمنية وعملها الشاق – بغض النظر عن أى تحفظات أو وجهات نظرذاتية- وقبل ذلك قراره الجريء باقامة جنازة عسكرية للشهداء ولف الأكفان بعلم مصر رغم «عدم انطباق الشروط عليهم» وحضوره شخصيا للجنازة رغم المخاطر الجسيمة التى لم تخطئها عين حتى على حياته الشخصية,إنها تصرفات وقرارات رجل دولة من الطرازالأول يتحمل مسئولية دولة محورية فى ظروف بالغة التعقيد داخليا وخارجيا بعيدا عن تحليلات وآراء جنرالات المقاهى والمصاطب. لمزيد من مقالات عماد عريان;