القبض على 4 متهمين بينهم سيدة على علاقة به.. وثغرات أمنية سهلت مهمته بعد ساعات من ارتكاب الجريمة الإرهابية الغادرة فى الكنيسة البطرسية بالعباسية واستشهاد 25 مصليا وإصابة 47 آخرين من النساء والأطفال ، أسدل الستار على تلك الجريمة النكراء ، بعد إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية عن الإرهابى المتهم فى الواقعة وهو محمود شفيق محمد مصطفى 22 عاما مواليد 10 اكتوبر 1994من مدينة سنورس بالفيوم ، وكنيته أبودجانة الكنانى. حيث كشفت التحريات الأولية عن أن المتهم فجر نفسه من خلال حزام ناسف دخل به إلى الكنيسة من خلال القاعة المخصصة للسيدات والأطفال ، وفجر نفسه ، وتناثرت جثته إلى أشلاء مخلفا ضحايا ومصابين . وقالت التحريات الأولية إن المتهم ينتمى إلى تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية ، وقد تدرب جيدا على تنفيذ تلك العملية ، ودخل الكنيسة فى غفلة من رجال الأمن ، أو ربما يكون هناك تواطؤ من بعض الشخصيات التى سهلت دخوله إلى القاعة . وكشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى عن أن أجهزة الأمن تحركت على الفور ومن خلال عدة مداهمات أمنية ، تمكنت من القبض على 4 أشخاص بينهم سيدة على علاقة بالارهابى للتحقيق معهم وعلاقتهم به ، وكيفية التخطيط وتنفيذ تلك الجريمة الإرهابية . وكشف المصدر عن أن الإرهابى صادر ضده حكم بالحبس فى احدى القضايا وأنه توجه إلى سيناء وانضم إلى تنظيم ولاية سيناء الإرهابي ، وتلقى تدريبات عالية على الأسلحة النارية وتصنيع المتفجرات ، وأنه مكث في سيناء نحو عامين ، واعتنق الفكر التكفيرى . وأشار المصدر إلى أن المتهمين الذين تمكنت وزارة الداخلية من القبض عليهم وهم يرجح أنهم شركاء ومشتبه بهم في التخطيط مع الإرهابي في الواقعة وهم علا حسين ، ربة منزل، وزوجها محمد عبد الحميد محاسب فى بنك، وزوج شقيقتها شريف يحيى وهم من سكان مدينة نصر، والمتهم الرابع أحمد حمزة وهو من سكان المطرية بالقاهرة ، وتكثف الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية جهودها لضبط المتهمين الهاربين . وبدأت نيابة امن الدولة العليا تحت أشراف المستشار خالد ضياء الدين المحامى العام الاول التحقيق مع المتهمين المقبوض عليهم. وأكدت المصادر أن هناك تحقيقات مكثفة من قبل أجهزة الأمن مع قوات الشرطة وأفراد الأمن الإدارى لكشف تفاصيل دخول الانتحارى إلى القاعة المخصصة للنساء والأطفال وتسلله إلى الكنيسة فى غفلة منهم ودون التحقق من شخصيته ووجوده فى هذا المكان ، وكيف دخل ولم يعترضه أو يكشفه أحد . فى الوقت نفسه أمر وزير الداخلية برفع حالة الاستعداد القصوى والاستنفار الأمنى ، وإلغاء الإجازات والراحات لجميع قوات الشرطة على مستوى الجمهورية ، وتشديد الإجراءات التأمينية فى حماية الشخصيات المهمة والمنشآت الحيوية ، واتخاذ كل إجراءات اليقظة والجاهزية للعمل على أى إحباط محاولات مشبوهة للنيل من الجبهة الداخلية وزعزعة الاستقرار وأمن الوطن والمواطنين. كما تعهد اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية فى اتصال مع البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بأن وزارة الداخلية لن تترك حق الضحايا يضيع سدى ، مؤكدا أن الوزارة بادرت بإتخاذ كل الإجراءات والتدابير للعمل على سرعة ضبط الإرهابيين ، فى هذا الحادث الآثم الخسيس الذى يستهدف المصريين جميعاً وأن الإرهابيين لن يفلتوا بجريمتهم النكراء من قبضة الشرطة التى ستقتص منهم وتقدمهم للعدالة فى أقرب وقت. كما شدد وزير الداخلية على أن رجال الشرطة يصرون على استكمال مسيرتهم فى حماية وتأمين مقدرات الوطن مهما كانت التحديات وكلفهم ذلك من تضحيات. كان الأهرام قد نشر أمس أن الهجوم الإرهابى يرجح من خلال شخص مجهول فجر نفسه ، أو ترك حقيبة متفجرات وتم تفجيرها عن بعد ، مؤكدا أن الجانى رصدها جيدا وتم دعمه من خلال أجهزة مخابرات أجنبية وتلقى دعما لوجيستيا وماديا لتنفيذ الجريمة. وأكدت المصادر الأمنية أن الواقعة تم تحديد ميعادها بدقة واختيار التوقيت المناسب لتحقيق أكبر قدر من الخسائر فى صفوف المصلين ، فيوم الأحد كان إجازة فى البلاد ووجود عدد كبير من المصلين للدخول إلى الكنيسة لأداء الصلاة . وحول سيناريو دخول « صاحب التفجير « إلى القاعة دون خضوعه إلى إجراءات التفتيش ، قالت المصادر الأمنية إن هناك قوات أمن من رجال الشرطة تقف خارج الكنيسة ورجال الأمن الإدارى داخل الكنيسة وكلهم مسئولون عن إجراءات التأمين إلى جانب وجود كاميرات مراقبة وبوابات الكترونية للكشف عن المتفجرات لكن هذا لم يكن موجودا ، مؤكدة أن كمية المتفجرات لم تكن بالكبيرة فهى لن تزيد على 10 إلى 12 كيلو جراما من المتفجرات. وحول أصوات التفجير العالية والهائلة التى هزت القاعة ، أضاف المصدر الأمنى أن القاعة فى الكنيسة تكون جدرانها من الخرسانة المسلحة ، وليست حوائط من الطوب ، إلى جانب أنها ليست كبيرة من ناحية المساحة ، فالمكان ضيق والحوائط خرسانية ، وهذا يساعد على حدوث موجة انفجارية عالية تسمع فى أرجاء المكان ، فتكون موجة « مكتومة» ، ناهيك عن أن مكوناتها بها « البلى « ، وهذا النوع من الألمونيوم الخفيف الذى لايكون ثقيلا ، ولكنه يتطاير بقوة ويخترق الأجساد بقوة ، وهذا ما رفع من عدد الشهداء والمصابين ، حيث يخترق هذا « البلى « الأجساد فيحدث نزيفا داخليا وتهتكا لبعض الانسجة ، مشيرا إلى أن الإرهابيين يعدون تلك القنابل من « البلى « وليس المسامير التى تأخذ حجما وثقلا أكبر .