عندما يغيب الزوج عن بيته لفترة سواء طالت أم قصرت، فإنه من الطبيعي أن تحفظ زوجته بيته وتصون عرضه وماله وأولاده حتي يعود، فما بالنا إذا كان سبب الغياب هو الموت، فساعتها تحبس أرملته نفسها عن الملذات والشهوات وتهب ما تبقي من عمرها لأولادها وتسهر علي راحتهم، وتجتهد في تربيتهم وتزرع فيهم الأخلاق والصلاح ليدعوا لأبيهم المتوفي حتي لاينقطع عمله وينطبق عليهم قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: «أو ولد صالح يدعو له». أما «نجاة» هذه المرأة التي تزوجت من رجل مُسن ورزقت منه ب «آية» و «محمد»، لم تكن لتحفظ عرضه بعدما أغواها شيطانها للوقوع في أحضان «نبأ» ذلك الشاب الذي انزلقت معه في بئر الخيانة، وعندما توفي زوجها وترك لها الطفلين، غرقت في بئر الخيانة، وأكملت فعلها الفاضح مع عشيقها، وبدلا من أن تكون مثالا للأرملة المخلصة التي تتفرغ لبيتها وأولادها، وتحفظ شرف زوجها المتوفي، استسلمت لنداء الشيطان. لم تكن تستطع الأرملة اللعوب التخلص من فجورها، وتمادت في الانسياق وراء غرائزها وشهواتها، وتناست أنها أرملة تعول يتيمين، خلعت ثوب الأمومة وراحت تلهث خلف ملذاتها مع عشيقها الذي اعتاد التردد علي منزلها بمنطقة إهناسيا ببني سويف وممارسة الرذيلة معها علي فراش زوجها المتوفي، غير عابئة بما سيحدث إذا انكشف أمرها ورآها أحد طفليها في هذا المنظر المُهين، ولم يدر بخلدهما أن هذا الأمر سينكشف عاجلا أو آجلا، وأن هذه العلاقة الآثمة ستكون نهايتها خلف القضبان، بل انها ستصل بهما حتما إلي الإعدام. اندمج العاشقان في التلذذ بعلاقتهما الآثمة، وها هو العشيق يتردد عليها ليلا خشية أن يراه أحدا، وفي المرة الأخيرة أتي العشيق الولهان إلي محبوبته الخائنة، واستغلا استغراق طفليها في النوم، وهمّا إلي فراش زوجها المتوفي، وأثناء ممارستهما الرذيلة، استيقظ ابنها «محمد» 7 سنوات، وشاهد أمه في أحضان عشيقها، فهم العشيق بالإمساك بالطفل وأحضر سكينا كانت بجواره، وقام بذبحه حتي تأكد من إزهاق روحه أمام أعين أمه بل وبموافقتها، وبدم بارد وبقلب لا يعرف الرحمة، عاودا المتهمان ممارسة الفحشاء، وما هي إلا دقائق معدودة واستيقظت الابنة «آية» 8 سنوات لتشاهد ما شاهده شقيقها المقتول، فقامت الأم بالإمساك بشعرها وطرحتها أرضا ليتمكن العاشق القاتل من ذبحها هي الأخري. وبعد أن أتما جريمتهما انصرف العاشق، ولجأت الأرملة إلي حيلة لتبعد عنها الشبهات، وهي أن تغلق المنزل علي الجثتين وتذهب إلي منزل أسرتها، وباتت ليلتها هناك بعيدا عن جريمتها، ثم عادت في الصباح إلي بيتها حيث مسرح الجريمة، وما ان فتحت باب المنزل ورأت جثتي طفليها تباكت وتعالت صرخاتها الكاذبة، وتجمع الجيران علي أصوات صراخها ليشاهدوا الطفلين غارقين في دمائهما، وفي مشهد درامي اتقنت فيه الخائنة دور الأم الحزينة علي مقتل نجليها، متسائلة أمام هذا الجمع من الجيران عمن ذبح طفليها؟. وتوصلت تحريات مباحث بني سويف إلي أن الأم علي علاقة غير شرعية بشخص، وأنه دائم التردد علي منزلها، وبمواجهة المتهمة انهارت واعترفت بارتكابها الجريمة بالاشتراك مع عشيقها، وتم ضبطه، وقرر أنه قتل الطفلين خشية افتضاح أمرهما، وأمرت النيابة بحبسهما بعدما قاما بإجراء معاينة تصويرية للواقعة تفصيلا وكيفية حدوثها والأدوات المستخدمة، وإحالتها إلي محكمة جنايات بني سويف. وقضت محكمة جنايات بني سويف بإحالة أوراقهما إلي فضيلة المفتي، وحددت جلسة 23 ديسمبر الحالي للنطق بالحكم، وصدر الحكم برئاسة المستشار محمود البريري وسكرتارية أحمد محمد عبدالعظيم.