« يا كل ورقة شجر فى كتيبتنا بلغوا سلامنا لأهالينا، احنا خلاص رايحين على سينا، سينا دى أرضى وعرضى ومالى، حتى اسألوا ترابها الغالى، سينا سينا يا أم الابطال دمى بيغلى ليل ونهار»و «يا جريد النخل العالى يا مرفرف فى العلالى قولوا لأبويا وعمى وخالى ابنك بطل الصاعقة يا غالي».. كلمات وطنية حماسية نابعة من قلوب ثائرة نسجت من خيال ابطال غيورين على وطنهم الحبيب، غاضبين لدماء زملائهم الشهداء التى سالت فى الدفاع عن ارض الوطن فى أثناء تأديتهم الواجب الوطنى، كلمات صادقة مليئة بالايمان والعزيمة والاصرار، داوموا ان يرددوها كل صباح اثناء التدريبات اليومية التى يمارسونها، لتمنحهم مزيدا من الثقة والامل فى تحقيق هدفهم المنشود والمأمول وهو القضاء على الارهاب وتطهير ارض سيناء من هذا الوباء المستشرى فى ربوعها . ابطال شعارهم «النصر أو الشهادة» رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه رجال يأبون الهزيمة، يصرون على الانتصار، عزيمتهم لا تلين، ايمانهم قوى، ثقتهم بالله ليس لها حدود ،قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم خير اجناد الارض، انهم رجال القوات المسلحة. فى هذا الاطار كانت جولة الاهرام من قلب قيادة الجيش الثانى الميدانى احدى المناطق المهمة التى تقوم باعداد الفرد المقاتل وتؤهله بدنيا ومعنويا وتعمل على رفع كفاءته القتالية من خلال التدريبات والبيانات العملية، حيث قضينا يوما كاملا مع ابطال وجنود احدى الكتائب بالجيش الثانى الميدانى ،تعايشنا معهم على مدى اليوم وتابعنا التدريبات والاستعدادات النهائية قبيل ترحيلهم . كانت الروح المعنوية لدى ابطالنا الجنود مرتفعة للغاية ومليئة بالتفاؤل، وعزيمتهم صلبة، سعادتهم بالغة بخدمتهم فى أرض سيناء، فلم تكن ارض سيناء منطقة يهابها الجنود او يخشون تأدية الخدمة العسكرية فيها لما تشهده من عمليات ارهابية غادرة تستهدفهم، وتأكيدا لهذه الرغبة الجامحة لدى الجنود الابطال فى الخدمة فى سيناء لم ترصد حالة غياب واحدة للمجندين فى سيناء، وفى حالة ارتكاب بعض المجندين لمخالفات ما فيكون العقاب بالحرمان من الخدمة فى سيناء . فالابطال المجندون لديهم عقيدة راسخة بان النصر لا يأتى الا من عند الله، وهم على اتم الاستعداد لنيل الشهادة فى سبيل الله والوطن، وينتظرون على احر من الجمر الانتقال الى ارض المعركة للثأر لدماء زملائهم ولدحر الارهاب الغاشم . والملاحظ ان هناك رغبة شديدة لدي90% من الجنود فى عدم اخبار ذويهم انهم سيرحلون الى سيناء حتى لا يشعروا بالقلق، ويرفضون الوساطة للتوزيع فى مناطق اخرى غير سيناء . اختراق الضاحية واللياقة البدنية كانت البداية تدريبات «اختراق الضاحية« او رياضة العدو وهى قيام مجموعة من المجندين بالعدو والتسابق لمسافات معينة، والهدف منها تنشيط الدورة الدموية وتقوية العضلات، ثم تبعها تدريبات اللياقة البدنية حيث يتم التدريب على التحمل وهو عبارة عن تمارين ضغط بأنواعها المختلفة وغيرها من التمارين الرياضية التى تعمل على رفع مستوى القدرة على تحمل المجهود العالى بسرعة كبيرة حيث استعرض الجنود مهارتهم وكفاءتهم فى اداء التدريبات فظهر عدد من الجنود يركضون لعدة امتار يحملون زملاءهم على اعناقهم ثم يتوقفون ويتبادلون الوضع فيركض من كانوا محمولين على الاعناق حاملين من كانوا يركضون بهم وذلك فى مشهد منظم يبين معنى الانضباط فى اداء مثل هذه التمرينات. التقينا مجموعة من الجنود والابطال عقب ادائهم هذه التدريبات حيث يطلق عليهم لقب بطل لحصولهم على فرقة صاعقة ضمن التدريبات التى يقومون بها، فقال الجندى مقاتل البطل «أحمد«، عندما سألناه عن شعوره عندما علم انه ذاهب لاداء خدمته العسكرية فى سيناء انه شعر بالفخر عندما علم بهذا الخبر هو واهله متمنيا ان يكون بطلا على ارض سينا او شهيدا من ابنائها مؤكدا انه على اتم الاستعداد لأن يقدم أى شيء لوطنه الحبيب. واضاف انه تم تدريبه بدنيا على اعلى المستويات القتالية ليكون جاهزا لاداء مهامه الموكله اليه على ارض سيناء فتدرب على استخدام السلاح وفكه وتركيبه وعلى تدريبات الرماية وعلى جميع الانشطة القتالية. وقال الجندى مقاتل البطل «خضر» والذى يحمل بكالوريوس خدمة اجتماعية انه شعر بالسعادة البالغة عندما علم ان خدمته ستكون فى سينا وانه سيقوم بتأمين جزء من ارض وطنه متعهدا بأنه لن يسمح لأى تكفيرى بأن يدمر بلاده، مضيفا انه رفض ان يخبر والده ووالدته انه ذاهب ليخدم فى سيناء وانهما لا يعلمان بهذا الامر على الاطلاق مضيفا انه لم يطلب أى وساطة لنقله خارج قطاع تأمين شمال سيناء وانه مرحب جدا بالقيام بهذا الدور الوطنى الجليل لبلاده. وأشار الى انه تم تدريبه تدريبات كثيرة على الرماية وحصل على درجة الامتياز فيها، مؤكدا ان الخدمة التى يؤديها لوطنه تعد شهادة عظيمة ووساما على صدره. من جهته قال الجندى مقاتل البطل « ابراهيم»، ويحمل مؤهل بكالوريوس سياحة وفنادق إن قائده فى مركز التدريب اخبره انه سيرحل الى سيناء ضمن زملائه، وانه لا يعلم أى شيء عن سيناء سوى ما تتناقله وسائل الاعلام والصحف عن العمليات الارهابية التى تستهدف الجنود والضباط هناك، وقتها شعر بفرحة غامرة ولديه حماسة مرتفعة بأنه سيدافع عن بلاده وان خدمته فى الجيش لن تكون مجرد خدمة عادية وانما ستكون مهمة وطنية . واضاف انه تلقى تدريبات على اعلى مستوى فى فرقة الصاعقة التى حصل عليها فى مركز التدريب ولم يكن يتخيل انه سيكون فردا من افراد الصاعقة معتبرا ان هذا شرف كبير له لم يحلم به، مؤكدا انه لا يخشى الموت ويرحب بالشهادة وانه مؤمن ومقتنع بأن الاعمار بيد الله سبحانه وتعالي. ميس الجنود وأعقب ذلك جولة داخل «ميس الجنود» وهو المكان المعد لطهو الطعام واعداد الوجبات للجنود ليتناولوها فى الاوقات المحددة حيث شاركناهم وتناولنا معهم وجبة الافطار فى جو اسرى فدار حوار جماعى بيننا وبينهم اوضحوا خلاله انهم يتلقون معاملة حسنة من قادتهم ومعلميهم وانهم يتحلون بروح معنوية مرتفعة بفضل التدريبات التى تلقوها ولديهم سعادة بالغة باداء الخدمة العسكرية فى سيناء مؤكدين ان هذا واجب وطنى وشرف عظيم ليس بعده شرف. فمن جانبه قال الجندى مقاتل البطل «اسلام»، ويحمل بكالوريوس تجارة انه شعر بالفخر والسعادة عندما علم بأنه سيرحل على سيناء مشيرا الى ان الكثير لايعلمون حجم الجهود المبذولة لاعداد الجندى المقاتل لحماية ارض وتراب مصر من الارهاب، معربا عن تمنياته ان يقدم أى شيء لبلاده وان يكون على قدر المسئولية مؤكدا ان ارتدائه الزى العسكرى فخر له . ويقول الجندى مقاتل البطل «انس»، اننا عرفنا معنى الرجولة الحقيقية بعد ان ارتدينا الزى العسكرى ونحن نشعر بالسعادة والفخر لاننا نقوم بمهمة وطنية وهى الدفاع عن الارض، مضيفا ان عمه نال الشهادة فى حرب اكتوبر المجيدة عام 73 وانه يتمنى ان ينال هذا الشرف، وتوقع هذا الجندى ذلك فكتب على حذائه العسكرى «الشهيد انس». وفى السياق نفسه قال الجندى مقاتل البطل « شعبان «والحاصل على ليسانس اصول الدين جامعة الازهر، اّن لمصر ان تفخر بابنائها لانهم لبوا نداءها فى الدفاع عن ترابها ونحن على اتم الاستعداد للدفاع عن ارض سيناء الحبيبة، ولن نفرط فى شبر من ارضها ولن نتراجع عن ذلك، فمصر لسيناء وسيناء لمصر وستصبح بقعة من العمران فى شتى المجالات ان شاء الله . وعقب انتهاء وجبة الافطار ونحن على استعداد للتوجه لمتابعة نشاط اخر للجنود والابطال قال لى احد الجنود اوصيك برسالة لمن فى الخارج، ويقصد بمن هم خارج الوحدة «طمنهم بره وقول لهم ان فى اسود جوه» فتوقفت باسما ولم اجد تعليقا على هذه الرسالة سوى انهم حقا خير اجناد الارض . وكانت المحطة التالية من التدريبات عرضا اخر قام به الجنود من تدريبات اللياقة البدنية ولكن بشكل اكثر صعوبة وتضمنت العروض تدريبات الضغط باستخدام جذع الشجرة وسط الاناشيد الحماسية وهتافات «الله اكبر» والتى تزيد من لهيب الرجال فى ادائهم لمثل هذه التدريبات، كما تضمن العرض بيانا عمليا لعدد من الجنود يسحبون احدى المدرعات عن طريق الاحبال لعدة مئات المترات وذلك وسط هتافاتهم الحماسية فى مشهد معبر عن القدرة والتحمل ويتسم بالكفاءة العالية. وعلى جانب آخر من التدريبات شاهدنا استعراض الجنود لتدريبات الاشتباك والقتال والتى اظهرت مهارة عالية للجنود فى تنفيذ هذه المهام باداء وكفاءة عالية. بيان عملى لتأمين أحد الكمائن وانتقلنا الى المحطة الاخيرة من التدريبات حيث شاهدنا بيانا عمليا يوضح عمليات التدريب على تأمين نقاط الارتكاز الامنى وكيفية الاستعدادات والتجهيزات التى تتم خلال نصب الكمائن الامنية، وكيف تتم عمليات التفتيش التى يقوم بها افراد الكمين وكذلك كيفية التصدى للهجمات الارهابية التى يمكن ان تتعرض لها نقاط الارتكاز الامنى، وكيفية تصرف افراد الكمين حيال هذه المواقف المتعددة ؟، واظهر هذا البيان العملى القدرة والكفاءة العالية للافراد والجنود فى تنفيذ مهامهم.