يشير الوضع الزراعى الراهن إلى ما يلي: 1 إننا نستورد نحو نصف احتياجاتنا من الذرة والقمح والفول البلدى وربع الاحتياج من السكر، ونحو ثلثى الاحتياج من القطن المستخدم فى الصناعة وأكثر من 90% من حاجاتنا من العدس والزيوت. 2 تعويم سعر الجنيه المصرى وما نتج عنه من تذبذب سعره بالنسبة إلى الدولار فانخفض بنسبة 50% تقريبا. وسوف يترتب على ذلك مضاعفة سعر فاتورة استيراد المحاصيل الغذائية. 3 سوف ترتفع أسعار المحاصيل المنتجة ذاتيا والمستوردة، وسيؤثر ذلك على المستهلك الذى يحتاج إلى إعادة هيكلة الميزانية الخاصة بمعيشته، والسؤال: هل يمكن للمخطط الزراعى والمزارع المصرى المساعدة فى تقليل هذه الآثار؟.. الجواب نعم، يمكنه ذلك وفقا لما يلي: أولا: الاكتفاء الذاتى من الذرة الشامية: ويمكن للمخطط الزراعى أن ينفذ ذلك خلال عامى 2017 و 2018 بزراعة ثلاثة ملايين فدان من الذرة ويمكن تدبير التقاوى المطلوبة لهذه المساحة خلال هذين العامين، ويكفى الانتاج لتغطية الاحتياج الكلى لأكل الانسان وعلف الحيوان وهو نحو 13 مليون طن، وفى ذلك الاكتفاء الذاتى والاستغناء عن الاستيراد. ثانيا: الأكتفاء الذاتى من الفول البلدى والعدس والحمص: ويمكن أن يحدث ذلك فى موسمى الزراعة 2016/ 2017 و2017/ 2018 من خلال زراعة ثلاثمائة وخمسين ألف فدان من الفول البلدى «زراعة منفردة» ومائة وخمسين ألف فدان من العدس والحمص كزراعات منفردة، وتحميل الفول البلدى على زراعات الطماطم الشتوية وبنجر السكر والقصب الخريفى بمساحة تقارب سبعمائة ألف فدان تنتج أربعمائة ألف أردب على أقل تقدير. ثالثا: تحسين وضع محاصيل الزيوت: إذ يمكن تحسين إنتاج الزيوت بما يلي: 1 زراعة مليون فدان قطن تعطى ثمانين ألف طن زيت إلى جانب تصدير الشعر والتيلة. 2 زراعة نصف مليون فدان فول صويا منفردا يليه أو يسبقه نصف مليون فدان دوار الشمس تعطى نحو أربعمائة ألف طن زيت. 3 زراعة فول الصويا محملا على الذرة الشامية يعطى أربعمائة ألف طن زيت. 4 تحميل فول الصويا على الذرة الرفيعة يعطى نحو تسعة وأربعين ألف طن زيت. 5 فى الأراضى الجديدة مثل توشكى وشرق العوينات يزرع نحو مائة ألف فدان كانولا تعطى نحو أربعين ألف طن زيت. وبذلك يتوافر ما يزيد على مليون طن من الزيوت الجيدة تقارب خمسين فى المائة من نسبة الاكتفاء الذاتي. رابعا: تحميل محاصيل أخرى لزيادة الانتاجية من وحدة المساحة كما يلي: 1 زراعة الذرة الشامية محملة على الفول السودانى (نحو مائة وأربعين ألف فدان). 2 تحميل الذرة والسمسم ودوار الشمس على بعض الخضراوات (نحو مليون فدان). 3 تحميل المحاصيل الحقلية والخضراوات على الأشجار الصغيرة غير المثمرة (نحو ثلاثمائة وخمسين ألف فدان). وبذلك يمكن الاكتفاء الذاتى من الذرة والبقوليات وتحسين وضع إنتاج الزيوت وزيادة الانتاج فى عدد من المحاصيل دون زيادة فى مساحة الأرض أو المياه أو السماد ويمكن بطرق التحميل إضافة ما يقرب من مليونى فدان إلى الزراعة المصرية بلا أى تكاليف، فهل من مستقبل لهذه الأفكار العلمية والعملية التى سوف تساعد فى زيادة دخل المزارعين وتوفر المليارات للخزينة المصرية؟. د. مظهر محمد فوزى عبدالله كلية الزراعة جامعة القاهرة