هل أصبحنا في زمن نقابل به الخير بالشر والوفاء بالخيانة والإحسان بالإساءة، هل بات القتل هو جزاء المعروف وهل أصبح جزاء سنمار هو القاعدة وليس الاستثناء وسنمار لمن لا يعرفه هو ذلك المهندس الذي عهد اليه احد الملوك بانشاء قصر ضخم لا مثيل له يكون نموذجا في العمارة والبناء ليباهي به بين الملوك ، وبقدر ما تفنن المهندس في تلبيه رغبة مليكه وتشييد بناء رائع وفريد بقدر ماكان الجزاء قاسيا ومميتا. فبدلا من ان يلقي المهندس جزاء تميز وجمال صنيعه ألقي به الملك من أعلي ليموت في الحال بمثل ما حظي به في أسوأ رد للجميل ولتصبح القصة مثلا لكل من يقدم الخير فلا يجد إلا الشر والهلاك. كان هذا ما حدث أخيرا بالشرقية وشهد أحداثه شارع الورش العتيق بمدينة الزقازيق بصورة أكثر تراجيدية حيث قتل شاب عمته المسنة التي عكفت علي رعايته وتربيته منذ صغره بعد وفاة والدته لسرقتها والاستيلاء علي نقودها وغادر هاربا دون أن يشك أحد ولو لبرهة أنه قد يكون الفاعل، لكن عدالة السماء التي لاتغفل وملاحظة ذكية لضابط الشرطه المسئول عن القضية كانت وراء كشف الجاني والذي سرعان ما ألقي القبض عليه ليلقي جزاءه. كانت «ب» قد حلت محل والدة ابن شقيقها الشاب اليافع منذ أن كان وليدا حيث توفيت والدته بعد ايام معدودة من ولادته لتتولاه هي برعايتها وتغمره بحنانها داخل منزل العائلة اللذين شبا فيه معا قبل أن يطرق النصيب بابها لتغادر الي بيت زوجها وتترك منزل اسرتها لكنها لم تكن لتترك الصغير ذلك الابن الذي لم تلده فقد كانت دائما الاقرب اليه وملاذه عند الحاجه وكثيرا ما كانت تستضيفه بمنزلها وتمنحه النقود لشراء احتياجاته ولأنه لم يكتب لها الانجاب فقد كانت بحق تعتبره ابنها وتمنحه كل مايريد دون ان تعود لوالده حتي بعدما انفصلت عن زوجها كان دائم التردد عليها لتُعد له مايشتهي من طعام وشراب وتعطيه حاجته من المال لدرجة أنها فكرت أن تؤمن له دخلا ثابتا بشراء « تروسيكل أو توك توك» يعمل عليه ويتكسب منه، ولكن القدر حال دون أن تتم رغبتها الأخيرة. ففي إحدي الليالي وأثناء انشغالها بإطعام قططها كما اعتادت أن تفعل دائما حضر ابن شقيقها وطلب المال لكنها رفضت هذه المرة فالوجه الذي تعرفه قد تغير وبات أكثر شحوبا لم يعد ذلك الصغير الذي ربته اختلفت ملامحه وغابت براءته ازداد نهمه وطلبه للمال بعد ان عرف طريق الكيف وسار فيه مع أصدقاء السوء ومع رفضها علا صوته واحتد عليها فنهرته ليتوقف ظهر تمرده وبدا شخص آخر غير الذي ربته وأطل الشرر من عينيه حاولت الصراخ فيه ليخرج فسارع لموقد الغاز الصغير ضربها علي رأسها حاولت الصراخ مرة أخري وهي في حالة ذهول مستنجدة بالجيران لكنه كان الأسرع امتدت يده الي مطواة كان يحملها معه وانهال عليها طعنا ثم بحث عن النقود وأخذها وأغلق باب المنزل من الخارج وسارع بالفرار لينجو بفعلته. تلقي اللواء رضا طبلية مدير أمن الشرقية اخطارا من مأمور قسم أول الزقازيق إخطارا بالعثور علي ن. ح 55 عاماً ربة منزل داخل منزلها بحي النحال بمدينة الزقازيق جثة هامدة وبها عدة طعنات داخل منزل الضحية فور اكتشاف الحادث كانت قوة من مباحث اول الزقازيق برئاسة الرائد حسين ابو فول الذي استرعي انتباهه نحيب شقيقتها وهي تتحدث عن الموقد الذي استعارته منها لتعد الطعام عليه لكن قدرها لم يمهلها ليحيل النظر اليه فورا وكأنه استشعر أنه الخيط الذي سيقوده لمعرفة الجاني وحل لغز الجريمة وقد كان فلم يكن الموقد موجودا وتوصلت التحريات الي ان ابن شقيقها هو آخر من زارها ثم غادر حاملا معه ذلك الموقد ليتركه باحد المقاهي لتنظيفه من اثار جريمته حيث تبين انه دأب منذ فترة علي تعاطي المواد المخدرة وانه قام بإنفاق كل مايملك علي السم اللعين فقرر الذهاب لها لجلب نقود لكنها رفضت بشدة فقتلها نسي المعروف واستهان بصلة الدم لم يفكر في كل ماقدمت له وماكانت تغدق عليه به بعد ان تملكه الطمع وهيأ له ان كل ماتملك من ذهب واموال حق له وحده استباح حياتها ليرضي طمعه ثم عاد ليتباكي عليها امام الجميع تم القبض علي المتهم وبإحالته للنيابة التي باشرت التحقيق باشراف المستشار الدكتور ياسر هندي المحامي العام لنيابات جنوبالشرقية تقرر حبسه.