حاملا كتابه بأنامله الصغيرة وكأنه يحتضن الدنيا بما فيها بين ذراعيه تغمره السعادة يكاد يقفز فرحا وهو عائد من درسه فى طريقه لمنزله بمركز ابوكبير يسرع الخطي ليري وجه أمه وأبيه ويخبرهما عما درس من جديد الآيات ويثلج صدرهما بما وصل اليه وما أتم حفظه من كتاب الله دون أن يدري ما ينتظره وأن عيون ماكرة خبيثة لشيطان جبان يتطاير منها الشر ترقب وتتربص للفوز به كغنيمة ليحظي بما حلم به وطمع فيه من مال بطريق سهل هان له رغم قسوته وهيأه له شيطانه لينعم برغد الحياه ما تبقي من عمره بدلا من كد وعرق كما شبه له قد لا يأتيان بما يرغب ويريد، ولما لا والطفل وحيد والديه علي شقيقتين والابن المدلل الذي لا يقويان علي فراقه لينتهي به نهمه وطمعه الي غياهب سجن سحيق بنهايته حبل غليظ يلتف حول رقبته بعدما أزهق روح طفل برئ لينهي حياته ويلقي جزاء لفعلته الشنيعة وما جنت يداه من جرم بغيض . كان الصغير أنس أحمد حسين ابن قرية نزلة خيان ذو الأعوام السبعة بملامحه الملائكية وابتسامته النقية وحسن مرآه وتأدبه وذكائه يخطف قلوب كل من يراه يأسرهم ببراءته وحلو صوته وهو يرتل القرآن الذي طالما حلمت اسرته أن يحفظه كاملا ليزهوا به فخرا فحرصوا الا يفوتهم درسه ولقرب محل الدرس من منزلهم كان يذهب اليه وحده بعد ان اعتاد الطريق وأصبح يعيه جيدا - وبثقة الرجال رغم صغر سنه كثيرا ما طمأن والدته كي لا تخاف عليه فقد كبر الأن واصبح في الصف الثاني الابتدائي ويجب أن ينظروا اليه كرجل يمكنه ان يروح ويجيء دون قلق ووافق الاب وفي اليوم الموعود أحست الام بشيء غريب داخلها يوغر صدرها لا تعرف مصدره كانت تنتظر وليدها كعادته لتأخذه في أحضانها و يروي لها ما دار في يومه بعد ان تعد له العصير الذي طلبه لكنه تأخر عن موعده ،بدأ القلق يدب في قلبها هل وقع له مكروه وخرجت الاسرة للبحث عنه وتفقد طريقه ذهابا وايابا يعاونهم في ذلك كل من رآهم وعلم بنبأ الغياب لكن أحدا لم يخبرهم بما جري وفجأة رن جرس الهاتف يحمل الخبر البغيض بخطف الصغير وطلب فدية ضخمة لإعادته قدرها مليونا جنيه. وقع الخبر كالصاعقة علي الأب الذي لم يكن يملك المبلغ لكن ابنه فلذة كبده في يد مجهول مخطوف لا حول له ولا قوة ولا يعلم مصيره ولا يتحمل تركه وبالفعل بدا في الاستدانه والتذلل لذلك اللعين »الخاطف« الذي لا يدري كيف سمح له قلبه وطاوعه علي فعل ذلك ولكن هل لمثل هؤلاء قلب، ومع مرور الوقت ورغبة الأخير في التخلص من جريمته والحصول علي المال مهما كان خاصة وانه يتابع أمامه كل ما يجري ويعلم جديتهم في انقاذ نجلهم وافق علي المبلغ الذي تم تدبيره بمنتهي الخسة والنذالة قبل افتضاح أمره رغم ادراكه بانه لا يملك ما يقايض عليه فقد مات الصغير المسكين بعد ساعات من اختطافه وبات يخشي أن تعرف أسرته فيمتنعوا عن دفع أي شيء لكن شاءت إرادة الله كشف أمره والقبض عليه واقتياده من بين جموع الأهالي التي أرادت الفتك به ليلقي جزاءه العادل. تلقي اللواء رضا طبلية مدير أمن الشرقية بلاغا من والد الطفل انس أحمد 7سنوات بمركز ابو كبير باختطافه عقب مغادرته درس التحفيظ بالقرب من منزله وتلقيه اتصالا من مجهول يطالبه بفدية ضخمة قدرها مليونا جنيه لاعادته فتم تشكيل فريق بحث باشراف اللواء هشام خطاب مدير المباحث الجنائية والعميد أحمد عبد العزيز رئيس المباحث لكشف غموض الحادث واعادة الطفل المخطوف لذويه. وتوصلت التحريات التي قام بها الرائد محمد فاضل رئيس مياحث المركز ان مرتكب الواقعة أحد أهالي القرية من جيران الطفل وهو سائق توك توك 41عام وأنه يمر بأزمة مالية قام علي إثرها بالشجار مع اسرته ومغادرته المنزل وأنه فكر في اختطاف الطفل لمساومة أسرته والحصول علي مبلغ مالي كبير لحل مشكلاته، حيث قام باستدراجه لمنزله ومحاولة اخفائه إلا أن الطفل ظل يصرخ وهو يتشبث بمصحفه وخشية افتضاح أمره حاول المتهم إسكاته بضربه بعنف إلا أن المسكين لم يتحمل وأغشي عليه وحينها أدرك أن الطفل سيكشف أمره ففكر في التخلص منه وبدماء باردة ودون أن تأخذه رحمة أو شفقة قام بجلب حبل ولفه حول عنق الطفل لخنقه ثم قام بوضعه داخل حجرة الطيور بالمنزل بعد ان حفر حفرة لدفنه فيها ليسارع بعدها للاتصال بذويه ومطالبتهم بسرعه دفع الفدية وبكشف غموض الواقعه والقبض علي المتهم وبمواجهته اعترف بارتكاب جريمته مبديا الندم وأرشد عن جثة الطفل الذي عثر عليه ولا يزال متشبثا بمصحفه وجراء فعلته البشعة تجمهر أهالي القرية وقاموا بهدم منزله دون أن يبقي من أثره شيء.