فجأة تخلي عن انسانيته أسلم عقله للشيطان هدته ألاعيبه وفكره المسموم لاختطاف ابنة الجيران ليساوم أهلها علي إعادتها مقابل مبلغ مالي ضخم اعتقد أنه سيكون الحل لجميع مشكلاته. وعلي مدي أسابيع سعي لاستمالتها استغل طيبة الاهل وظروف الجيرة ، ارتدي قناع الحمل الوديع وسار مع قطيع الصغار كان يستقبلهم في الصباح راسما علي وجهه ابتسامة عريضة وفي يده بعض الألعاب ليأنسوا به ويطمأنوا له وبعد أن حدد هدفه وقع اختياره علي «دهب» تلك الصغيرة التي لم تتجاوز أعوامها الأربعة. فبدأ تنفيذ خطته اللعينة بعد أن أوحي له اسم الصغيرة بما ينتظره من ثراء! وفي اليوم الموعود وعلي الرغم من حرارة الشمس الحارقة قضي يومه خارج منزله يترقب ضحيته رابضا كالذئب متربصا بالفريسه ينتظر الفرصة عندما تخرج عن السرب وتغادر رفاقها ليخطفها ويبتعد بها عن الأنظار. وبخسة الضباع ومكر الثعالب وسرعة الذئب، نفذ خطته الغادرة، انقض علي «دهب» ليدخلها خلسة لمنزله مستغلا حلول الظلام ليخفيها وراء أسواره ليبدأ المقايضة لكن الصغيرة لم تستسلم أو تهدأ حاولت الصراخ والاستغاثة .. لم تشفع له براءتها وتوسلاتها أو صوتها الضعيف الذي انحشر في حلقها من شدة الخوف والهلع و انينها المكتوم داخل غرفة أشبه بالقبر كل ما جال بخاطره هو كيف يحصل علي النقود ليتم زفافه بعد أن أعماه الطمع الا عن نقود أسرتها ،كان علي يقين انهم لن يتخلوا عنها أو يتركوها ... مجرد ساعات وتصبح النقود بين يديه وتتحقق أحلامه ليس مهما ماذا سيفعل المهم ان تنجح خطته. المسكينة لم تستسلم، خوفها كان أكبر، ظلت تصرخ وترجوه أن يخرجها لتذهب لوالدتها وحضن جدتها، كانت مقاومتها أكبر مما توقع .. هنا خلع قناع الحمل كاشفا عن أنيابه استخدم كل الوسائل لاسكاتها من ضرب وتعذيب وتخويف لكنها لم تكف عن البكاء والصراخ، حاول كتم أنفاسها وحينما لم تتوقف عن الصراخ والبكاء أمسك بحبل ولفه حول رقبتها حتي لفظت أنفاسها ثم خرج بدم بارد ليشارك اسرتها البحث عنها تملأ عيونه دموع التماسيح مصطنعا الغضب والتذمر وملقيا باللوم علي أسرتها التي أهملت في رعايتها وتركتها عرضة للخطف دون أن يدرك أن خطأ صغيرا سيقوده للنهاية وأن عدالة السماء ستكون له بالمرصاد. وفي منزل عائلة الضحية المكلومة تجمعت اسرتا الاب والأم لاستقبال المعزين الذين أقبلوا لمشاركتهم مصيبتهم والتخفيف عنهم وبانفعال يكسوه الحزن بدأ جد الطفلة لوالدها يروي تفاصيل الحادث قائلا البنت كانت متعودة تلعب قدام البيت وأحيانا مع المتهم زي كل عيال البلد كان بيعملهم شواكيش وعصي من الجريد والدار أمان أو تروح لجدتها علي بعد خطوات المهم قدام عينينا والناس كلها عارفينها لكن فجأة اختفت فدورنا عليها في كل مكان وعند جدتها مرت ساعات بدون أي اشارة سارعنا لابلاغ الشرطة وبعد إذاعة أول نداء عليها في الجامع وصلتنا رسالة علي المحمول بتقول بنتكم بخير في الحفظ والصون ومطلوب 100 ألف جنيه لاعادتها أمامكم يومان لم نفكر حتي في الفصال حاولنا الاتصال علي الرقم لكن كان قد تم اغلاقه سهرنا الليل أمام المنزل نفكر في كيفية جمع المبلغ بأسرع وقت ممكن وبين فترة واخري كان يظهر الجاني ويقترب ليطالبنا بدخول المنزل والنوم للصباح لأن جلوسنا لن يفيد كما كان والده يطالبنا بالتأكيد علي توفير المبلغ ليطمئن خاطفها ويعيدها ويستطرد عمها " عشنا ليلتنا علي أمل أن تعود دهب فالمال يجيء ويروح وكنوز الدنيا لا تساوي دمعة أو شعرة منها لم نكن ندري أن المجرم قتلها وبعث بالرسالة رغم تأكده من موتها لابتزازنا دون أن يبالي بجريمته وما سفكه من دماء طفلة مسكينة لاذنب لها فقد كنا نعد لبيع الاتوبيس الذي نملكه لدفع الفدية واستعادة الطفلة قبل أن يصيبها مكروه لكن شاءت ارادة الله أن يفتضح أمره فيلقيها خارج منزله لابعاد الشبهة عن نفسه بعد أن اطمأن لدفع المبلغ وتراها أحدي السيدات وترشدنا لها ليفتضح أمره ويلقي القبض عليه ويزج في الحبس ليدفع ثمن جريمته ومع ذلك لم يكن أحد يصدق في بداية الأمر ان يكون هو الجاني لدرجة أن شقيقي والد دهب المسكين ذهب ليواسي أسرته ويهدئ من روع والدته بعد القبض عليه. أما الاب والأم فقد بديا في حالة ذهول وانعزال لا يصدقان فقدهما لابنتهما الكبري بينما ظلت الام تتمتم بكلمات مليئة بالأسي واللوعة ودموعها تسيل أنهارا وهنا تلتقط الخالة طرف الحديث فتقول بعد العثور عليها لم نكن نصدق أنها فارقت الحياة ظننا للوهلة الأولي أنها متعبة أو متاثرة بالصدمة الاسرة الملتاعة سارعت لحمل طفلتها للمستشفي في محاولة يائسة لانعاشها لكن القدر قد سبق فيما علا صوت جدتيها لوالدها ووالدتها تصرخان مطالبتين باستعادة حق الطفلة والقصاص من قاتلها وأسرته التي تسترت عليه البداية كانت ببلاغ تلقاه العميد مأمور مركز منيا القمح باختفاء الطفلة دهب رضا عبد السلام ذات الأربعة أعوام من أمام مسكنها بقرية السعديين أثناء لعبها مع ابناء عمومتها. تم تشكيل فريق بحث من الرائد محمد الحسيني رئيس مباحث المركز ومعاونيه لكشف غموض الحادث. وكشفت التحريات التي اشرف عليها العميدان رفعت خضر مدير المباحث الجنائية ووعاطف الشعر رئيس المباحث وقادها العقيد محمود جمال رئيس فرع البحث بالشرقية أن الجاني استغل معرفة الطفلة به واعتياد ها اللهو معه في الفترة الأخيرة واستدرجها باستخدام الحلوي لكنها شعرت بالخوف لدخولها المنزل فحاولت الصراخ الذي واجهه المتهم بقسوة وحاول عقابها بالضرب والقرص للكف عن الصراخ حتي أن جسدها الصغير النحيل كان يتميز بالزرقة الشديدة حين عثروا عليها وكان يبدو عليه آثار التعذيب كما تبين أنه استخدم خط تليفون قديم كان اشتراه منذ أشهر طويله ونسي أنه سبق وتحدث منه فتم تتبع الخط وتحديد مكانه وبضبط المتهم عثر علي التليفون والخط الذي تحدث منه المدهش أن عم الجاني وفور اعلان خبر ارتكابه للجريمة ومسئوليته عن قتل الطفلة سارع للميكروفون ليؤكد أن نجل شقيقه هو قاتل ابنه الذي قتل بالطريقة ذاتها قبل عام بينما تحول المنزل الذي شهد الجريمة المأساوية لسكن للأشباح تزينه عبارات "بيت السفاحين " ريا وسكينة " بيت الرعب "