يمثل الموقف البريطانى المتعنت نحو عودة سائحيها الى شرم الشيخ لغزا كبيرا فى ظل اصرار لندن على اثارة اللغط حول الاجراءات الامنية فى مطار المنتجع الشهير عالميا خصوصا بعد التصريحات السلبية وغير المفهومة التى اطلقها سفير بريطانيا لدى الأردن وهو ما يتنافى مع الحقيقة التى تدعمها الإجراءات الحازمة التى اتخذتها مصر فى هذا الشأن وشهد لها جميع الدول التى استأنفت رحلاتها الى شرم الشيخ. وقال وزير السياحة يحيى راشد ان جميع الوفود الأمنية التى استقبلناها خلال الشهور الماضية اشادت بالاجراءات الأمنية فى المطارات المصرية الأمر الذى دفع بالولايات المتحدة والمانيا للسماح لمواطنيهما بالسفر الى شرم الشيخ بل ان الخريطة الأمريكية وضعت مصر ضمن الدول الأكثر استقرارا فى المنطقة ونصحت رعاياها بالسفر الى مختلف المقاصد السياحية دون قيد او شرط. واضاف راشد ان اجتماعاته مع منظمة السياحة العالمية وامينها العام الدكتور طالب الرفاعى اسفرت عن إصدار بيان رسمى مشترك بين المنظمة و الرئيس التنفيذى للمجلس العالمى للسفر والسياحة البريطانى ديفيد سكاوسيل يخاطبان فيه بريطانيا لرفع الحظر عن شرم الشيخ و دعا كل من المجلس العالمى للسياحة والسفر ومنظمة السياحة العالمية حكومة لندن لرفع الحظر المفروض على شركات الطيران العاملة فى المملكة المتحدة من السفر إلى شرم الشيخ.كما أرسلا خطابًا إلى رئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماى يؤكدان فيه أهمية استئناف العمليات التشغيلية إلى المنتجع الساحلى المصرى حيث أن تحذير السفر الحالى له تداعيات تدميرية على الاقتصاد المصرى والاستقرار الاجتماعى فى الدولة. من ناحية اخرى أكد وزير السياحة التزام الوزارة بجميع تعهداتها السابقة تجاه برنامج الحملات الترويجية المشتركة مع منظمى الرحلات التى تهدف لتنشيط برامج السياحة الوافدة الى مصر مشيرا الى قيام هيئة تنشيط السياحة بالبدء فى مراجعة قواعد مشاركة مصر فى هذه الحملات لتلافى الثغرات التى كانت تحدث سابقا وأدت الى إهدار بعض الأموال. وقال راشد فى تصريحات خاصة ل«الأهرام» ان القواعد الجديدة التى ستحكم مشاركة الهيئة فى البرامج السياحية التى سيطرحها منظمو الرحلات ستأتى طبقا للقواعد التسويقية والآليات التى يتم تنفيذها فى الدول السياحية المنافسة وبما يضمن الحفاظ على إنفاق أموال الدوله لتحقيق مردود إيجابى على الدخل السياحى من الحركة الوافدة. وقال ان الهدف الأساسى من مشاركة الوزارة فى دعم منظم الرحلات الذى يقوم بطرح برامج سياحية الى المقاصد السياحية المختلفة هو تشجيعه من خلال المساهمة معه فى طباعة «كتالوج»البرنامج او إطلاق حملات إعلانية فى وسائل الاعلام المختلفة للترويج للسياحة المصرية..مشيرا الى ان قواعد هذا التحفيز لابد ان تراعى مصلحة مصر أولا وذلك بضمان ان تكون هذه الأموال قد صرفت بما يحقق عائدا للاقتصاد المصري. واضاف انه سيتم دراسة هذا المردود من خلال برامج معتمدة عالميا ومعروفة بقدراتها على قياس مدى تقبل الرأى العام فى الأسواق التى طرح منظم الرحلات برامجه فيها..مشيرا الى ان الضوابط سوف تشترط على شركات السياحة ان تقوم بعمل إعلاناتها فى قنوات وصحف غير تابعة لها ولا تمت لها بصلة مضيفا ان هذا الشرط قد جاء بسبب قيام بعض منظمى الرحلات بالاعلان فى قنوات تلفيزيونية تمتلكها وهذا يتنافى مع قواعد الترويج التى تهدف الى الوصول لأكبر عدد ممكن من السائحين.