سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من قلب مصنع الرجال وعرين الأسود الأهرام فى جولة تفقدية لقيادة وحدات الصاعقة تدريبات شاقة لإعداد الفرد للتكيف مع الظروف الصعبة ..المقاتلون يأكلون الثعابين ويشربون الصبار ويتسلقون الموانع والحواجز
دعونا فلبينا نداء الوطن، وارتداء الزي العسكري شرف لنا والخدمة في وحدات الصاعقة وسام علي صدورنا، ومستعدون للتضحية والشهادة في سبيل حماية تراب الوطن ورفعة شأنه، بهذه الكلمات الصادقة النابعة من قلوب أصحابها،حماة الوطن ودرعه وسيفه، أعرب ابطال وحدات الصاعقة المصرية - من ضباط وصف ضباط وجنود عن كامل فخرهم واعتزازهم بانضمامهم إلي صفوف القوات المسلحة، وخاصة وحدات الصاعقة ذات الطابع الخاص التي تتطلب مواصفات خاصة وشروطا معينة لملتحقيها من حيث اللياقة البدنية والجسمانية وخلافه.. من قلب مصنع الرجال وعرين الأسود تجولت »الأهرام« داخل وحدات مدرسة الصاعقة بأنشاص، ورصدت كيف يتعايش المقاتل المصري ويقضي يومه داخل وحدته بدءا من نوبة صحيانه إلي نوبة نومه، فاستمعنا ورأينا عن قرب وتعايشنا مع خير أجناد الأرض في يوم قضيناه معهم في مصنع الرجال . ويقول الملازم علاء عبد اللطيف محمد: إن يوم المقاتل يبدأ عند سماع نوبة الصحيان في الساعة الخامسة والنصف حيث يستعد ضباط وجنود وحدات الصاعقة لطابور الصباح الذي يبدأ في السادسة صباحا ثم يليه طابور اللياقة والذي ينتهي في الثامنة صباحا ويتم من خلاله ممارسة نشاط العدو، يليه بعض تمارين الضغط والبطن والعقلة، بعد ذلك يتم الانصراف والراحة ثم يتم جمع الضباط والجنود في العاشرة صباحا لحضور طابور جديد لتنفيذ برنامج تدريبي يومي ضمن برنامج تأهيلي يتم كل 6 أشهر، وينتهي الطابور في الثانية ظهرا لتبدأ بعدها محاضرات من الثانية والنصف ظهرا حتي الرابعة عصرا، يليها راحة غداء يليها طابور اخير ثم يتم توزيع الخدمات علي الجنود المنوط بهم تنفيذ الخدمات في الخامسة ثم الانصراف والراحة حتي التاسعة مساء للخلود الي النوم وهذا موعد ساعة نوبة النوم وبدأت الجولة في التعرف على مواقع تدريب الضباط والجنود داخل مدرسة الصاعقة فشاهدنا مجموعات من الجنود يتسلقون الحواجز والموانع بارتفاعات متفاوتة عن طريق الأحبال ويقومون بهذه التدريبات بمهارات وكفاءة عالية وفي وقت قياسي ينهون هذه المهمة مرددين بصوت جماعي »صاعقة« هذا الهتاف يزلزل ميدان التدريب ويبعث العزيمة في نفس الجندي ويعطي الثقة له في أداء المهمة وإنجازها، وعلي جانب اخر من التدريبات شاهدنا مجموعة أخري من الجنود يقومون بقفزة ثقة من مسافات مختلفة في حمام السباحة، ومجموعة أخري تتسلق الأحبال داخل حمام السباحة، واخري تقفز في المياه باستخدام الواير، كل هذه التدريبات تتم باستخدام نفس الهتاف »صاعقة« وفي انضباط شديد يتم إنجاز التدريب . ويأتي التدريب على التعايش، وهو ركيزة أساسية لتدريب أي فرد صاعقة، حيث شاهدنا كيف يتم التدريب على كيفية التكيف مع الظروف القاسية التي من الوارد جداً أن يجد فرد الصاعقة نفسه فيها نظراً لطبيعة وخطورة المهام التي يكلف بها التي تفرض عليه البقاء خلف خطوط العدو والاختباء فترات طويلة لانتظار لحظة الهجوم المناسبة، فمن الوارد جدا أن ينفد الطعام والشراب فيتم التدريب على التعايش مع الطبيعة عن طريق أكل أي حيوان بري مثل الأرانب أو الثعابين أو الضفادع أو غيرها إذا وجد وكيفية قتلهم بدون أدوات وسلخها وطهوها إذا أمكن، فرأينا. كيف يتم قتل الثعابين واستخراج السم من أنيابها وقطع رأسها وأكلها في مشهد بارع لعدد من الجنود، حيث يؤكد هذا المشهد قدرة الفرد المقاتل في التكييف مع وضع صعب والتعايش معه ورأينا أيضاً كيفية استخلاص المياه من بعض النباتات الصحراوية كالتين الشوكي أو الصبار وخلافه . وخلال الجولة تعرفنا علي تاريخ وحدات الصاعقة من خلال زيارة المتحف التاريخي لإحدي المجموعات والذي شاهدنا فيه بعض الوثائق التاريخية عن المجموعة وعن قادتها القدامي وعن الزي العسكري في الوقت السابق لهذه المجموعة، وتفقدنا بعض المباني الإدارية للمجموعة والمصممة لمبيت الجنود والضباط وللاعمال الإدارية والخدمية ووجدنا سبل الاعاشة الكريمة، من حيث غرف الإعاشة المنظمة والمصممة بجودة عالية وكذلك دورات المياه للضباط والجنود التي لا فرق بينها فكلاهما مصمم بنفس الشكل والمضمون، وهذا ما ينفي مسألة التمييز التي يروجها البعض، فالمباني واحدة ودورات المياه واحدة لضمان تهيئة مناخ طيب يتخلله تآلف محمود بين الجنود والضباط فكلاهما يعمل في منظومة واحدة وصمم للمجموعة مسجد مكيف الهواء داخل وحدات الصاعقة للتعبد وأداء فريضة الصلاة للضباط والجنود، وتفقدنا أيضا، محطة تنقية وفلترة المياه الموجودة بالمجموعة التي صممت لفلترة المياه حرصا علي سلامة الجنود علي الرغم من عذوبة المياه داخل وحدات الصاعقة، كما تم تفقد ميس ضباط وجنود وحدات الصاعقة . من جانبه يقول العريف محمد محسن محمد حسن إنه تم استدعاؤه فترة احتياطية جديدة في سلاح الصاعقة موضحا أنه عندما تم اخطاره بالاستدعاء فرح فرحا شديدا معللا بذلك أنه يحب هذا السلاح وأنه جاء ملبيا لنداء الوطن ولا يستطيع التأخر عنه ويشعر أنه وسط أهله وأحبته في الوحدة، كما ان قادته وزملاءه يعاملونه معاملة حسنة وآدمية قائلا »كلنا واحد وهدفنا واحد وشعارنا واحد وهو تضحية وفداء ومجد »مضيفا ايضا أنه يريد أن ينال الشهادة في خدمة وطنه وأنه له شرف كبير في الخدمة تحت اسم الصاعقة مرتديا » الأفرول العسكري» من جهته، يقول أحمد علي عبد العال شيخون - جندي مجند - تم استدعاؤه منذ يومين وأنه خلال فترته السابقة في الجيش في هذا السلاح لم يسئ له أحد، وقادته يعاملونه باحترام وأنه حاليا يؤدي الواجب الوطني مضيفا أنه عندما جاء لوحدته من جديد شارك في التدريبات وميدان التعايش وأنه مستعد لتنفيذ أي مهمة في أي وقت. وشعرنا بجو من الالفة داخل صفوف ووحدات الصاعقة وكيف يتعامل القادة مع جنودهم لتأهيلهم لاداء مهامهم الصعبة وتهيئة الجو المناسب للافراد المقاتلين لإعدادهم بشكل جيد. وأنه من دواعي الفخر والاعزاز أن تتاح الفرصة لنا في مشاهدة الجهود المبذولة من جانب القوات المسلحة في عمليات التدريب والإعداد الجيد لبناء فرد مقاتل صالح للدفاع عن أرض وطنه متحليا بالوطنية والشجاعة في مواجهة الاخطار، مستعدا للتضحية بحياته وبكل نفيس وغال من اجل حماية تراب بلاده، هذا هو الجندي المصري والذي قال عنهم رسول الله صلي الله عليه وسلم إنهم خير أجناد الأرض .