استوقفتنى رسالة «القلب الوحيد» فى بريد الجمعة الماضى، والتى يرغب كاتبها فى تكوين أسرة صغيرة تملأ عليه حياته إذ رحل والداه عن الدنيا، وتبعهما شقيقه الوحيد، وليس له الآن سوى شقيقته المتزوجة بينما يعيش هو فى كندا، ووجدت تقاربا فى قصتى مع ظروفه فأنا سيدة فى الثالثة والأربعين من عمري، أعمل مترجمة فى وزارة الصحة والسكان، وكانت أمى تشغل وظيفة مدير عام للخدمة الاجتماعية الطبية بالوزارة نفسها، وكان أبى كبير مهندسين بالشركة القابضة للكهرباء، ولى أخت تعمل مدرسة بجامعة حلوان، ولديها ولد وبنت، ونعيش معا منذ وفاة والدى قبل أربع سنوات، وكنت قد عملت عقب تخرجى فى كلية الألسن فى أحد مشروعات التنمية الدولية الأمريكية، وتزوجت وقتها من مدرس مساعد بمعهد البحوث الزراعية لمدة عام ونصف العام وانفصلت عنه بعد مشاجرات وخلافات كثيرة، وحمدت الله أن تلك الزيجة لم تسفر عن أطفال، ولم أتزوج بعدها برغم تقدم الكثيرين لى فلقد كان لدى غالبيتهم طفل أو أكثر، إذ رفضت فكرة زوجة الأب لما ألمسه من كراهية شديدة لمن تشاء الأقدار أن ترتبط برجل سبق له الزواج ولديه أطفال، مع أنها قد تقسو عليهم أحيانا مثل الأم من أجل أن يكونوا ملتزمين وعشت بعد طلاقى مع أبى وأمى إلى أن مرضت ورحلت عن الدنيا والحمد لله كنت بارة بها إلى آخر لحظة، وقسمت وقتى مع أبى وأختى لرعايتها حين مكثت فى العناية المركزة بالمستشفى شهرا كاملا إثر جراحة خاطئة فى الكلي، وبعد رحيلها راعينا أبى إلى أن مات هو الآخر, ولدى أختى ولد فى الصف الأول الإعدادى، وبنت فى الصف الثالث الابتدائى وهما يملآن علينا حياتنا، واعتبرهما ابنىّ اللذين لم أرزق بهما حتى الآن، وقد وجدت تقاربا لظروفى مع صاحب قصة «القلب الوحيد» ولعل الأمر يكون فيه خير لكل منا. ولكاتبة هذه الرسالة أقول : ما أكثر القلوب الخالية التى تبحث عمن يعمرها من شركاء الحياة، فلقد انهالت الرسائل والاتصالات على بريد الأهرام من سيدات وفتيات فضليات يرغبن فى التعرف على صاحب رسالة «القلب الوحيد» كما تلقيت استجابات كثيرة من قراء أفاضل يعرضون الزواج على كاتبة رسالة «القرار الصعب» التى تعيش وحيدة بعد رحيل زوجها عن الحياة، وبالفعل قدمنا العروض الواردة إلينا لكاتبى الرسالتين وألفت انتباه الكثيرين إلى ضرورة إرسال البيانات الكاملة بوضوح فى مثل هذه المسائل لكى يتسنى لنا الاتصال المباشر بهم، فمسائل الزواج والارتباط لا يمكن أن تتم عبر الإيميل أو الفيس بوك وما شابههما ولابد من أرقام الهواتف حتى يتمكن الطرفان من ترتيب لقاءات التعارف، ومن ثم الزواج إذا اتفقا عليه، وأرجو أن تجدى من يناسبك ويكمل معك مشوار الحياة, وفقك الله وهو وحده المستعان.