كرم مهرجان القاهرة السينمائى فى افتتاح دورته ال 38 التى انطلقت يوم الثلاثاء الماضى علما إفريقيا فى مجال الحياة السينمائية والسياسية بالقارة الإفريقية ألا وهو «شيخ عمر سيسوكو» الذى ولد فى «مالي» عام 1945 ثم درس أثناء فترة شبابه التاريخ وعلم الاجتماع كماأنهى دراساته العليا فى تاريخ السينما بمعهد «لويس لوميير»العالى فى باريس. مثل العديد من السينمائيين أبناء «مالي» الذين درسوا فى فرنسا، عاد «سيسوكو» إلى بلده الأم ليعمل فى المركز القومى السينمائى كمخرج محترف فقدم أفلاما متعددة ومهمة عبرت بالسينما الإفريقية حواجز الدول والقارات مثل جينمبا (الطاغية) الذى حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان لوكارنو السينمائي، وجائزة أحسن فيلم روائى طويل بمهرجان ميلانو للسينما الإفريقية وجائزة الحصان بمهرجان فيسباكو بواجادوجو عام 1996. وفى هذا الفيلم الذى يعكس واقع عدة دول إفريقية، تناول «سيسوكو» قصة زعيم القبيلة «جيمبا» الذى يتحكم فى رعاياه مستخدما الدهاء والسحر حتى يخلفه ابنه القزم «جنجوين». عاد «سيسوكو» ليحصد مرة أخرى جائزتى «فيسباكو» و«ميلانو» عام 2000 عن فيلمه «سفر التكوين» الذى عكس به صراع العشائر الإفريقية فى قصة مستوحاة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام. لم يمنع تفوق «سيساكو» السينمائى المتوالى من أعمال حققها لنفسه ولغيره من السينمائيين الشباب من خلال شركته «كورا فيلم» من دخول مجال السياسة فيصبح رئيسا لحزب التضامن الإفريقى للديمقراطية والاستقلال ثم وزير اللثقافة فى حكومة أحمد محمد أغ حمانى عام 2002 ثم حكومة عثمان مايغا إيسوفى حتى استقال عام 2007. وخلال فترة عمله السياسى لم يقدم «سيسوكو» أفلاما جديدة لانشغاله من ناحية وعدم التلاؤم بين الوقوف خلف الكاميرا وداخل مكاتب الحكومة لكنه كان يحرص دوما على حضور مهرجان أيام قرطاج السينمائية فى تونس وعلى دعم مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية منذ ولادته عام 2012 وذلك فى كل محفل يحضره لأهمية مهرجان الأقصر فى عودة مصر إلى أحضان جنوب الصحراء على المستويات الإنسانية والسينمائية والسياسية. وقد انتخب شيخ عمر سيسوكوأمينا عاما لاتحاد السينمائيين الأفارقة FEPACI عام 2013 الذى يدعم موقع Africine.com الغاية فى الأهمية للنقد السينمائى فى القارة الأم.