استطاع المخرج الموريتانى عبد الرحمن سيساكو خلال فترة قصيرة أن يصبح من أهم مخرجى افريقيا والعالم بعد أن نجح فى تقديم أعمال هادفة ومتميزة لخدمة المجتمع ومحاربة العنف والتطرف، وآخرها فيلم «تمبكتو» الذى حقق الفوز فى عدد من المهرجانات وحصل على العديد من الجوائز وآخرها مهرجان «فيسباكو» السينمائي، وكذلك جائزة «سيزار» أهم جوائز فرنسية فى السينما، كما نافس على جائزة الأوسكار. «الأهرام» التقت المخرج الموريتانى فى حوار خاص. مارد فعلك بعد تردد انباء عن منع الفيلم من العرض فى مهرجان «فيسباكو» بسبب تهديدات الجماعات المتشددة ؟ ►لم يحدثنى أحد مطلقا عن حدوث أى مشكلة بخصوص منع الفيلم من العرض وقصة الفيلم الاساسية كانت خدمة وحماية الاسلام ، والحمد لله أنا سعيد بعرض الفيلم خلال المهرجان. هل كنت تتوقع فوز فيلمك بعدة جوائز بمهرجان «فيسباكو» وعدم حصولك على الجائزة الكبري؟ ►لجان «التحكيم» هى التى تمنح الجوائز، وفوز الفيلم المغربى «حمي» لهشام عيوش أسعدنى لأن الفائز هنا قارة أفريقيا، والحمد لله فقد حصد فيلمى العديد من الجوائز ومنها جائزة «سيزار»، كما حصل على جائزتى أفضل ديكور وأفضل موسيقى خلال مهرجان «فيسباكو» ، كما أن الفيلم قادر على حصد جوائز أخرى. ماهو شعورك بعد فوز فيلم «تمبكتو» بجائزة «سيزار» الفرنسية؟ ►الحقيقة أننى سعدت جدا بهذه الجائزة خاصة أنه أول فيلم أفريقى يحصد هذه الجائزة التى أهديتها إلى قارة افريقيا كما أجدد شكرى للسينما الفرنسية التى منحتنى الفرصة للمشاركة بالعمل فى «سيزار» والحصول على هذا الكم من الجوائز والذى يؤكد أن فرنسا بلد يساند الحريات ويرفض العنف والتطرف فى أى مكان بالعالم. ماذا عن مشاركتك فى مهرجان «الاقصر للسينما الأفريقية»؟ ►لقد تلقيت دعوة للمشاركة فى مهرجان الاقصر للسينما الافريقية، ووافقت على المشاركة فى افتتاحية المهرجان بفيلم «تمبكتو» الذى أتمنى أن ينال رضا الجمهور المصرى العاشق للسينما وأن يكون بداية تواصل للمشاركة فى المهرجانات المصرية خلال الفترة المقبلة هل يمكن ان تقوم بإخراج فيلم مصرى عن سماحة الاسلام؟ ►حتى أقوم بالمشاركة فى فيلم مصرى يجب التفكير مرتين قبل الاقدام على هذه الخطوة لكننى أرحب بالتعاون مع المصريين، لأن مصر لديها إنتاج سينمائى على أعلى مستوى ولكن كما قلت قبل الدخول فى السوق المصرية يجب أن افكر جيدا لتقديم عمل متميز ، أما المشاركة فى فيلم عن سماحة الإسلام فهو فرصة لى وأتمنى مشاركة المصريين فى مثل هذا الفيلم لأنه سيضيف لخبرتى وأعمالى وسيسهم فى التعبير عن سماحة الإسلام. الافلام الافريقية تشارك فى الاوسكار وآخرها «تمبكتو» ولكنها لا تفوز بجوائز فهل ذلك بسبب رؤية غير منصفة للأفارقة؟ ►غالبية الناس التى تقوم بالتصويت وأعضاءلجنة التحكيم يكونون من أمريكا بمعنى أنهم لا يقبلون حكاماً أجانب، لذلك فانفتاحهم على الافلام الأخرى غير الامريكية يكون صعباً وعلى سبيل المثال الفيلم الذى فاز بالجائزة هو فيلم بولندى بالطبع هو اقرب لوجهة النظر الامريكية من الفيلم الافريقي. وماذا عن تجاربك السينمائية الجديدة ؟ ►هناك سيناريو كان قد تم عمله قبل فيلم «تمبكتو» وأنا حاليا أقوم باستكماله ليكون جاهزاً للعرض والمشاركة فى المهرجانات خلال الفترة المقبلة. هل فكرت بالتعاون مع بعض السينمائيين الموريتانيين فى اقامة مهرجان سينمائى فى موريتانيا ؟ ►نعم الفكرة موجودة وسوف نسعى لتنفيذها خلال الفترة المقبلة من أجل عرض المنتج السينمائى الموريتانى على العالم واكتساب مزيد من الخبرات، خاصة وأن الفن هو منارة الشعوب. ►عبدالرحمن فى سطور ولد المخرج عبد الرحمن سيساكو فى موريتانيا وتعلم فى مالى ودرس الإخراج السينمائى فى روسيا، ثم استقر فى باريس، حيث قام بإخراج 4 أفلام هى «الحياة على الأرض» فى عام 1998، و«فى انتظار السعادة» فى عام 2002، و«باماكو» فى عام 2006، وأخيرا «تمبكتو» وحصل على جوائز عالمية.