قررت مفوضية الانتخابات السودانية التعددية التي بدأت أمس الأول تمديد عملية الاقتراع ليومين آخرين, وذلك في الوقت الذي طالبت فيه الحركة الشعبية لتحرير السودان بتمديد الانتخابات لأربعة أيام إضافية بسبب حالة الارتباك التي سادت مراكز الاقتراع أمس. خصوصا بدء التصويت في العديد من المراكز في الجنوب وعدم قدرة الناخبين علي التعرف علي أسمائهم في الكشوفات في منطقة يعاني70% من سكانها من الأمية. وقد أقرت المفوضية القومية للانتخابات في السودان بوجود أخطاء فنية في عملية الاقتراع باليوم الأول للانتخابات, وقالت إنه تم بعض الخلط في توزيع بطاقات الاقتراع في26 مركزا من مراكز الاقتراع وأنه تم تصحيح هذا الخطأ بإعادة توزيع البطاقات الصحيحة الي المراكز المعنية. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية( بي.بي.سي) في تقرير لها من الخرطوم, إنه برغم حدوث تجاوزات فإن الانتخابات سارت حتي أمس في هدوء ولكن ليس بانتظام كامل, حيث لم تحدث أي اختراقات أمنية تعيق سير الانتخابات, إلا أن هناك عددا من الشكاوي فيما يخص بعض التأخر في مراكز الاقتراع. وأضافت أنه كان هناك تأثير واضح لمقاطعة بعض أحزاب المعارضة للانتخابات, خاصة في بعض مراكز الاقتراع في منطقة الحاج يوسف بالخرطوم التي توجد فيها نسبة كبيرة من الجنوبيين من أتباع الحركة الشعبية, حيث لم يكن هناك أي تمثيل للحركة الشعبية في هذه اللجان, الأمر الذي يؤكد أنه توجد مقاطعة للانتخابات في الشمال والاقتصار علي خوضها في المناطق الجنوبية. من جانبه, دعا حسن الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي, السودانيين للتصويت في الانتخابات لتحديد مصير البلاد ومصيرهم, وقال الترابي إن اضطرابات كثيرة صاحبت عملية الانتخابات في الطباعة والنقل وتعريف الشخصيات, وتابع, إن السودان به عدد كبير من المثقفين وموظفي الخدمة العامة كان يمكن أن يوظفوا ويدربوا لتكون عملية الانتخابات أفضل, وأضاف بعد ادلائه بصوته بالجيف غرب أمس, ان غالبية أهل السودان لا يحملون بطاقات هوية, وجدد القول إن الانتخابات الحالية ليست كاملة ومثالية, ووصفها بأنها مبتدأ, وقال إن ولاء الناس لبعض القوي السياسية أصبح واهيا وانقطع التواصل, ما قد يدفع جزءآ من مؤيديها للتصويت لآخرين, واستغرب الترابي ما وصفه ب( الأرجحة) في رأي الحركة الشعبية, وإعلان أحزاب لانسحابها في آخر الشوط الذي اعتبره وقت العزيمة والتوكل والإقدام, وأضاف أن وقت التقدير والأخذ والرد كان يجب أن يكون باكرا. بينما اتهم مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل لمنصب الوالي بالولاية الشمالية أبوالحسن فرح, حزب المؤتمر الوطني بالعمل الجاد لتزوير الانتخابات وبإصدار شهادات سكن مزورة كوثائق للمواطنين. بدوره حمل الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني فتحي شيلا المفوضية القومية للانتخابات مسئولية ما بدا من ارتباك وقع في بداية عملية الاقتراع, وقال إن من أخطائها ما قد يصيب الكل. من جهتهم, اعتبر مراقبون دوليون أن الأخطاء التي وقعت في بعض ولايات السودان لا ترقي الي مستوي عرقلة العملية الانتخابية. وقال الأمين العام لمنظمة بان افريكان لمراقبة الانتخابات غراندا فادا إن معظم هذه المشكلات اللوجستية, وكان بالإمكان تفاديها لو كانت هناك تحضيرات جيدة. من جهته, قال الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر وهو يترأس مركزا لمراقبة الانتخابات إن العملية الانتخابية تسير سلسة حتي الآن, برغم بعض المعوقات الصغيرة التي شابتها. وأثني كارتر علي عمل المفوضية الانتخابية, وقلل من أثر التأخر بنقل بعض المعدات اللازمة للعملية الانتخابية, مشيرا الي أنه مازال أمام المفوضية أيام عمل لتدارك هذه الأخطاء.