أعلنت لجنة الانتخابات السودانية تمديد التصويت لمدة يومين في الوقت الذي واصل الناخبون السودانيون الإدلاء بأصواتهم امس لليوم الثاني علي التوالي لاختيار رئيس للبلاد وبرلمان ومجالس للولايات في أول انتخابات تعددية يشهدها السودان منذ 1986 وتعتبر محطة مهمة في اطار اتفاق السلام الذي ينص علي تنظيم استفتاء بشأن استقلال جنوب البلاد مطلع العام المقبل.. وفتحت مراكز الاقتراع في موعدها في الساعة الثامنة صباحا في العاصمة السودانية في حين تاخرت بعض المراكز في جوبا عاصمة جنوب السودان في فتح ابوابها امام الناخبين بسبب مشاكل فنية كتأخر وصول بطاقات الاقتراع. ولم تسجل حوادث امنية تذكر في اي من الولايات السودانية منذ بداية عملية الاقتراع المقرر ان تنتهي اليوم. لكن حالة الارباك التي شهدتها امس الاول مراكز الاقتراع في الجنوب وكذلك في الشمال دفعت الحركة الشعبية لتحرير السودان الي الدعوة الي تمديد الانتخابات لاربعة ايام ليصبح اجمالي فترة العملية الانتخابية سبعة ايام. وقالت الحركة انها رصدت تجاوزات قد تصل الي حد التزوير في ولاية واحدة علي الاقل في الجنوب. واعلن والي الخرطوم العضو في حزب المؤتمر الوطني الحاكم عبدالرحمن الخضر ان هناك احتمالا لطلب تمديد فترة الانتخابات ثلاثة ايام اضافية بسبب حالة الارتباك التي سادت مراكز الاقتراع امس الاول. واقرت المفوضية القومية للانتخابات امس الاول بوقوع "اخطاء فنية" تمثلت في تأخر وصول بطاقات الاقتراع الي 26 مركزا في ولاية الخرطوم.. قبل إعلان تمديد النتخابات ليومين ذكرت المفوضية انها قررت تمديد ساعات التصويت امس واليوم الثلاثاء في ولاية النيل الابيض حيث بدأ التصويت قبل ساعتين من موعد اغلاق الصناديق في السادسة مساء بسبب خطأ في رموز مرشحي الولاية. وأكدت المفوضية أنها عالجت هذه الأخطاء في جميع ولايات السودان.. وذكرت الشبكة السودانية للانتخابات والديمقراطية التي تتابع الانتخابات في تقريرها عن اليوم الاول للاقتراع ان نحو خمسين مركزا لم تجر فيها الانتخابات امس الاول. كما رصد مندوبو حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي "مئة اختراق في مختلف ولايات السودان". وفي ولاية كسلا في الشرق حيث لم يتم التصويت نهائيا في سبعة مراكز ريفية، قال مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض لمنصب الوالي مجذوب ابو موسي انه تم اعادة فتح المراكز لكن بعد تغيير مقراتها مما احدث ارباكا لدي الناخبين، واعتبر ذلك "عملية مقصودة للتأثير علي النتيجة".وفي الفاشر، عاصمة شمال دارفور تمكن الناخبون في مخيم ابو شوك للنازحين من الادلاء باصواتهم منذ الصباح بعد ان تاخر التصويت امس الاول لاسباب فنية.ولم تسجل سوي نسبة ضئيلة من النازحين في كشوفات الناخبين بسبب مخاوفهم من ان يؤدي ذلك الي تثبيتهم في المخيم وفقدانهم حقهم في العودة الي ديارهم التي هجروا منها بسبب النزاع المسلح الدائر منذ 2003 في ولايات اقليم دارفور الثلاث غرب البلاد. وقال المتحدث باسم رئيس بعثة الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي نور الدين المزني انه لم تسجل اي خروقات امنية في اقليم دارفور عموما منذ بدء عملية الاقتراع. ومن المقرر ان يتوجه رئيس البعثة ابراهيم جمبري الي اثنين من مخيمات النازحين، دار السلام وابو شوك، قرب الفاشر في زيارة نادرة لتفقد سير عملية الاقتراع فيهما. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين 16 مليونا في انحاء السودان، ولم تصدر مفوضية الانتخابات معلومات بشأن نسبة المشاركة في اليوم الاول.لكن تحالف منظمات المجتمع المدني العاملة في الانتخابات (تمام) قال ان مندوبيه قدروا نسبة الاقبال في اليوم الاول باقل من 20 في المائة.كما أشار إلي سقوط أسماء مرشحين من القوائم وخصوصاً علي مستوي انتخابات الولاة، أو الخلط بين أسماء ورموز المرشحين، أو بين مواد الدوائر. وكمثال علي ذلك اكدت ان خمسة مراكز في مدينة بور سودان علي البحر الاحمر لم تجر الانتخابات فيها امس الاول، وان ثلاثة جرت فيها الانتخابات فقط علي مستوي الرئيس والوالي، وان اخري بدأ فيها التصويت في الرابعة مساء. ومن جانبه وصف الرئيس الامريكي الأسبق جيمي كارتر الذي يقوم مراقبون من المركز الذي يحمل اسمه بمراقبة الانتخابات التصويت في اليوم الاول بأنه كان يجري بسلاسة علي الرغم من وجود بعض العقبات البسيطة. وحذر كارتر من أن انهيار الانتخابات في السودان واتفاق السلام الشامل المرتبط بها يمكن أن يشعلا حربا دينية علي المستويين الوطني والإقليمي. واستبعد كارتر فوز الرئيس السوداني عمر حسن البشير من الجولة الأولي في الانتخابات الرئاسية مما سيحتم إجراء جولة ثانية.وقال كارتر"إذا لم يحصل أحد علي الأغلبية المطلقة فستجري جولة إعادة في مايوالمقبل و هذا مرجح بدرجة كبيرة". وإذا لم يحصل أي مرشح للرئاسة علي أكثر من 50٪ من الأصوات، فسيتواجه المرشحان الحاصلان علي أعلي الأصوات في جولة إعادة تستمر يومين في العاشرمن مايوالمقبل. واعتبر المرشح المستقل للانتخابات الرئاسية السودانية كامل إدريس إن صورة السودان "مشوهة" مشيرا الي ان تحسين صورة البلد علي المستويين الإقليمي والدولي تأتي في مقدمة اولوياته.