شكلت «الموسيقي» فى حياة الفراعنة أهمية كبيرة، فمن يتأمل صورهم على جدران المعابد، يعرف أنها كانت تستخدم فى شتى نواحى الحياة، أثناء العبادة والصلاة، وفى الأفراح ومراسم تشييع الجثمان، وفى الحياة اليومية للتسلية والطرب، أى فى جميع المناسبات، وكانوا يدركون جيدا قيمتها وفوائدها النفسية المختلفة. فنرى فى المعابد، الموسيقى فى غرفة النوم، وأثناء الصيد، وأثناء جمع المحاصيل الزراعية، من بينها على سبيل المثال اللوحات الفرعونية الموجودة على جدارية معبد الأقصر التى ترجع لعصر توت عنخ آمون الأسرة 18 فى الدولة الحديثة حيث نرى لوحة لأم تُرضع طفلها وعلى مقربة منها مغنى وعازف هارب، فقد كانوا يعتبرون أن الموسيقى وسيلة لإدرار اللبن حيث توفر الهدوء للطفل وللأم أيضا. هناك لوحات فرعونية تبرز الآلات الموسيقية وأشكالها، حيث يظهر الفراعنة وهم يمسكون آلاتهم الموسيقية ومن بينها الهارب والناى وآلات النفخ، وآلة الكنار، والقيثار. فالحضارة المصرية القديمة عرفت كل فصائل الآلات الموسيقية التى نعرفها اليوم سواء كانت آلات وترية أو آلات نفخ أو آلات إيقاعية، باستثناء الآلات الوترية ذات القوس، فلم تعرفها الحضارة المصرية القديمة. جاء كل ذلك خلال ندوة أقامها المجلس الأعلى للثقافة، بعنوان «الموسيقى الفرعونية ما لها وما عليها»، أمس الأول تحدث فيها د.خيرى الملط مؤسس المشروع القومى لإحياء الموسيقى المصرية القديمة، ود.سيد شحاتة أستاذ علم الجمال الموسيقى بالمعهد العالى للموسيقى العربية.