حول الفن المصرى القديم ومناظر الموسيقيين وهيئات الآلات الموسيقية فى مصر وبلاد النهرين حصلت الباحثة منى غريب يوسف على درجة الماجستير من كلية الآثار جامعة القاهرة بتقدير امتياز مع التوصية بالطبع والتبادل بين الجامعات المصرية. الرسالة العلمية والتى تناولت الفترة من الألف الثالثة حتى نهاية القرن العاشر قبل الميلاد ناقشتها لجنة التحكيم المكونة من الدكتور أحمد محمد سعيد أستاذ مساعد بقسم الآثار المصرية بكلية الآثار – جامعة القاهرة- مشرفًا - الأستاذ الدكتور محمد صلاح الخولى – أستاذ متفرغ بقسم الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة – عضوًا ورئيسًا- الأستاذ الدكتور محمد الشحات شاهين أستاذ حضارة مصر والشرق الأدنى ورئيس قسم الآثار والحضارة - كلية الآداب - قسم الآثار – جامعة حلوان – عضوًا. أكدت الرسالة على أن الموسيقى تعد المقياس الحقيقي لثقافة وحضارة أي شعب من الشعوب، فكلما ارتقت أمة وتحضرت، ارتقت معها أغانيها وألحانها ورقصاتها. وقد تميزت الموسيقى في حضارات الشرق الأدنى القديم بمكانة كبيرة، حيث كانت تتوغل في كافة جوانب الحياة الدينية والدنيوية، فقد كانت الموسيقى واحدة من أهم موضوعات الحياة اليومية التي اهتم المصري القديم بتصويرها على جدران مقابره، ومعابده، وآثاره المختلفة؛ على أمل الاستفادة والتمتع بها في حياته الأخرى، حيث لعبت تلك الفنون من موسيقى ورقص وغناء وما يرتبط بها من أشكال الآلات الموسيقية دوراً هاماًّ وحيوياًّ في أداء الطقوس والعبادات وفى المآدب والانتصارات العسكرية والاحتفالات الدينية والملكية، فلم يكن هناك احتفال في مصر القديمة يمكن أن يكتمل بدون موسيقى ورقص؛ لذا فقد ارتبطت الموسيقى ارتباطاً وثيقاً بالحياة اليومية عند المصري القديم. كما تُعد الموسيقى مظهراً هاماًّ من مظاهر حضارة بلاد النهرين صاحبت سكانه عبر كافة عصورهم. ومن المناسبات الهامة التي تقدم فيها الموسيقى بناء معبد جديد أو تجديد معبد قديم، حيث تأثرت حضارة بلاد النهرين بالدين، كما ارتبطت الموسيقى في بلاد النهرين بالرياضة والانتصارات العسكرية والرقص. ومن هنا تتناول تلك الدراسة سمات وخصائص الحياة الموسيقية في المجتمع المصري والعراقي القديم من خلال المناظر وتحليلها، ودراسة أشكال وهيئات الآلات الموسيقية في كليهما، وذلك في الفترة من الألف الثالث وحتى نهاية القرن العاشر قبل الميلاد، حيث قُسمت إلى ثلاثة أبواب مسبوقة بتمهيد ومقدمة تتناول موقع وطبيعة كل من مصر وبلاد النهرين مما لهما من أثر عظيم في حضارتيهما، مع عرض جدول للحقب التاريخية لكلتا الحضارتين، كما تتناول أقدم دلالات وإشارات للموسيقى في العالم ومنها مصر القديمة وبلاد النهرين. ويأتي الباب الأول بعنوان (الموسيقى في مصر القديمة) وينقسم إلى ثلاثة مباحث أولها مقدمة عن الموسيقى في مصر القديمة والتي تتضمن معبودات الموسيقى مثل المعبود بس والمعبودة حتحور وغيرهما، ثم التربية الموسيقية، والرؤية في وجود السلم الموسيقي، والمكانة الاجتماعية للموسيقيين وفئاتهم، ومكانة المرأة في الحياة الموسيقية، ثم أشهر الموسيقيين في مصر القديمة. والمبحث الثاني يتناول أشكال وهيئات الآلات الموسيقية في مصر القديمة من خلال عرض مقدمة في البداية عن الآلات الموسيقية ثم تصنيف الآلات الموسيقية إلى الآلات الإيقاعية غير المصوتة بذاتها (الجلدية أو ذات الرق) وتضم الدف بنوعيه المستدير والمستطيل ثم الطبل وتضم نوعين: الطبلة ذات الشكل البرميلي، الطبلة الكاسية (الدربوكة)، ثم الآلات الإيقاعية المصوتة بذاتها، وتضم آلات الصنج، والمصفقات ثم السيستروم بنوعيه الناووسي والمقوس، ثم الشخاليل أو الخرخاشات، ثم آلات النفخ وتنقسم إلى آلات نفخ خشبية وتضم الناي، والمزمار المزدوج الملتصق، والمزمار المزدوج المتباعد ثم آلات النفخ النحاسية وتضم آلة البوق، وأخيراً الآلات الوترية وتضم آلات الهارب بأنواعه (الهارب الجاروفي والهارب المغرفي والهارب المقوس والهارب المركبي الكبير والهارب الزاوي)، ثم القيثارة بأنواعها مثل القيثارة غير المتماثلة والقيثارة العملاقة، وأخيراً آلة العود. ويأتي المبحث الثالث ليتناول المناظر الموسيقية في مصر القديمة من خلال تصنيف مناظر الموسيقى إلى موضوعات تبعاً لاستخداماتها وتحليلها، وتتبعها تتبعاً تاريخياً ومن ثم اكتشاف سماتها وخصائصها، وما كان يستخدم فيها من آلات، والمتمثلة في: مناظر الموسيقى والمآدب ثم مناظر الموسيقى الدينية الفردية حيث العزف أمام المعبودات ومناظر الاحتفالات الدينية كعيد الوادي والأوبت، والاحتفالات الملكية كالاحتفال بعيد الحب سد للملك أمنحتب الثالث، ثم مناظر الموسيقى العسكرية والاحتفالات بالنصر، ثم مناظر الموسيقى والرقص، ثم مناظر الموسيقى الهزلية، ثم مناظر الموسيقى والحياة اليومية، مناظر العزف المنفرد وتتضمن مناظر عازف الهارب الأعمى المنفرد كعازف الهارب الأعمى. أما الباب الثاني فيتناول (الموسيقى في بلاد النهرين) وينقسم إلى ثلاثة مباحث، الأول مقدمة عن الموسيقى في بلاد النهرين والتي تتضمن نبذة عن معبود الموسيقى (إنكي بالسومرية وإيا بالأكادية)، ثم التربية الموسيقية، والرؤية في وجود السلم الموسيقي، وأصناف الموسيقيين ومكانتهم الاجتماعية. ويتناول المبحث الثاني أشكال وهيئات الآلات الموسيقية في بلاد النهرين من خلال عرض مقدمة في البداية عن الآلات الموسيقية ثم عرض الآلات الإيقاعية غير المصوتة بذاتها (الجلدية أو ذات الرق) وتضم الدف بنوعيه المستدير والمربع ثم الطبل بأنواعه من الطبل المستدير الكبير، والطبل الكاسي (النقارية)، والطبل على هيئة الساعة الرملية، ثم الآلات الإيقاعية المصوتة بذاتها وتضم آلات الصنج، والمصفقات، والصلاصل، والشخاليل أو الخرخاشات، ثم آلات النفخ وتنقسم إلى آلات نفخ خشبية وتضم الناي، والقرن والمزمار المزدوج المتباعد ثم آلات النفخ النحاسية وتضم آلة البوق، وأخيراً الآلات الوترية وتضم آلات الهارب مثل الهارب المقوس والهارب الزاوي الرأسي والهارب الزاوي الأفقي، ثم آلة القيثارة وأخيراً آلة العود. ويأتي المبحث الثالث ليتناول المناظر الموسيقية في بلاد النهرين والمتمثلة في: مناظر الموسيقى والمآدب مثل منظر على لوح نذري يمثل مأدبة في مركب، ثم مناظر الموسيقى الدينية مثل منظر يمثل مراسم تأسيس معبد للمعبود ننجرسو بمصاحبة الموسيقى، ثم مناظر الموسيقى العسكرية والاحتفالات بالنصر مثل منظر السلام على راية أور والذي يتضمن عازفًا على قيثارة ومغنية، ثم مناظر الموسيقى والرقص، ومناظر الموسيقى الهزلية مثل المنظر الموجود على صدر الصندوق الصوتي لقيثارة أور، ثم مناظر الموسيقى والرياضة مثل منظر لرياضة المصارعة بمصاحبة العزف على الهارب على لوح نذري، وأخيراً مناظر العزف المنفرد. ويقارن الباب الثالث والأخير بين الموسيقى في مصر القديمة وبلاد النهرين من خلال مبحثين بحيث يتناول المبحث الأول المقارنة بين الآلات الموسيقية من خلال تحليل الآلة عن طريق تتبعها عبر العصور التاريخية في كليهما ومعرفة أقدم ظهور لها، وعرض آراء العلماء حول انتقال الآلة من مصر القديمة إلى بلاد النهرين أو العكس نتيجة التأثير والتأثر فيما بينهما، بالإضافة إلى معرفة المناسبات التي استخدمت فيها الآلة، وماهية العازفين عليها إذا ما كانوا رجالاً أو نساء أو كليهما، وطريقة العزف عليها، إذا كان وقوفاً أو جلوساً أو بالجثو على إحدى الركبتين، وطريقة مسكها والعزف عليها من خلال وضع الأيدي عليها، وأخيراً الآلات المصاحبة لها، إما أنه كان يتم العزف عليها بمفردها، أو ظهورها مع آلات أخرى. بينما يتناول المبحث الثاني المقارنة بين المناظر الموسيقية من حيث تشابه أو اختلاف المناظر واستخدامات الموسيقى في كليهما، بعد تقسيم مناظر الموسيقى إلى موضوعات في الأبواب السابقة، وتتم المقارنة من خلال: 1- الموضوع وتركيبته: من حيث فكرة الموضوع، ونوع العازفين وعددهم وأوضاعهم، والآلات المصاحبة، وأقدم ظهور لهم. 2- التحليل الفني للمناظر: والذي يتطلب تعريف أهم العناصر والقيم الفنية التشكيلية المبني عليها تحليل العمل الفني مثل: الخطوط، والألوان، والنسب التشريحية والمنظور، والسيمترية، والتراكب، والسيادة بالمنظر، والحركة والثبات، ومن ثم تطبيقها على النماذج المختارة من المناظر الموسيقية في كل من مصر القديمة وبلاد النهرين. أخيرًا الجدير بالذكر أن الموسيقى والآلات الموسيقية فى هذه العصور البعيدة تكشف عن التقدم والرقى من خلال الحس الراقى والمرهف، كما تكشف عن الرفاهية التى كان يعيشها القدماء فى مصر وفى بلاد النهرين بجانب ما تركوه لنا؛ مما يدل على التقدم العمرانى والعلمى فى كل المجالات، وهو ما يكشف بالمفهوم المعاكس أن الدول التى تزعم أنها متقدمة لم تصل إلى مثل هذه الحضارات، وتدلل أيضًا على أن "بني إسرائيل" كانوا مجرد سبايا وعبيد وخدم لا علاقة لهم بالحضارات، وإلا كانوا قد تركوا ما يدل عليها، ولكنهم يحاولون سرقة الحضارات من خلال تزييف التاريخ. أخبار مصر – تقارير - البديل الفن الراقي يؤكد تقدم حضارتنا القديمة فى وقت كانت الأمم الأخرى مجهولة الرسالة تدلل على أن "بني إسرائيل" كانوا عبيدًا، ولا علاقة لهم بالحضارة، إلا كانوا قد تركوا ما يدل عليها