بعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية فى الساعات الأولى من فجر الأربعاء المقبل ستتجه الأنظار إلى فريق المرحلة الانتقالية ثم إلى الأسماء التى سوف تتضمنها التعيينات السياسية التى سيقوم بها الرئيس الأمريكى الجديد بتحديدها قبل دخوله البيت الأبيض فى 20 يناير المقبل. بالنسبة لدول العالم الأخرى يهتم صناع القرار بالشخصيات التى ستكون مسئولة عن السياسة الخارجية وسياسات الأمن القومى الأمريكى بإعتبار أن الشخصيات فى تلك المواقع تترك أثرا مهما على صناعة القرار فى المكتب البيضاوي. وقد لجأت المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون إلى مستشارين متمرسين فى قضايا السياسة الخارجية ومن الأسماء المعروفة فى واشنطن فى السنوات العشرين الأخيرة على الأقل وكثير منهم عملت معهم فى مواقع عديدة، وهو ما يراه البعض مؤشرا على قدرة هيلارى فى حال فوزها بالرئاسة على تقديم رؤية متماسكة وبشكل أسرع من منافسها الجمهورى دونالد ترامب. كما أحاطت كلينتون نفسها بعقد فريد من نجوم السياسة الأمريكية فى الربع قرن الأخير مثل مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأسبق والسناتور تيم كين العضو البارز فى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ قبل أن تختاره نائبا لها وليون بنتييتا وزير الدفاع الأسبق وهو سبق أن اتهم أوباما بعدم القدرة على حقن الدماء فى سوريا وميشيل فلورنوى مساعد وزير الدفاع التى كانت قد اقتربت من منصب الوزير إلا أنها غادرت موقعها إلى مركز أبحاث معروف قبل أعوام قليلة. كما يقدم توم دونيلون مستشار الأمن القومى فى بداية حكم أوباما مشورات لهيلارى كلينتون وهو يحظى باحتفاء الأوساط اليهودية لعلاقته القوية بإسرائيل. وتتسع الدائرة المحيطة بكلينتون لتضم العشرات وربما المئات ممن يسعون لتقديم المشورة للحملة الانتخابية على أمل أن يجدوا مواقع متقدمة فى تعيينات الإدارة الجديدة وهو امر معتاد فى واشنطن. وحول الشرق الأوسط، يوجد قرابة خمسة أسماء معروفة قدمت استشارات مباشرة للمرشحة الديمقراطية على رأسهم الدبلوماسى جاك سوليفان ولورا روزنبيرجر، يعملان بشكل كامل مع الحملة، والآخرون يعملون مع مجموعات استشارية ويقومون بكتابة أوراق السياسات المطلوبة للمرشحة. وترجح مصادر متعددة فى واشنطن أن يكون منصب مستشار الأمن القومى من نصيب سوليفان المستشار السابق لحملة هيلارى فى 2008 ونائب رئيس الفريق العاملين معها فى الخارجية. وتقول المصادر أن الرجل لعب دورا مهما فى المفاوضات حول الاتفاق النووى مع إيران وهو صاحب مواقف متشددة فى التعامل مع الإيرانيين ويعتبر طهران راعية للإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط. ويكشف سوليفان عن رؤيته المستقبلية لموقعه القادم فى حوار مع صحيفة تصدر عن جامعة «يل» قبل شهور قليلة حيث تحدث عن المبادئ الأساسية التى يعتنقها بالقول «فى فضاء السياسة الخارجية، المبدأ الأساسى الخاص بى هو أن المشروع الأساسى للسياسة الخارجية الأمريكية على مدى العقدين المقبلين هو التأمين والحفاظ على الزعامة العالمية الأمريكية، لأننى أؤمن إيمانا عميقا بأن عالم تتصدر الولاياتالمتحدة قيادته هو عالم ينتهى بالجميع إلى حال أفضل. وبالتأكيد حيث تتم حماية المصالح الامريكية والقيم، ولكن أين حماية أيضا مصالح وقيم أصدقائنا فى جميع أنحاء العالم». ويملك سوليفان خبرة فى قضايا المياه ومن بينها الوضع فى حوض نهر النيل ويرى أن مشكلة موارد المياه ستصبح المشكلة الأخطر التى تتهدد العلاقات الدولية. الشخصية الثانية المؤثرة فى فريق السياسة الخارجية فى حملة هيلارى شابة فى ال 35 من العمر تدعى لورا روزنبرجر خريجة الجامعة الأمريكية فى واشنطن وتخصصت فى فض المنازعات وعملت فى إدارة الصين فى الخارجية الأمريكية وتعتبر من اصحاب الخبرة الجيدة فى التعامل مع قضية النزاع فى بحر الصين الجنوبى وتحتفى الأوساط اليهودية بها باعتبارها تفخر بروابطها الدينية وقد لعبت دورا فى الرد على ما تردد على لسان ترامب عن المسلمين وقالت فى مناسبات عدة أنه لا يمكن دمغ أكثر من مليار شخص بمثل تلك الاتهامات. الشخصية الثالثة فى صنع سياسات الشرق الأوسط فى حملة هيلارى هو أندرو شابيرو وشغل فى الفترة الأولى لحكم أوباما منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكية للعلاقات العسكرية-السياسية ولعب أدوارا مهمة فى تقليل حدة الأزمة ما بين أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نيتانياهو وأسهم فى حصول إسرائيل على أكبر مساعدات فى تاريخها فى عهد أوباما وخلال تولى كلينتون منصب سيناتور عن ولاية نيويورك شغل شابيرو منصب مستشار الأمن القومى فى مكتبها وقدمت هيلارى التحية له فى أحد كتبها حيث تحدثت عن دوره فى تأمين حصول إسرائيل على طائرات مقاتلة من طراز أف 35 . كما يبرز أسم جيمس شتاينبرج صاحب الخبرة الكبيرة فى الصراع العربي-الإسرائيلى وسبق أن تولى منصب نائب مستشار الأمن القومى فى إدارة بيل كلينتون لمدة دورة واحدة ثم أصبح نائبا لوزير الخارجية الأمريكية فى عهد هيلارى كلينتون. ومن المقربين لهيلارى كلينتون فى الخارجية الأمريكية يبرز اسم تمارا كوفمان ويتس مدير مركز بروكينجز لدراسات الشرق الأوسط والتى عملت تحت إدارة كلينتون أثناء فترة الربيع العربى والتعامل مع متغيرات الأوضاع فى العالم العربى وهى من الأصوات المسموعة داخل الإدارة الأمريكية فيما يخص قضايا المنظمات غير الحكومية وحقوق المرأة فى الشرق الأوسط.