مصر الخير: تشغيل وإنشاء 1000 مدرسة تعليم مجتمعى تضم 28 ألفا و500 طالب بالصعيد ومطروح نسعى لبناء 300 مدرسة جديدة خلال عامين وسنتوجه لسيناء وحلايب وشلاتين يعد التعليم أحد أهم الركائز الأساسية للنهوض بالمجتمعات ومن أولويات الأمن القومي للحد من التطرف الفكري حيث أنه لا سبيل أمام المجتمعات التى تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة إلا الاهتمام بمنظومة التعليم لخلق جيل مبتكر ومبدع ومنتج لينافس دولياً. وتعتبر ظاهرة التسرب من التعليم فى محافظات صعيد مصر والمحافظات الحدودية هى الأخطر نظرا لتكوين الخبرات السلبية للأطفال المتسربة من التعليم الناتجة عن المواقف التى يواجهونها بصورة يومية بدون توافر الناحية التعليمية التى تضيف القيمة الابتكارية للأفكار والتصرفات باختلاف أعمارهم. ومع تعدد القضايا التى تختلف من مجتمع لآخر وفقًا للظروف الثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، فالتسرب يعد إهدارًا للموارد البشرية والمجتمعية مما ينعكس على معدلات التنمية البشرية؛ لذا من المهم تضافر جهود جميع الأطراف المعنية للعمل على التصدي لهذه المشكلات، واتخاذ كافة التدابير اللازمة للحد من الاثار السلبية لتلك الظاهرة. ونظراً للمسئولية الأدبية التي تقع على عاتق مؤسسة مصر الخير كإحدى مؤسسات المجتمع المدني والمتمثلة في إيجاد حلول غير تقليدية لمشكلات المجتمع فقد تبنت المؤسسة – قطاع التعليم- منظومة التعليم المجتمعي كوسيلة لحل مشكلتي عدم الالتحاق بالتعليم والتسرب من التعليم من أجل دعم العملية التعليمية في مصر. لذا فان مؤسسة مصر الخير قد بنت استراتيجيتها في علاج هذه المشكلة من خلال استيعاب الاطفال المتسربين وغير الملتحقين (من سن 6 الى 14 سنة) في مدارس مجتمعية متميزة واتاحة فرص تعليمية ذات جودة عالية لهم وتأهليهم للالتحاق بالمرحلة الاعدادية. وعن فكرة مدارس التعليم المجتمعي ، تقول حنان الريحانى رئيس قطاع التعليم بمؤسسة مصر الخير، أن الهدف من إنشاء مدارس التعليم المجتمعي هو إتاحة فرص تعليمية ذات جودة عالية للأطفال الذين لم يلتحقوا بالتعليم الأساسي، أو الذين تسربوا منه، بالمناطق المحرومة أو النائية بصعيد مصر والمحافظات الحدودية ، ومد الخدمة التعليمية للمناطق الأكثر احتياجاً خاصة في العزب والنجوع، ومقاومة بعض العادات والتقاليد التي تحد من تعليم الأطفال، وإعطاء فرصة ثانية لمن تسرب من التعليم الأساسي للعودة مجدداً إلي العملية التعليمية، وزيادة مشاركة المجتمع المحلي ودعمه للتعليم المجتمعي في المجتمعات التي نعمل بها. وأشارت إلي أن المدارس المجتمعية تعتبر موازية لمدارس التعليم الأساسي المتعارف عليها، حيث إنها تستهدف الأطفال المتسربين من المدارس الأساسية، لصعوبة التوفيق بين الظروف الخاصة للأطفال ومواعيد المدرسة لاعتماد العديد من الأسر على أطفالهم فى أعمال الفلاحة وزيادة دخل الأسرة نظرا لعدم قدرة الأهالى علي تحمل نفقات تعليم أولادهم، فضلاً عن طول المسافات بين منازل الأطفال والمدارس التي يمكن لهم أن يلتحقوا بها أو بسبب العادات والتقاليد، التي تمنع البنات من الخروج من المنزل للتعلم. تعمل مدارس التعليم المجتمعي على حل تلك المشكلة حيث يتم انشاؤها في أماكن سكن الأطفال وتجمعهم، بالإضافة إلى تحمل مؤسسة مصر الخير لكافة المصاريف التعليمية واللوجيستية اللازمة لسير العملية التعليمية، وتوفر لهم كافة المستلزمات من الأقلام والكتب والكراسات. ولا يتم إلزامهم بزي مدرسي، بالإضافة إلى توزيع وجبات غذائية شهرية ويومية كحافز لتعليم الأطفال، وذلك من خلال الشراكة بين وزارة التربية والتعليم وبرنامج الغذاء العالمي، والشراكة بين وزارة التربية والتعليم ومؤسسة مصر الخير. وأفادت الريحانى أنه يتم إتباع أسلوب التعلم النشط فى تعليم الأطفال، الذى يعطى الطفل مساحة أكبر فى الاعتماد علي النفس، وجعله يبحث عن مصدر المعلومة بنفسه، موضحة أن المعلمات فى هذا المجال يطلق عليهن ميسرات حيث أن دورهن هو تيسير الحصول علي المعلومات والمعرفة، وتعليم الأطفال الاعتماد علي النفس والثقة في النفس، قائلة :» من خلال مدارس التعليم المجتمعي هدفنا ليس التعلم فقط، وإنما نعدل سلوك الطفل ونعمل على إعادة بناء شخصيته، ونعطي القيم والمبادئ لتنمية الأطفال بالإضافة إلى معايير التربية بشكل سليم قبل تعليمهم، فالطالب يشارك بنفسه ويتعلم مهارات مختلفة بالإضافة إلى السير المنتظم فى العملية التعليمية للحصول على الشهادة التي تؤهله للانتقال للمرحلة التالية من التعليم. وأكدت الريحانى أن أهم ما يميز مدارس مؤسسة مصر الخير للتعليم المجتمعي هي أنها تعمل علي الإتاحة والجودة، من خلال تدريب الميسرات علي التنمية المهنية الكاملة والاهتمام بالطفل والمتابعة الدورية للوقوف علي مستوي الأطفال وتجويدهم، والقيام بالأنشطة لتحسين العملية التعليمية مثل التنمية المهنية، وإدخال الدمج التكنولوجي في المدارس عن طريق استخدام أجهزة الحاسب الآلي واللاب توب والداتا شو، لتعليم الأطفال مهارات الكمبيوتر ودمج التعليم بالتكنولوجيا، بالإضافة الى عمل الأنشطة الرياضية مثل كرة القدم والكاراتيه والتايكوندو وعمل فرق للكشافة وتعليم الموسيقي من خلال تزويد المدارس بالآلات الموسيقية والمدربين، فضلًا عن إدخال برامج اليوسي ماس في 65 مدرسة حتي الآن. وأوضحت أن مشروع التعليم المجتمعي بدأ في عام 2010، ووصل عدد المدارس حتى الآن نحو 1000 مدرسة مجتمعية تضم نحو 28 ألفا و500 طالب وطالبة، وتخرج منها حتى الآن 7000 طالب وطالبة، بمرحلة التعليم الإعدادي ثم التعليم الثانوي. وقالت إن هذه المدارس تمتد في محافظاتالفيوم وبنى سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان وكذلك محافظة مطروح، مشيرة إلى أن هناك خطة للتوسع في المناطق الحدودية، من خلال إنشاء مدارس في سيناء وحلايب وشلاتين، مؤكدة أن الخطة الاستراتيجية تتضمن إنشاء 300 مدرسة أخري خلال العامين المقبلين حسب الاحتياج الفعلى. وأكدت حنان الريحاني أن المناهج التي يتم تدريسها للطلاب والطالبات هي مناهج المدارس الحكومية المعتمدة من وزارة التربية والتعليم، حيث تعمل المدارس وفقا لنظام مرن يتناسب مع احتياجات المجتمع لضمان التزام جميع الأطفال ممن هم في سن الإلزام المدرسي بالذهاب إلى المدرسة وتلقي القدر المناسب من التعليم، فضلًا عن وجود متابعة فنية مستمرة من وزارة التربية والتعليم. وأكدت أنه يتم في تلك المدارس تطبيق برنامج الإسراع التعليمي من خلال دمج عامين دراسيين في عام واحد، حتى يتمكن الأطفال الذين تأخروا في الالتحاق بالتعليم من الالتحاق بالمرحلة الإعدادية في سن مبكرة، حيث يمكن اجتياز المرحلة الابتدائية في 3 سنوات فقط وليس 6 سنوات، إذا سمحت ظروف الطالب بذلك. وأكدت أن معايير إنشاء المدارس هي أن تكون أقرب مدرسة عامة تبعد أكثر من 2 كيلومتر عن المنطقة السكنية المستهدفة، وأن يكون عدد المتسربين أكثر من 30 طفلًا، وأقل من 100 طفل، مشيرة إلى أنه في المناطق النائية يتم قبول الأطفال من سن 6 سنوات، وفي المناطق السكنية من سن 9 سنوات. وأشارت إلي أن مؤسسة مصر الخير تعمل على تنمية الإنسان بشكل كامل من خلال 5 مجالات أساسية وهى التعليم والصحة والتكافل الاجتماعي والبحث العلمي ومناحي الحياة، ولكي تنجح مصر الخير في دورها رأت أنه من الضروري أن تبدأ بالتعليم لأنه أبرز وأهم أنواع الاستثمار في الإنسان، وتقوم مؤسسة مصر الخير بهذا الدور في قطاع التعليم سعياً لسد الفجوة الضخمة بين أعداد الطلاب وبين قلة الإمكانيات المتمثلة في مدارس الدولة، حيث تقوم الدولة ببناء المدارس بمعايير محددة وفقا لخطة وزارة التربية والتعليم، والتي تتطلب وجود أعداد ضخمة من الطلاب والطالبات في القرية أو النجع، وهو ما يضع الأطفال في القرى والنجوع الصغيرة بمأزق أما التعرض لخطر الطرق ومشقة السير لمسافات طويلة من الكيلومترات أو التنازل عن فرصته في التعليم. ومن هنا تجد مؤسسة مصر الخير الدعم الكامل من وزارة التربية والتعليم للتيسير على الأسر التى تسرب أولادها من التعليم نتيجة بعد المسافة بين المدارس العامة وكثير من المناطق السكنية. وأكدت أن التكامل بين مثلث التنمية (القطاع الحكومى القطاع الخاص المجتمع المدنى) هو من أهم الخطوات الجادة لتنمية المجتمعات والارتقاء بها ومن هنا يتحتم علينا أن نتوجه بالشكر لشركاء مؤسسة مصر الخير من القطاع الخاص لدعمهم المستمر لمدارس مصر الخير للتعليم المجتمعى وسعيهم المستمر لتحقيق المسئولية المجتمعية.