وقعت مؤسسة "مصر الخير"، وبنك HSBC بروتوكول تعاون لإنشاء 350 مدرسة تعليم مجتمعى، لتوفير 12 ألف فرصة تعليمة للأطفال المحرومين في المناطق النائية والحدودية، لإلحاق المتسربين من التعليم بالمدارس مرة أخرى من سن 6 إلى 14 عامًا. قال محسن محجوب، أمين صندوق مؤسسة مصر الخير، وعضو مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير: الجهل والأمية أشد ضررًا وخطرًا على مصر من الإرهاب، موضحًا أن صديق جاهلا أخطر من عدو متعلم. وأضاف محجوب إن مؤسسة مصر الخير تعمل على تنمية الوطن الذي نعيشه فيه، مشيدًا بمساندة البنك للمؤسسة لتحقيق نتائج جيدة سوف تنعكس على حياة 12 ألف طفل في مصر، في القريب العاجل. وأوضح أن معظم الجمعيات والمؤسسات الخيرية يقتصر نشاطها على توزيع المساعدات الموسمية أو إنشاء مستشفيات، لكن مؤسسة مصر الخير منذ نشأتها اختارت العمل في المجال التنموي، موضحًا أن كل مشروعات التي تقوم بها المؤسسة هدفها المستوى القومي. وأكد محجوب أن الأمية وصلت لمعدلات ونسب خطيرة قد تصل ل60% نتيجة تراكمات من العهود السابقة، مضيفًا أن المؤسسة اختارت العمل على سد منفذ الأمية وهو التسرب من التعليم، خاصة أن هناك نصف مليون طفل ينضم لصفوف الأميين سنويًا. وأشار إلى أن الأمية سببها عدم وجود الإتاحة التعليمية في توابع القرى والمناطق النائية، الكثافة المرتفعة في المدارس وانخفاض جودة العملية التعليمية، حيث نجد طلابا حاصلين على الإعدادية ولا يجيدون القراءة والكتابة، مضيفًا أن مصر الخير لا تستطيع العمل وحدها دون مساعدة مؤسسات أخرى لتحقيق هدفها وهو شعب متعلم. من جانبه، أكد الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، أن وزارة التربية والتعليم لا تدخر جهدًا في توفير خدمات تعليمية لجميع الأطفال المصريين في ضوء المعايير العالمية، مشددًا على أن الوزارة تتطلع لدور أكبر من مؤسسات المجتمع المدني، خاصة أن الحكومة في ظل الظروف الحالية لا تستطيع القيام بهذا الدور منفردة. وأشاد وزير التربية والتعليم في الكلمة التي إلقاها نيابة عنه الدكتور رضا حجازي رئيس قطاع التعليم العام في وزارة التربية والتعليم، بمبادرة مؤسسة مصر وخاصة انها تتبني أهم القضايا التي تمس أمن البلاد. وأشار إلى أن مساهمة القطاع الخاص في إنشاء المدارس وغيرها من مجالات التعليم، أخذت في التزايد خلال الفترة الأخيرة، تماشيًا مع التحولات الاقتصادية في العالم، مضيفًا أن العلاقة بين وزارة التربية والتعليم ومؤسسات المجتمع المدني تسير في إطار من التكامل والتناغم. وأكد وزير التربية والتعليم أن الوزارة تدعم التعاون المثمر مع مؤسسات المجتمع في شتي المجالات الخاصة بالتعليم، موضحًا أن الوزارة قامت بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير في تنفيذ العديد من الشمروعات والمبادرات انطلاقا من أهمية توفير فرص تعليمية للمتسربين من التعليم لسد منافذ الأمية وتوفير فرص تعليمية للجميع. وقال إن أهم المشروعات التي تنفيذها مشروعات الإتاحة التعليمية وبناء مدارس منخفضة التكاليف والتعليم عن بعض ومدارس التعليم المجتمعي وتحسين قدرات العاملين في مجال التعليم، خاصة في محافظات الصعيد وهي الفيوم وبني سويف والمنيا وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان. وقال إيمانويل بلانشيه، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبنك بنك إتش إس بي سي مصر: إن البنك يعطي أولوية خاصة للتعليم، موضحًا أن هذا يتماشي مع أعمالهم السابقة إيمانًا بأهمية التعليم. وأضاف: "نومن تمامًا بأهمية الإتاحة التعليمية لجميع الطلاب، لما يمثل ذلك من أهمية كبيرة وفرصة عظيمة لحياة أفضل لهم في المستقبل، مشيرًا إلى أن التعليم يعد المدخل الرئيسي للتنمية البشرية وجعل حياة الإنسان أفضل، والتعليم الأساسي يساعد المجتمعات على التطور، والتغلب على الظروف السيئة التي تعيشها، ومساعدة أسرهم وأوطانهم في مستقبل أفضل". وأكد أن التعليم هو الاستثمار أساسي لمستقبل مصر، وأن البنك يساند الاقتصاد المصري بكل قوة، موضحًا أن التعليم أحد العناصر الأسياسية لمستقبل مصر، وبالنهوض بها يعني النهوض بالأجيال القادمة ونهوض بالاقتصاد أيضا". وأشاد بمؤسسة مصر الخير مؤكدًا أنها مؤسسة رائدة في العمل التنموي والاجتماعي في مصر، ولهذا اختار البنك المشاركة معها، للوصول بالفرص التعليمة للمناطق المحرومة التي تحتاج لتنمية اقتصادية، موضحًا أن المؤسسة لها إنجازات كبيرة لتخفيف حدة عدم التعلم في مصر، والبنك سعيد بالعمل معهم. وقالت الدكتورة نشوى أيوب، رئيس قطاع التعليم بمؤسسة "مصر الخير": إنه سيتم إنشاء مدارس التعليم المجتمعى للأطفال المتسربين من التعليم أو لمن لم يلتحقوا بالمدارس من الأساس، وذلك من سن 6 سنوات وحتى 14 عاما، لافتة إلى أن توفير مستوى ملائم من التعليم يمثل حجر أساس لتنمية مهارات وقدرات الأفراد ويعتبر أحد العوامل المهمة التي تشكل اتجاهات وسلوك الأفراد نحو كثير من القضايا الأساسية وتدفع بعجلة التنمية والنهوض بأي مجتمع، حيث أثبتت تجارب الشعوب المتقدمة أن النهوض بالتعليم لا يتحقق إلا بالمشاركة الكاملة من الجميع والشراكة بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع، وبالتالي ينبغي ألا يقتصر تمويله على الجهات الحكومية. وأوضحت رئيس قطاع التعليم بمؤسسة "مصر الخير" أن التقارير والدراسات الدولية والمحلية تشير إلى وجود مشكلة حقيقية تحٌول دون تمتع الأطفال بحقهم في التعليم، والوصول فعليا إلى فقدان تلك الفرص وهو ما يعرف في النظام التعليمي بظاهرة "التسرب من التعليم حيث إن مشكلات التسرب وعدم الالتحاق تعتبر من أهم روافد الأمية في مصر، حيث بلغ معدل القيد الإجمالي بالمرحلة الابتدائية 95.4% ومعدل التسرب 1.6% وهذا يعنى أن 6.2% من إجمالي الأطفال في الفئة العمرية من سن 6 إلى 14 سنة خارج منظومة التعليم أو نتيجة لعدم الالتحاق بالمدرسة أو التسرب من التعليم. وأشارت الدكتورة نشوى أيوب أن انخفاض دخل الأسرة يؤدى إلى خروج الأطفال للعمل والاعتماد عليهم لزيادة دخل الأسرة خاصة في ظل الظروف الاقتصادية السيئة وخاصة في القرى والنجوع، والتي يكون أغلب سكانها من المزارعين إضافة إلى ضعف المناخ التعليمي داخل المدارس النظامية بمرحلة التعليم الأساسي مما يجعل المدرسة بيئة طاردة للتلاميذ إضافة إلى انخفاض عدد المدارس مقارنة بعدد الأطفال في سن مرحلة التعليم الإلزامي أدى إلى استخدام المدارس لاأثر من فترة دراسية في اليوم الواحد (كل مبنى مدرسة يستخدم ل 2 – 3 مدرسة) بما يجعل متوسط اليوم الدراسي من 3: 4 ساعات يوميًا وكذلك بعد المسافة بين المدارس وبعض القرى والتوابع وعدم توافر وسائل الانتقال الأمنة مما يجعل الطلاب تذهب إلى المدرسة مرة أو مرتين أسبوعيًا حتى ينقطع نهائيًا. وأكدت الدكتورة نشوى أن التعليم المجتمعي يقدم للطلاب طرق تعليم غير تقليدية تهدف إلى تشجيعهم على التفكير الإبداعي وإكسابهم مهارات التعلم الذاتي مع مراعاة اعتبارات عديدة مثل مواعيد الدراسة والحرية في اختيار التوقيتات التي تتناسب مع ظروف الأسر حتى يتمكن الأطفال من مساعدة أسرهم في الأعمال، كما لا تلتزم بملابس معينة، إضافة إلى أن الأطفال يتم قبولهم في الصفوف الدراسية المختلفة وفقا لقدراتهم الدراسية والتعليمية وينتقلون بين الصفوف تبعًا لسرعة تقدمهم الدراسي وبدون معوقات إدارية. وأوضحت أن شعار مؤسسة مصر الخير، هو تنمية الإنسان مهمتنا الأساسية، وأول لبنة لبناء الإنسان هو التعليم، مؤكدة أن المؤسسة تعمل في قطاع التعليم من خلال الإتاحة التعليمية وتحسين مستوى التعليم، مشيرة إلى أن المؤسسة استطاعت تعليم 30 ألف طالب مصري لم يكن لهم فرص تعليمية، منذ بداية العمل قبل 7 سنوات. وأشارت إلى أن معظم الدارسين في مدارس مصر الخير للتعليم المجتمعي، من البنات لأنهن الأكثر تسربًا، وعدم الحصول على فرصة تعليمة، مؤكدة أن المؤسسة تعمل على بناء شخصية الطالب من خلال برامج مختلفة، لتكوين إنسان يكون له دور في تحسين الحياة التي نعيشها.