لم يكن إعلان الدكتور أشرف العربي، وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، ورئيس بنك الاستثمار القومى، زيادة رأسمال الشركة الوطنية لاستثمارات سيناء إلى 2 مليار جنيه مع الاكتتاب الجديد، مجرد صدفة عابرة، فمصر تشهد يوميا تأسيس شركات جديدة وكذلك زيادة الاكتتاب فى شركات أخري. والأهم من الزيادة، هو ما أعلنه الوزير أمس بحضور المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، بأن الشركة الوطنية للاستثمارات بسيناء ستكون واحدة من أهم آليات جذب الاستثمار من القطاع الخاص فى هذه البقعة الغالية من الوطن. وبغض النظر عن تفاصيل الاكتتاب وزيادة الاستثمار، فما يهمنا فى هذا المقام، أن الاكتتاب سيقتصر على أبناء سيناء، مما يمنحهم أولوية فى التشغيل و إعطاء الفرصة الأكبر لهم. هذا بالإضافة الى العديد من المميزات الأخري، ومنها على سبيل المثال : جذب رءوس الأموال لضخ مجموعة من المشروعات لتصنيع المواد الخام. توفير فرص العمل لأبناء سيناء والمجتمع المحلي. توفير الكفاءات الاقتصادية لإدارة المشروعات بالمشاركة مع القطاع الخاص والمجتمع المحلي. تعظيم الاستفادة من الأصول غير المستغلة فى سيناء. ولن يقتصر نشاط الشركة على هذا فقط، حيث إن هناك عدة دواعٍ للاكتتاب لزيادة التنافسية الاقتصادية والاستثمارية فى سيناء، وتوفير عدة تسهيلات للتواصل مع جميع أجهزة الدولة وتوفيرها للمستثمرين، واستفادة المجتمع المحلى من الاستثمارات، حيث يمتد النطاق الجغرافى للعمل فى الشركة فى منطقة شبة جزيرة سيناء. ومن المميزات الاقتصادية للشركة الوطنية لاستثمارات سيناء التى تأسست وفقًا لقانون 1981 برأس مال مرخص يبلغ 10 مليارات جنيه، تنوع أنشطتها لتشمل قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة، وكذلك الاستثمار ذو كثافة الأيدى العاملة لتوفير فرص عمل لأهالى سيناء وجذب الكثافة السكانية من محافظات القناة والوادى والتكامل مع مشروع قناة السويس الجديدة، وتوفير الموارد المالية للتنمية المحلية المستدامة بالمنطقة. لقد أصبح حلم تنمية سيناء حقيقة، حيث يبدأ طرح اكتتاب الشركة الأحد المقبل ولمدة شهر كامل للمواطنين المقيمين فى منطقة سيناء فقط.. وهو ما يؤكد أن وعود الدولة بإعادة النظر فى كافة المشروعات المقامة فى سيناء لن تظل وعودا فى الهواء، بل حاضرا قويا يشعر به أبناء المنطقة. نعم، ستكون الشركة الوطنية وغيرها نقطة انطلاق نحو أفاق أرحب لانضمام مشروعات تنموية جديدة، لتشهد سيناء وما حولها طفرة اقتصادية هائلة تعوضها عما فاتها من إهمال وتقصير من الدولة المركزية التى غابت عنها طويلا. لمزيد من مقالات رأى الاهرام;