حرصت مصر دائما على تأكيد دعمها للدولة اللبنانية ومؤسساتها وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وجاءت جهود الخارجية المصرية لمحاولة احتواء أزمة الفراغ الرئاسى فى البلاد تأكيدا على هذا المعني. وفى هذا الاطار ، توجه وزير الخارجية سامح شكرى فى أغسطس الماضي إلى العاصمة اللبنانيةبيروت. والتقى خلال وجوده فى لبنان مع أهم وأبرز القيادات السياسية، ومن بينهم العماد ميشيل عون الذى تم انتخابه آمس رئيسا للبنان ، حيث تناول خلال اللقاءات العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين على مختلف الأصعدة، بالإضافة إلى أبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية ، فضلا عن تطورات الوضع الداخلى اللبناني. وحرص شكرى خلال تلك اللقاءات ، على تأكيد أن الهدف الرئيسى من زيارته إلى بيروت هو دعم مصر للبنان وأهمية الحفاظ على الدولة اللبنانية واستقرارها السياسى والاقتصادى والاجتماعي، لاسيما فى ظل التحديات الإقليمية المتزايدة وما تشهده منطقة الشرق الأوسط والمشرق العربى على وجه الخصوص من بزوغ النزاعات الطائفية وإضعاف دور الدولة المركزية. وأعرب عن قلق مصر من ان استمرار الأزمة السياسة فى لبنان لفترة طويلة سوف يجعلها وضعا طبيعيا يتعايش معه المواطن اللبنانى والتيارات السياسية المختلفة، وأنه أصبح من الضرورى أن يتوصل الأشقاء اللبنانيون إلى حلول توافقية تسمح باختيار رئيس توافقى للدولة وعودة الاستقرار للحياة السياسية اللبنانية. وتركزت اللقاءات على تناول الوضع السياسى الداخلى فى لبنان والجهود المبذولة لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى التوافق السياسى المطلوب بين القوى السياسية المختلفة، بما فى ذلك الجهود التى يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه برى والحوار الوطنى الذى يرعاه فى هذا الصدد، ودارت فى تلك اللقاءات نقاشات وحوارات مفصلة حول الأوضاع السياسية الداخلية فى لبنان، والأفكار والمقترحات المطروحة لتجاوز المأزق الخاص بفراغ المنصب الرئاسي، وإمكانات التوصل إلى توافقات بين التيارات السياسية المختلفة فى هذا الشأن. وقد أكد شكرى فى لقاءاته قلق مصر البالغ من استمرار حالة الفراغ الرئاسى وتأثيراتها المُحتملة على استقرار لبنان، ودعم مصر لكل جهد يستهدف تجاوز الأزمة السياسية فى لبنان وتحقيق التوافق المطلوب بين القوى السياسية، وأن مصر مستعدة لتقديم كل أشكال الدعم والعون للأشقاء اللبنانيين، ومن خلال علاقاتها الإقليمية والدولية بما يسهم فى إنهاء الأزمة الحالية والحيلولة دون تحول الأوضاع السياسية إلى نفق مظلم من شأنه أن يؤثر على مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية. وقد أعربت كل القيادات البنانية التى التقاها شكري، عن تطلعها لقيام مصر بدور فعال ومؤثر على الساحتين الداخلية والإقليمية يسهم فى حل أزمة الفراغ الرئاسى فى لبنان، فضلا عن تقديرهم لما يلحظونه من عودة مصر لممارسة دورها المؤثر والفعال على الساحة الإقليمية، وقد تم الاتفاق على استمرار التشاور خلال المرحلة القادمة بهدف التوصل الى حلول ومقترحات توافقية تعزز من استقرار لبنان وسلامه الاجتماعي.. والآن ، لا شك ان مصر ترحب بانتهاء أزمة الفراغ الرئاسى فى لبنان بانتخاب العماد ميشيل عون أمس رئيسا للبلاد للحفاظ على مصالح الشعب اللبناني، وستظل مصر حريصة على تقديم كل الدعم إلى لبنان فى المرحلة الراهنة ومستقبلا على ضوء إدراكها الكامل للتحديات التى تمر بها المنطقة.