فى إطار السعى مؤخراً نحو حل المشكلات التى تواجه شركات المقاولات العربية ودفع التكامل والتعاون بينها وتفعيل شراكات واندماجات لخلق كيانات اقتصادية قوية , استضافت الشركة السعودية المصرية للتعمير بموقع مشروعها «الرياض سيكون» بالقاهرة الجديدة مسئولى اتحاد المقاولون العرب والاتحاد المصرى لمقاولى البناء والتشييد واتحادات مقاولى البناء السعودية و الفلسطينية والسودانية والأردنية والعراقية لعرض مشروعات الشركة السعودية المصرية والتى تعد احد نماذج الشراكة الناجحة بين الحكومتين المصرية والسعودية . من جانبه قال المهندس درويش حسنين الرئيس التنفيذى للشركة السعودية المصرية للتعمير والنائب الأول لرئيس اتحاد المقاولين العرب , على هامش جولة نظمتها الشركة بموقع مشروعها «الرياض سيكون» بالقاهرة الجديدة , أن إجتماع المجلس التنفيذى لاتحاد المقاولين العرب ، ناقش كافة التحديات التى تواجه شركات المقاولات العربية وكيفية تحسين اوضاع المقاول العربى وتعظيم مشاركته فى المشروعات التنموية الكبرى التى يتم تنفيذها بالوطن العربى مشيراً الى مناقشة عدد من الحلول منها ضرورة تطبيق العقد المتوازن « الفيديك « والذى يضمن المساواة فى الحقوق والواجبات بين المقاول وجهة الإسناد إضافة الى مناقشة فكرة تأسيس شركة لتأجير الآلات والمعدات بين مقاولى الدول العربية وذلك رغبة فى الاستثمار الأمثل لأموال المقاول العربى ونظراً لوجود معدات متوفرة مع بعض المقاولين العرب يحتاجها مقاولون عرب آخرون لتنفيذ مشروعات حصلوا عليها وبديلاً عن الشراء الجديدة وتوفيراً لأموال المقاول العربى فإن الفكرة تدور حول استخدام المعدات المتوفرة مع مقاول لتعمل مع مقاول أخر فى حاجة اليها بديلاً عن الشراء الجديد ، ومن المقترح سيتم تنفيذها على مرحلتين تم البدء فى الاولى وهى المعلوماتية وتتم من خلال الاتصال باتحادات المقاولين فى الدول المختلفة والثانية هى الكيان القانونى وانشاء الشركة اضافة الى عدة تشريعات تخدم هدفها ومنها الاعفاء من الجمارك وضمان عدم بيعها فى فترة التأجير ودخول المعدات بنظام الإدخال المؤقت. واضاف حسنين ان تحسين أوضاع المقاول العربى تعود بالنفع على اقتصاديات الدول العربية باعتباره مساهما وشريكا استراتيجيا فى تنفيذ المشروعات التنموية الكبرى وتحقيق النهضة الاقتصادية . واشار حسنين الى ان الشركة حرصت على استضافة وفود اتحاد المقاولين العرب بموقع مشروع «الرياض سيكون» - سيكون باعتباره احد نماذج المشاركات العربية الناجحة بين الحكومتين المصرية والسعودية . وأوضح حسنين أن مشروع «الرياض سيكون» يقام على إحدى اراضى زيادة رأسمال الشركة السعودية المصرية للتعمير والتى تمت بداية 2015 بقيمة 243 مليون دولار سددتها الحكومتان بالمناصفة حيث قامت الحكومة السعودية بسداد حصتها نقداً وهى 121.5 مليون دولار فيما سددت الحكومة المصرية حصتها بصورة عينية 3 قطع أراض بمساحة اجمالية 97 فدانا . واشار الى ان المشروعات الاخرى التى تنفذ على اراضى الحصة العينية فى زيادة رأسمال الشركة هى «سيكون ريزورت» وهو مشروع سكنى سياحى على مساحة 17 فدانا بدمياط الجديدة ويضم وحدات سكنية وفندق فئة 4 نجوم ينفذ على20 % من مساحة المشروع وتم الاتفاق مع شركة هيلتون العالمية لإدراته تحت علامة «هيلتون جاردن ان» ، كما جارى تنفيذ مشروع اخر وهو درة أسيوط بمدينة أسيوط الجديدة وهو كومباوند إسكان متوسط على مساحة 13 فدانا استلمت الشركة ارض المشروع منذ 5 أشهر ونجحت فى تحقيق معدلات تسويق جيدة كما أسهم المشروع فى تحقيق حركة من التنمية والعمران بالمدينة وقد بدأ العمل بالمشروع من حوالى ثلاثة شهور. واضاف حسنين ان القرار الوزارى ومدة تنفيذ مشروع الرياض هى 5 سنوات وتعتزم الشركة الانتهاء منه خلال 3 سنوات ، ومشروعا سيكون ريزورت ودرة أسيوط تبلغ مدة تنفيذهما 3 سنوات ستنتهى الشركة منهما خلال عامين . وأوضح ان الشركة تنفذ اعمال المرحلة الاولى من «الرياض سيكون» وتمثل 40 % من المشروع وستقوم بطرح تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة خلال ال 4 اشهر القادمة . ولفت الى ان الشركة تنفذ مشروعاً اخر وهو «سيكون نايل تاورز» على كورنيش المعادى بالقاهرة ويضم برجين أحدهما سكنى والآخر فندق بارتفاع 23 طابق لكل منهم والفندق 5 نجوم تحت إدارة هيلتون العالمية اى انه خلال عامين سيتم الانتهاء من تنفيذ فندقين مملوكين للحكومتين السعودية والمصرية . وقال المهندس حسن عبد العزيز رئيس الاتحاد المصرى لمقاولى البناء والتشييد , أن الاتحادين العربى والمصرى حريصان على عقد اجتماعات متقاربة لمناقشة وحل المشكلات التى تواجه شركات المقاولات العربية وعلى رأسها تطبيق العقد المتوازن والذى لم يتم العمل به فى اية دولة عربية سوى الاردن . واشار عبد العزيز الى انه فيما يتعلق بأوضاع المقاولات فى السوق المصرى فان الاتحاد يناقش مع الحكومة حاليا تطبيق العقد المتوازن وهناك لجنة مشكلة من رئيس مجلس الوزراء لدراسة بنوده . واوضح عبد العزيز ان شركات المقاولات تواجه عدة تحديات خلال الفترة الحالية مع تغير اسعار الدولار مما اثر على تكاليف التنفيذ واظهر فروقا سعرية كبرى بين قيمة المقاولة المحددة بالتعاقد وتكلفة التنفيذ الفعلية مشيراً الى ان الحكومة تعهدت بتحمل خسائر شركات المقاولات ومراعاة تلك الفروق السعرية كما اكد وزير الاسكان الدكتور مصطفى مدبولى ان العقود الجديدة التى سيتم توقيعها مع شركات المقاولات ستأخذ فى اعتبارها تغيرات اسعار العملة اما العقود القديمة سيتم تعويض المقاولين عن تلك الفروق . واشار الى تخوف الحكومة من تكرار ازمة 2003 والتى تم الطعن على تعويضات فروق الاسعار التى صرفت لشركات المقاولات ومن ثم الزمت الشركات برد تلك المبالغ لافتا الى ان الحكومة تبحث حالياً مخرجا قانونيا لعدم تكرار تلك الازمة . واشار عبد العزيز الى انه فيما يتعلق بضريبة القيمة المضافة فإن الاتحاد بانتظار صدور اللائحة التنفيذية لتطبيق الضريبة والتى شارك فى وضعها وابدى عدد من المطالبات منها وضع بند الزام جهات الاسناد بتعديل عقد المقاول بقيمة الضريبة وفى حال عدم تعديل العقد يقوم مندوب وزارة المالية بتحصيل قيمة الضريبة المضافة من جهة الاسناد متوقعاً صدور تلك اللائحة خلال ايام . واكد على ان الاتحاد يحرص دائما على دعم الشركات وخاصة الصغرى والمتوسطة وحل المشكلات التى تواجهها حيث اجتمع الاتحاد مع محافظ البنك المركزى للاتفاق على تيسيرات لصغار المقاولين كما تم توقيع اتفاقية مع الصندوق الاجتماعى يتم بموجبها تمويل المشروعات او شراء الالات والمعدات للشركات الصغيرة والمتوسطة بفائدة 3.5 % . وفى سياق مواز قال فهد الحمادى رئيس اتحاد المقاولين العرب , ان الشركة السعودية المصرية نجحت فى تنفيذ مشروعات كبرى تمثل نتاجا للتعاون والدعم بين المملكة السعودية ومصر مشيراً الى ان شركات المقاولات المصرية استطاعت التغلب على التحديات والتقلبات الاقتصادية التى واجهتها فى السنوات الماضية مما يعكس قوة القطاع .