اتهمت سوريا أمس التحالف الذى تقوده الولاياتالمتحدة بمحاولة تشجيع عناصر تنظيم داعش الإرهابى على الانتقال من العراق إلى سوريا، وخاصة بعد انطلاق عملية تحرير مدينة الموصل العراقية، واقتراب عملية شن هجوم مماثل على مدينة الرقة السورية، المعقل الرئيسى للتنظيم الإرهابى وعاصمة دولة خلافته المزعومة. وقال وزير الخارجية السورى وليد المعلم بعد محادثات فى موسكو أمس مع نظيريه الروسى سيرجى لافروف والإيرانى محمد جواد ظريف إن التحالف يريد أن ينتقل إرهابيو التنظيم من الموصل إلى الرقة لتقديم الدعم لأقرانهم، وأكد أن بلاده مستعدة لوقف الأعمال القتالية وإيجاد حل سياسى للأزمة عبر حوار سورى سورى دون تدخل خارجي. وأضاف «مستعدون لاستئناف الحوار السورى السورى فورا، ولكن واشنطن وحلفاءها لا يسمحون بجولة جديدة من الحوار فى جنيف». ومن جانبه، قال وزير الخارجية الروسى إن العملية التى تقودها الولاياتالمتحدة لتحرير الموصل قد تؤثر كثيرا على ميزان القوى فى سوريا. وأكد لافروف أنه لا بديل عن الحل السياسى ومحاربة الإرهاب فى سوريا، وشدد على ترحيب موسكو وطهران باستعداد وفد الحكومة السورية للتوجه إلى مفاوضات جنيف «ولو غدا»، مطالبا فى الوقت نفسه بضرورة تكثيف جهود محاربة الإرهاب. ولفت لافروف إلى أن الدول الغربية التى سبق لها أن فرضت عقوبات ضد سوريا، تتحمل جزءا من المسئولية عن تدهور الوضع الإنسانى للسكان المحليين. ومن جانبه، أكد ظريف أن الأزمة فى سوريا يمكن حلها بالسبل السياسية ومكافحة الجماعات الإرهابية، داعيا الدول التى تنشد السلام فى سوريا وتحارب الإرهاب فيها إلى بذل المزيد من التنسيق من أجل الحل السياسي. وأعرب ظريف عن أسفه لإصرار بعض الدول على الحل العسكرى فى سوريا ومواصلة الحرب عليها. وميدانيا، وفى محاولة لفك الحصار عن الأحياء الشرقية فى مدينة حلب فى شمال سوريا، شنت المعارضة السورية المسلحة هجوما بمئات القذائف الصاروخية على الأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة الجيش السوري، مما أدى إلى مقتل 15 مدنيا على الأقل وإصابة أكثر من مائه آخرين بجروح. وقال القائد الميدانى والمتحدث العسكرى باسم حركة «أحرار الشام» الإسلامية أبو يوسف المهاجر «تعلن كل فصائل جيش الفتح وغرفة عمليات فتح حلب بدء معركة فك الحصار عن حلب». ويضم جيش الفتح : حركة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)، وحركة أحرار الشام الإرهابية. وتحاصر قوات الجيش السورى منذ نحو ثلاثة أشهر أحياء حلب الشرقية، التى يقيم فيها أكثر من 250 ألف شخص، وذلك بدعم من غارات روسية كثيفة وأخرى سورية. وكان يوم أمس الأول قد شهد مذبحة دموية، حيث شنت قوات المعارضة المسلحة قصفا تسبب فى قتل عدد من الأطفال فى مدرسة بحى الشهباء غرب حلب، وهى منطقة خاضعة لسيطرة الجيش السوري، مما أدى بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية إلى مقتل 22 طفلا وإصابة العشرات بجروح مختلفة.