أطلقت «الهيئة العامة للاستعلامات» مبادرة «نقطة مياه تساوى حياة»، بمركز النيل للإعلام بشبين الكوم، التابع للهيئة، بالتعاون مع شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمنوفية، بهدف حث المواطنين على الحفاظ على مياه النيل، وترشيد استهلاكها، مع اقتراح حلول جديدة لتوفير سبعة مليارات متر مكعب منها. فى البداية، أوضحت أمينة التلاوي، مديرة المركز، أن المبادرة تناولت حلقة نقاشية حول «مياه النيل بين تداعيات الإسراف وإيجابيات الترشيد». أسباب الشح وفى الحلقة أكد الدكتور كمال دهب، أستاذ الجيولوجيا وعلوم المياه بجامعة المنوفية، أن مصر تتعرض لشح مائي، فبعد أن كان نصيب الفرد من مياه نهر النيل يتعدى ألفى متر مكعب من المياه فى العام، وصل الآن إلى 650 مترا مكعبا تقريبا فقط، إذ تمثل مياه نهر النيل أكثر من 95% من مصادر المياه بمصر، لأنها تستخدم فى جميع الأغراض. وأرجع الدكتور دهب أسباب هذا الشح المائى لأسباب عدة مثل التوسع فى استصلاح الأراضي، وانتشار المشروعات التنموية بالمناطق الصحراوية، والزيادة السكانية ، وتوجه دول حوض النيل خاصة دول المنبع، وأولاها إثيوبيا، نحو استغلال جزء أكبر من مياه النهر فى المشروعات التنموية، وتوليد الكهرباء، مستغلة كونها دولة منبع، وهذا بدوره يؤدى إلى نقص المياه الواردة لبحيرة ناصر. ومن جهته، شرح محمد صبحي، وكيل الإدارة العامة لرى المنوفية، الموقف المائى لمصر من خلال البيانات الواردة عن رئيس الإدارة المركزية لشئون المياه، عبد اللطيف السعيد خالد، بالقول إن كمية المياه الواردة لمصر من نهر النيل فى الفترة من 1 أغسطس 2015 حتى 31 يوليو 2016 هى (38.774) مليار متر مكعب فى حين أن الوارد فى مثل هذه المدة من العام الماضى كان (75.641) مليار متر مكعب أى أن كمية المياه الواردة قلت إلى النصف تقريبا. تضافر الجهود والأمر هكذا، ينادى صبحى بضرورة تضافر الجهود كافة من قبل جميع أجهزة الدولة لمواجهة الضغوط على الموارد المائية المتاحة لمصر، وأيضا لمجابهة الزيادة المستقبلية فى الاحتياجات المائية، الأمر الذى يحتاج إلى حلول غير تقليدية. ويوضح عددا من الحلول التى يمكن من خلالها توفير سبعة مليارات متر مكعب من مياه نهر النيل سنويا، ومنها: تقليل المساحة المنزرعة أرزا إلى 700 ألف فدان (مصمم عليها السد العالي)، مما سيوفر 1.5 مليار متر مكعب من مياه نهر النيل سنويا مع تجريم زراعة الأرز بالمخالفة. وتتضمن الحلول كذلك البدء فى تحويل الرى بالغمر فى الأراضى المستصلحة على مساحة 500 ألف فدان إلى رى حديث، مما سيوفر مليار متر مكعب سنويا، وكذلك تجفيف المزارع السمكية التى تعتمد على مياه النيل، وتتعدى مساحتها 85 ألف فدان، الأمر الذى سيوفر مليار متر مكعب سنويا أيضا، بحسب وكيل الإدارة العامة لرى المنوفية.