«لدعاة اليأس والإحباط أهدى هذا الحوار مع رجل تولى مسئولية محافظة كانت حتى وقت قريب أشبه بمحافظة يهبط عليها المسئول ليقضى بها عدة أشهر لينتقل بعدها محافظا لإقليم آخر، هذا المفهوم بسبب حرمانها من جميع الخدمات والمرافق عشرات السنين على الرغم من كونها محافظة سياحية مهمة. عن البحر الأحمر أتحدث .. تلك المحافظة التى تغيرت فيها الصورة تماما بشكل يشبه الإعجاز فى أقل من عامين على يد رجل قدم لنا نموذجا يحتذى فى العطاء .. قدم لنا تجربة يجب أن تدرس فى معاهد الدراسات الوطنية وإعداد القادة فى كيف تكون التنمية، ولأنه مقاتل فى الأساس قرر عدم الهروب وخوض معركة البناء التى استدعى فيها روح أكتوبر المجيدة .. وبدأ معركة التنمية من اليوم الأول . هذا الرجل صانع الانجازات هو اللواء أركان حرب أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، الذى كان ل»الأهرام» معه هذا الحوار الذى يؤكد أننا فعلا نستطيع لو توافر الفكر ووجدت الرؤية وخلصت النيات. فلتحدثنا عما تم إنجازه فى المحافظة خلال عامين؟ عندما توليت المسئولية منذ عامين كانت المحافظة تعانى نقصا حادا فى جميع الخدمات والمرافق من الطرق وفى الصحة والتعليم ولا توجد بها شبكة صرف صحى أو غاز وندرة حادة فى المياه ومشكلات فى الكهرباء والعشوائيات، وموانيها فى حالة سيئة وغيرها من المشكلات التراكمية. فى هذا الوقت وجدت نفسى أمام وضع صعب وهو اقتحام هذه المشكلات وبأسرع الطرق حتى يشعر المواطنون بحجم الجهد المبذول، لأننا لا نملك رفاهية الوقت، فبدأنا بتطوير مطار الغردقة الذى أصبح مطارا عالميا بشهادة الخبراء الدوليين، بجانب توسعة وتطوير ميناء الغردقة البحرى كان تم طبقا للمعايير الدولية، وشرفنا قبل عدة أشهر بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث قام بافتتاحه، وبالتوازى كان البدء فى إنشاء أكبر شبكة صرف صحى فى الغردقة التى انتهى العمل فيها تقريبا وجار العمل على إدخال الغاز الطبيعى وانتهينا من تطوير شبكة الطرق. أيضا البحر الأحمر فقيرة مائيا وتلك من أخطر المشكلات التى يعانيها المواطنون فى المحافظة من هذ أخذت موافقة الرئيس، وبدأنا العمل فى إنشاء محطة اليسر بمدينة الغردقة، وهى تعد أكبر محطة تحلية مياه فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بتكلفة مقدارها 750 مليون جنيه، والتى سوف تضخ أكثر من 80 ألف متر مكعب صالحة للشرب يوميا. هذا المشروع ينتهى العمل منه خلال أيام، وهو عبارة عن خطين سحب من المواسير بولى ايثيلين قطر 1200 مم والموصلة بمياه البحر بنظام الرفع الأفقى الموجه، كما توجد بيارة تجميع لمياه البحر بعمق 11 مترا ملحقة بها 10 طلمبات لضخ المياه إلى محطة التحلية هذه المحطة العملاقة التى أقيمت طبقا للمواصفات العالمية لتعمل بأعلى مستوى من الكفاءة سوف تقضى تماما على مشكلة المياه فى المحافظة. أيضا يجرى العمل على قدم وساق للانتهاء خلال أيام من إنشاء أكبر محطة للمعالجة الثلاثية بمدينة الغردقة التى تقام بأعلى معايير الجودة والكفاءة المطلوبة، حيث تضخ أكثر من 90 ألف متر مكعب من المياه يوميا سوف تكفى لرى وزراعة أكثر من 3 كيلو مترات مربعة بالمحاصيل المختلفة. ونعمل على الانتهاء من مكان مدينة الروضة بمنطقة الشيخ الشحات ومحطة الرفع الفرعية بميدان المحمدى حويدق بالغردقة، هذا المشروع يأتى ضمن الخطة التى وضعتها للمحافظة، وسوف نعلن المحافظة بعد الانتهاء من هذا العام كمحافظة خالية من العشوائيات وخالية أيضا من فيروس «سي»، فأين الإعلام من كل ما يحدث من إنجاز تحقق بالفعل على أرض الواقع؟! لماذا لم يرصد فرحة المواطنين بالانتهاء من كل هذه المشروعات التى ترفع العبء من على كاهلهم أم أنه متفرغ فقط لتسليط الضوء على السلبيات وتضخيمها؟!. قبل حادث الطائرة المصرية كنت قد طالبت شركات السياحة ووكالات السفر والفنادق والمسئولين بالوزارة بضرورة فتح أسواق جديدة وعدم الاعتماد على السائح الروسى والأوروبى وضرورة الاهتمام بجذب السياحة الخليجية والعربية تحسبا لانخفاض السياحة الأجنبية لأنه قبل سقوط الطائرة كان إعلام دول أجنبية بدأ حملات مغرضة وغير أمينة لتغيير الصورة الذهنية لدى الأوروبيين والأمريكان عن مصر. أعود فأؤكد مرة أخرى أهمية وضع البرامج المناسبة لجذب السائح العربى والخليجى الذى ينفق أكثر بكثير من السائح الروسي، ويجب أن نستغل قرب المسافة بيننا وبين أشقائنا، فى الخليج، حيث يسمح للسائح الخليجى بأن يأتى إلى البحر الأحمر أسبوعيا لقضاء وقت ممتع فى عطلة نهاية الأسبوع دون أن يشعر بأى إرهاق، . يجب أن نستغل حالة الدفء العربى بين مصر وأشقائها فى الخليج والدعم المطلق من ملوك وحكام الخليج للرئيس عبد الفتاح السيسى والروح الأخوية التى تجمع بينهم وبين مصر حكومة وشعبا التى تجعلنا نفكر فى وضع الخطط والبرامج التى تحفز السائح العربى على المجيء لمصر فالرئيس السيسى نجح فى تهيئة المناخ وعلينا نحن أن نهتم بالتفاصيل ووضع الخطط الفعالة خاصة وأننا نمتلك الشواطئ الساحرة والطبيعة الخلابة التى ليس لها مثيل فى العالم، وأعتقد أن استضافة منتجع سهل حشيش بالغردقة للنسخة العربية من برنامج المسابقات العالمى « نينجا واريور»سيكون عامل جذبا كبيرا للسائح العربى والأجنبى أيضا لان هذا البرنامج العالمى يحظى بنسب مشاهدة عالمية من أبناء دول الخليج فعندما يرى المشاهد جمال الشواطئ فى البحر الأحمر والطبيعة الخلابة والساحرة فسيكون لديه حماس كبير لزيارة مصر. بالطبع لأن الإعلام المباشر وحده لا يكفى لتنشيط السياحة، فالفن والرياضة هما قوة مصر الناعمة بجانب الإعلام التى يجب أن نستغلها، فأنا عندما أقول للسائح تعال إلى مصر بالشكل المباشر قد يهتم وقد لا يهتم ولكن عندما ينقل الإعلام المرئى والمقروء بطولات دولية مثل الاسكواش و البلياردو والشراع وبرامج المسابقات الدولية والمهرجانات الفنية ويرى المشاهد جمال الطبيعة الساحرة فى مصر فى هذا الوقت يحرص على المجيء إلى مصر. ماذا فعلتم للشباب لتلافى الآثار الناجمة عن انخفاض السياحة فى المحافظات ؟ تم التنسيق مع اتحاد الصناعات للاستفادة من المبادرة التى وقعها مع الجانب الألمانى الذى يولى اهتماما كبيرا للتعليم الفنى والصناعى لدعم الصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر فوقعت معهم اتفاقا على بناء 3 مجمعات للمشروعات الصغيرة للشباب، الأول فى رأس غارب والثانى فى الغردقة والثالث فى القصير كمرحلة أولى بعدها سنقيم مجمعا آخر فى سفاجا ومجمعا فى مرسى علم واتفقنا مع إتحاد الصناعات على أن يمدنا بالدراسات المعدة للمشروعات الصناعية المغذية حتى نضمن للشباب تصريف منتجاتهم بعد ذلك سنقوم بطرحها على الشباب ليختار النشاط الذى يناسبه وقمت بالفعل بتخصيص الأراضى اللازمة للمشروع بواقع 20 فدانا لرأس غارب و25 فدانا فى الغردقة و20 فدانا فى القصير وسوف يتولى اتحاد الصناعات البناء وتزويدنا بالماكينات والمعدات المطلوبة والمواد الخام وسنقوم بتوقيع عقود مع الشباب بشروط أن كل وحدة إنتاج يعمل بها خمسة شباب حتى نحد من أزمة البطالة، وسيقوم الشباب بسداد أول قسط مستحق عليه من أرباح أول منتج حتى لا نلقى على الشباب أى أعباء مالية، وكل شاب سوف ينجح مشروعه ويقوم بسداد قيمة المنشأة والمعدات سنقوم بتمليكها له أما الشباب المتقاعس فيتم سحب المشروع منه. فى بادرة تحدث للمرة الأولى رأينا منذ عام تقريبا وفدا من قبائل حلايب وشلاتين يحضرون إلى مجلس الوزراء للمطالبة بإبقاء تبعيتهم الإدارية فى محافظة البحر الأحمر.. من المؤكد أن هذا الموقف له أسباب جوهرية؟ من الطبيعى أن الاهتمام الحقيقى بالعمل على حل مشكلات أهالى هذا المثلث الغالى على قلوب كل المصريين أوجد لديهم انتماء حقيقيا للبحر الأحمر ورفضهم التبعية لمحافظة أسوان فخلال العامين الماضيين تم ضخ أكثر من مليار جنيه فى مشروعات تنموية لتلبية جميع الاحتياجات التى كان أهالى حلايب وشلاتين وأبورماد محرومين منها. فمنذ اليوم الأول لتولى المسئولية وضعت رؤية متكاملة لتنمية وتطوير حلايب وشلاتين لأنها منطقة محرومة من جميع الخدمات فى مياه الشرب والكهرباء والصحة وطرق سيئة ولا توجد مستشفيات ومدارس والمساكن قليلة جدا فعرضت الخطة التنموية لهذا المثلث على مجلس الوزراء، وكانت تكلفة الخطة قد اقتربت من مليار جنيه فوافق المجلس على جميع بنودها فقمت على الفور بتكليف جهاز الخدمة الوطنية وشركة المقاولون العرب وبدأنا العمل على وجه السرعة ببناء محطات لتحلية المياه للقضاء على مشكلة مياه الشرب وعمل محطات الديزل لتوفير الكهرباء، ثم قمنا بإنشاء 3 محطات طاقة شمسية دخلت إلى الخدمة بالفعل. وبعد أن كانت محطات الديزل تعمل على مدى ال 24 ساعة أصبحت تعمل طول الليل فقط وبالنهار تعمل محطات الطاقة الشمسية فخففنا العبء على الديزل ووفرنا فى السولار المستهلك وعلى مستوى التعليم كانت المدارس الموجودة هناك قليلة وحالتها سيئة ومبنية من الاخشاب وبدون أسوار فقمنا بتطويرها جميعا على أعلى مستوى وزودنا افنيتها بالنجيل الصناعى لممارسة الألعاب الرياضية وربط الطالب بمدرسته وأنشأنا قصور ثقافة نموذجية، لأن لديهم فرق فنون شعبية ولا يجدون أماكن تدريب وزودناهم بالملابس والآلات، وأقمنا لهم مهرجانات وسوف ندفع بهم للمشاركة فى المهرجانات الدولية، وفى القطاع الصحى أقمنا مستشفى شلاتين والذى تكلف أكثر من 90 مليون جنيه وتوسعنا فى إنشاء المراكز الصحية ولتحفيزهم أكثر إتخذت قرارا بأن كل من يحصل على مجموع 90% فى الثانوية سوف تقوم المحافظة بإلحاقه بكليات الطب الخاصة فى أقرب المحافظات للبحر الأحمر، وان تتحمل المحافظة نفقات دراستهم حتى التخرج ليلتحقوا بالعمل بالمستشفيات والمراكز الصحية هناك بجانب افتتاح فصل للتمريض هناك مقصور عليهم فقط، لاننا نتعامل مع بيئة بدوية لها طبيعة خاصة ووافقنا على إلحاق أبنائهم بكليات التربية بالغردقة.