تنهال رسائل القراء عن الوضع المتردى للسكك الحديدية، وباعتراف المسئولين فإن قوتها ثمانمائة قطار على مستوى الجمهورية، لكن أربعمائة منها خارج الخدمة، أى نصف العدد بالتمام والكمال كما أن القطارات العاملة بالفعل متهالكة، وتتعطل كثيراً، وتتسبب فى إرباك خطوط السكك الحديدية، ويتم إغلاق المزلقانات وتتكدس السيارات بكل أنواعها فى الشوارع، وتصبح حركة المرور مشلولة ساعات طويلة، وبدلا من أن تبحث هيئة السكك الحديدية عن حل لهذه المعضلة التى تتفاقم يوما بعد يوم. إذ بها ترصد مئات الملايين من الجنيهات لإقامة أسوار حول شرائط السكك الحديدية بحجة الحفاظ على أملاكها.. تخيلوا.. والوضع على الطبيعة يفوق الوصف، والنتيجة التى ترتبت على إقامة هذه الأسوار هى أن الكثيرين استغلوها فى إقامة مقاه وأكشاك وورش لإصلاح السيارات. والسؤال : أين دراسة الجدوى التى اعتمدت عليها خطة وزارة النقل وهيئة السكك الحديدية لإقامة هذه الأسوار ؟.. ثم ألم يكن الأجدى تطوير القطارات الحالية، وشراء قطارات جديدة بدلا من القديمة التى خرجت من الخدمة ؟، وهل يعقل أن تتغير خطط السكك الحديدية مع كل وزير نقل جديد ؟.. إن هذه الأسوار بدأت إقامتها فى عهد الوزير الأسبق محمد منصور ثم توقفت بعد ذلك، وهاهو وزير النقل الحالى الدكتور جلال السعيد يشرع فى استكمالها، وليتها أسوار بنفس الارتفاع السابق، وإنما من يراها يستغرب من كميات الحديد والأسمنت المهدرة فيها، فارتفاعها شاهق ومقامة على خرسانات وأعمدة ضخمة وتتخللها فتحات يمكن أن يختبىء فيها اللصوص وقطاع الطرق!! وليت وزير النقل ورئيس هيئة السكك الحديدية، ورؤساء فروع الهيئة بالمحافظات يقومون بجولة تفقدية لما تم بناؤه من أسوار، ويعيدون تقييم خطتهم، ويعدلونها بما يحقق الهدف المنشود، وتعود السكك الحديدية إلى سابق عهدها من الخدمة الجيدة والانضباط المعهود.