قبل أن تنقضي أربع وعشرون ساعة علي بدء الحرب وبالتحديد عند فجر السابع من أكتوبر كان الموقف في غرفة العمليات المصرية يؤكد من واقع البلاغات الرسمية من أرض المعركة حصيلة الساعات ال 24 الأولي من الحرب وهي: نجاح 5 فرق مشاة مصرية قوامها 80 ألف جندي في عبور قناة السويس والتقدم شرقا إلي عمق يصل إلي 5 كيلو مترات والاستيلاء علي 15 نقطة حصينة من خط بارليف وفتح 85 ممرا في الساتر الترابي تم إنجاز أولها في زمن قياسي قدره 55 دقيقة واستكمل فتح باقي الممرات قبل أن تمضي علي ساعة الصفر 80 دقيقة وتم إنشاء أكثر من كوبري حقيقي وعدد من الكباري الهيكلية ومجموعة كبيرة من المعديات فضلا عن أعمال قتالية واسعة أهمها صد وتدمير 22 هجوما إسرائيليا مضادا قامت بها المدرعات الإسرائيلية وإسقاط 32 طائرة إسرائيلية خلال 16 موجة هجوم ووصول مفارز الدبابات البرمائية إلي عمق سيناء عند مضيقي متلا والجدي ونجاحها في مهاجمة مطار تمادا. وقد تم ذلك كله خلال الساعات ال 24 الأولي من الحرب التي شهدت في بدايتها نجاح الضربة الجوية المصرية في تحطيم وتدمير مطارات المليز وتمادا والسر وشرم الشيخ بالإضافة إلي مركز القيادة والسيطرة في أم مرجم ومركز الإعاقة والشوشرة الإلكترونية في أم خشيب ومركز القيادة المتقدمة في متلا ومركز القيادة التكتيكي في الشجرة وإصابة 8 محطات رادار وثلاثة مواقع مدفعية بعيدة المدي وثلاث مناطق للشئون الإدارية و 12 موقعا للصواريخ عدا نجاح قوات الصاعقة في السيطرة علي مضايق سيناء وتهديد الطرق والمحاور الرئيسية وتدمير قطع بحرية معادية أربع منها في شرم الشيخ والباقي عند الساحل الشمالي لسيناء. كان قد بات واضحا أن القوات المصرية صنعت في يومها الأول ما يشبه المعجزة.. وأن تاريخا جديدا قد بدأ ومعه تغيرت خريطة المنطقة تماما حسب تعبير الرئيس السادات في مكالمة هاتفية مع المشير أحمد إسماعيل علي قبل منتصف الليل مساء 6 أكتوبر بعد أن تلقي تقريرا بمنجزات اليوم الأول للقتال. وغدا نطالع صفحات جديدة [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله