لم أجد فى ختام هذه الإطلالة ما هو أفضل من العودة إلى ورقة اليوم الأهم فى تاريخ هذه الأمة يوم 6 أكتوبر 1973 ليكون مسك الختام فى إطلالة هذا العام. قبل أن تحين ساعة الصفر عند الثانية وخمس دقائق من ظهر يوم السادس من أكتوبر كانت الكراكات والبلدوزارات الخاصة بشركات المقاولات المدنية تعمل بصورة عادية جدا على امتداد الجانب الغربى لقناة السويس بينما أعداد من الجنود تسبح فى مياه القناة تحت أشعة الشمس الدافئة بينما على الجانب الشرقى للقناة كان جنود اللواء الإسرائيلى رقم 116 ينتشرون حول حصون خط بارليف فى ظل شعور بالثقة بأنه ليس فى مقدور المصريين مهاجمتهم. فى هذا اليوم بالذات كان معظم الجنود الإسرائيليين فى حالة ملل وكسل وخمول بسبب صيامهم عن الطعام كأحد أهم طقوس عيد «الغفران» بينما راح عدد قليل منهم يلعب كرة القدم وقذف أحدهم الكرة إلى أعلى ساتر من الرمال خارج موقعهم الحصين جنوب القنطرة وجرى زميل له وراء الكرة وركض ثم استدار لينظر إلى القناة لكن سرعان ما انبطح أرضا وإذا به يصيح «ميج.. ميج» فى الوقت الذى كانت فيه مجموعة من طائرات «ميج 21» المصرية تتجه على ارتفاع منخفض نحو عمق سيناء... أكثر من 220 طائرة انطلقت من قواعدها المنتشرة على امتداد الأرض المصرية واتجهت نحو أهداف محددة على أرض سيناء لتدك بقنابلها الثقيلة مطارات المليز وبير تامادا وشرم الشيخ ومركز القيادة والسيطرة فى أم مرجم ومركز الإعاقة والشوشرة الإلكترونية فى أم خشيب ومركز قيادة العمليات المتقدم فى متلا ومحطات الرادار من العريش شمالا وحتى أبو رديس جنوبا.. وتزامن مع هذا الهجوم الجوى الكثيف والمباغت هدير على طول المواجهة من قصف مدفعى لأكثر من 2000 وحدة مدفعية يعززها لواء كامل من صواريخ أرض - أرض التكتيكية متوسطة المدي... وهكذا بدأ عبور طلائع رجال الصاعقة لفتح الثغرات فى حقول الألغام وأعقب ذلك مباشرة بدء عبور طلائع قوات المشاة بأكثر من 1200 قارب مطاطى لتتمكن أول فصيلة مصرية من رفع العلم المصرى على الضفة الشرقية للقناة عند الكيلو 119 شمال السويس فى قطاع الجيش الثالث بعد 10 دقائق فقط من تسلق الساتر الترابى ..وهكذا أصبح الحلم حقيقة.. وكل عام ومصر بخير وموعدنا أكتوبر من العام المقبل إذا كان فى العمر بقية! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله