في تمام الساعة الثانية والنصف ظهر يوم السادس من أكتوبر عام 1973 انطلقت شرارة النصر بشعار "الله أكبر "، إيذاننا ببدء ملحمة العبور، أقلعت ما يقرب من 220 طائرة حربية لضرب الأهداف الإسرائيلية بسيناء بضربة جوية تاريخية، ونجحت الضربة في شل ثلاثة ممرات جوية في مطاري "المليز وبيرتمادا " وإسكات 10 مواقع صواريخ أرض جو طراز هوك، وموقعى مدفعية ميدان في أم مرجم ومركز الإعاقة والشوشرة في أم خشيب وتدمير وإسكات عدد من مركز الإرسال الرئيسية الإسرائيلية ومواقع ردار. استخدمت الطائرات ميج 17، وميج 21، وسخوي 7 وسخوي 20، وبعض القاذفات التكتيكية من طراز ال 28، واستخدمت إسرائيل مركز القيادة الخلفي بعد ضرب مركز أم مرجم، وأصبح مركز العريش مركز الإعاشة والشوشرة الوحيد لإسرائيل بعد ضرب مركز أم خشيب، واستشهد في ضربة الطيران الأولى عاطف السادات شقيق الرئيس أنور السادات. وفى نفس التوقيت تم قصف أكثر من 2000 من مختلف الأعيرة النارية بضرب المواقع الإسرائيلية على طول الجبهة المصرية، لمدة وصلت إلى 53 دقيقة بمعدل 157 دانه في الثانية، فيما يعرف " بأكبر تمهيد بدائي " في تاريخ الحروب الحديثة، وبدأت القوات المسلحة في العبور في تمام الساعة 2 والنصف، مستخدمة 100 قارب مطاطي، وعبر 8 آلاف جندي القناة وفى 6 ساعات عبرت 5 فرق مشاة، وقوات قطاع بورسعيد، ثم عبر 80 ألف جندي منهم 15 ألف مقاتل من المهندسين العسكريين لفتح ممرات في الساتر الترابي " خط بار ليف " بواسطة مدافع المياه وإنشاء الجسور. وتمكن الرجال الأبطال بنهاية يوم 6 أكتوبر في فتح 60 ثغرة داخل الساتر الترابي، وخلال 8 ساعات تم إنشاء ثمانية كباري ثقيلة وأربعة كباري أخرى خفيفة، وتم تجهيز 30 معدية، وسبق ذلك إغلاق تجهيزات وإشعال القناة بالنابلم، وقمة النصر كانت عملية مهندسين بحته، وبدأ عبور المدرعات والمركبات الثقيلة والأسلحة الثقيلة وبدأت نسمات النصر بقوة 80 ألف جندي بكامل أسلحتهم الثقيلة في ساعات معدودة.