أكدت جلسات الملتقى العربى الأول للموارد البشرية فى المصارف والمؤسسات المالية العربية، أهمية الاستثمار فى العنصر البشرى والعمل على تصحيح مسار الكوادر البشرية للوصول إلى الأهداف الاستراتيجية للمؤسسات العربية، بما يسهم فى دفع التنمية الاقتصادية. وقال بهيج الخطيب مستشار اتحاد المصارف العربية، خلال الملتقى الذى عقد بالقاهرة أخيرا بمشاركة 100 شخصية من 9 دول عربية: إن المفهوم الجديد والعصرى لإدارة الموارد البشرية يتمثل فى لعب دور الشريك الاستراتيجى للإدارة العليا للمصرف أو المؤسسة المالية، مما يفرض على إدارة الموارد البشرية الاضطلاع بدور رئيسى فى تقييم أداء العاملين وقياس النتائج المحققة ومقاربتها مع الأهداف المرسومة والعمل على تصحيح مسار الكوادر البشرية للوصول إلى الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة. وأكد الخطيب على أهمية الاستثمار فى رأس المال البشرى وتطويره من خلال البرامج التدريبية والاحتفاظ بالمواهب التى تشكل أحد العناصر الرئيسية فى نجاح المؤسسة، مع الأخذ فى الاعتبار أن إدارة المواهب القائمة على المخاطر تستوجب خلق معادلة حساسة ما بين تقديم الحوافز للعناصر الكفؤة للاحتفاظ بها وتعزيز ولائها للمؤسسة من جهة والتقليل من فرص جذب هذه العناصر إلى مؤسسات أخرى منافسة من جهة أخرى مع ما تتضمنه هذه المعادلة من مخاطر. وأكد الدكتور عادل السن مستشار المنظمة العربية للتنمية الإدارية على أهمية الملتقى فى وضع رؤية استراتيجية لإدارات الموارد البشرية تنهض بوظائف التخطيط الوظيفى لتعزيز أنظمة التعامل مع العملاء وتطوير المسئولية الاجتماعية للمصارف، إضافة إلى توضيح دور القيادات الفعالة فى تحقيق الإبداع والتميز المؤسسى وإدارة المواهب وبناء الجدارات فى الصناعة المصرفية والمالية، فى ظل التحولات والتطورات السريعة فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتحرير التجارة العالمية. وأشار إلى ما يشهده العالم من تحديات سياسية وأمنية وتصاعد فى الجرائم الإرهابية والتى تمثل تحدياً كبيراً للمؤسسات المصرفية والمالية وتلقى بمزيد من الأعباء على العاملين بتلك المؤسسات لتحقيق التوازن بين متطلبات العمل المصرفى والقدرة على جذب الاستثمارات من جانب، ومراعاة تنفيذ ما تتضمنه اتفاقيات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب من ضوابط ومعايير من جانب آخر.