التماسك الوطنى والاطمئنان لمساندة الشعب للجيش السورى كانا واضحين عندما زرت معسكراً للجيش السورى بمناسبة ذكرى حرب اكتوبر قبل 18 عاماً تقريباً. فقد كانت سوريا الشريك الأساسى لمصر فى تلك الحرب،التى شاركت فيها دول عربية أخرى بالسلاح والمال،لاستعادة الأرض التى احتلتها إسرائيل ،ومن بينها الجولان السورى الذى مازال تحت الاحتلال. والآن تمر الذكرى وأرى الجيش السورى وقد تحالف مع ميليشيا حزب الله اللبنانى فى حربه فى الداخل السورى،أو أنه استعان بالقوات الروسية وغيرها من القوات والميليشيا ، فى حين تضرب إسرائيل مواقع عسكرية ومدنية فى الداخل السورى دون أى رادع.هذا الواقع المأساوى وصل إليه الجيش السورى نتيجة إساءة استغلاله بالقدر الذى أدى إلى وقوعه فى فخ الحرب مع أطراف سورية متعددة ،فى حين هرب بعض من كانوا جنوده، أو من هم فى الطريق إلى التجنيد ،خوفاً على حياتهم من الموت فى حرب داخل سوريا.ومع تدفق اللاجئين السوريين إلى الخارج فقد الجيش بعض موارده البشرية، فى حين أدى نزوح الملايين فى الداخل وتزايد الفقر وقلة فرص العمل إلى انشغال معظم السوريين بهمومهم الشخصية.وأدى ذلك إلى أنه لم يعد هناك ظهير شعبى شامل للجيش السورى ، مما قلص من قوته وتطلعاته التى تراجعت من الحلم بتحرير الأرض العربية المحتلة إلى الحلم بتحريرالأراضى السورية التى كانت محررة لكنها باتت خارج سيطرة الحكومة المركزية فى دمشق. هذا الواقع المأسوى للجيش السورى يقدم درساً مفيداً هو أنه عندما يدخل الجيش فى حرب داخلية فإن قوته تتقلص أوقد يندثر. ورأينا هذا التقلص فى الجيش اليمنى، والتمزق فى الجيش الليبى الخاص بفترة الرئيس القذافى. لهذا ينبغى ألا يتورط أى جيش فى حرب داخلية تفتت قواه وتجعل انتصاره على العدو مجرد ذكرى. لمزيد من مقالات عاطف صقر